التسويق التمريضي ودوره في تعزيز مهنة الرعاية الصحية تاريخ الخبر: 23/06/2025 | المشاهدات: 76

مشاركة الخبر :

م. د. مهدي حمزة منذور / كلية التمريض
في عالم الرعاية الصحية المتطور باستمرار، لم يعد تقديم خدمات تمريضية ممتازة كافياً بحد ذاته. لقد أصبح التسويق التمريضي أداة حيوية لتعزيز المهنة، وجذب أفضل الكفاءات، وضمان وصول الرعاية الجيدة للمرضى. يشير التسويق التمريضي إلى استخدام استراتيجيات التسويق المختلفة للترويج لخدمات التمريض، والبرامج التعليمية، والفرص الوظيفية، وصورة المهنة بشكل عام.
لماذا يعتبر التسويق التمريضي ضرورياً؟
تتعدد الأسباب التي تجعل التسويق التمريضي أمراً بالغ الأهمية في المشهد الصحي الحالي:
• جذب وتوظيف أفضل الكفاءات: مع النقص العالمي في الممرضين والممرضات، أصبح التنافس على استقطاب أفضل المواهب شديداً. يساعد التسويق الفعال المؤسسات الصحية على إبراز بيئة العمل الإيجابية، وفرص التطوير المهني، والمزايا التنافسية التي تقدمها، مما يجذب الممرضين والممرضات ذوي الكفاءة العالية.
• تعزيز صورة المهنة: غالباً ما يساء فهم مهنة التمريض أو يتم التقليل من شأنها. يساهم التسويق التمريضي في تصحيح هذه المفاهيم الخاطئة من خلال تسليط الضوء على الدور الحيوي للممرضين والممرضات في رعاية المرضى، والابتكار في الرعاية الصحية، والمساهمات الكبيرة التي يقدمونها للمجتمع.
• زيادة الوعي بالخدمات التمريضية: يمكن للتسويق أن يعرف الجمهور بمختلف أنواع الخدمات التمريضية المتاحة، مثل الرعاية المنزلية، التمريض المتخصص، وخدمات الصحة العامة. هذا يساعد المرضى والأسر على فهم الخيارات المتاحة لهم واتخاذ قرارات مستنيرة بشأن رعايتهم الصحية.
• الترويج للبرامج التعليمية التمريضية: تحتاج كليات ومعاهد التمريض إلى جذب الطلاب الجدد لضمان استمرارية المهنة. يساعد التسويق في إبراز جودة التعليم، وفرص التخصص، والمسارات المهنية المتنوعة المتاحة لخريجي التمريض.
• بناء الثقة والمصداقية: عندما يتم تقديم معلومات واضحة وشفافة حول خدمات التمريض، يزداد ثقة الجمهور في المؤسسات الصحية وفي مهنة التمريض بشكل عام.
استراتيجيات التسويق التمريضي الفعال:
لتحقيق أهداف التسويق التمريضي، يمكن تبني مجموعة من الاستراتيجيات المتكاملة:
• التسويق الرقمي: يشمل ذلك إنشاء مواقع ويب احترافية، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي (فيسبوك، تويتر، لينكد إن، إنستغرام) لمشاركة قصص النجاح، وتسليط الضوء على إنجازات الممرضين، ونشر معلومات صحية موثوقة.
• العلاقات العامة: بناء علاقات قوية مع وسائل الإعلام لنشر قصص إيجابية عن التمريض، وتنظيم فعاليات توعية عامة، والمشاركة في المنتديات الصحية.
• تسويق المحتوى: إنشاء محتوى قيم ومفيد مثل المقالات، المدونات، الفيديوهات، والبودكاست التي تتناول قضايا صحية، نصائح للرعاية الذاتية، ومقابلات مع ممرضين متميزين.
•التسويق الداخلي: التركيز على رضا الممرضين الحاليين وتوفير بيئة عمل داعمة. الممرضون السعداء هم أفضل سفراء للمهنة والمؤسسة.
•الشراكات المجتمعية: التعاون مع المدارس، الجامعات، والمنظمات المحلية لتنظيم فعاليات توعية صحية، وبرامج توجيه مهني، ومعارض وظيفية.
•التسويق الشفهي (Word-of-Mouth): تشجيع المرضى والأسر على مشاركة تجاربهم الإيجابية مع خدمات التمريض. تلعب الشهادات والتوصيات الشخصية دوراً كبيراً في بناء الثقة.
•المشاركة في المؤتمرات والفعاليات المهنية: حضور وعرض أوراق بحثية في المؤتمرات التمريضية والصحية لزيادة الوعي بالخبرات والكفاءات.
التحديات في التسويق التمريضي:
على الرغم من أهميته، يواجه التسويق التمريضي بعض التحديات:
•الميزانيات المحدودة: قد لا تخصص المؤسسات الصحية ميزانيات كافية لأنشطة التسويق التمريضي مقارنة بقطاعات أخرى.
•المفاهيم النمطية: لا تزال بعض المفاهيم النمطية حول مهنة التمريض قائمة، مما يتطلب جهوداً تسويقية مركزة لتغييرها.
•الحاجة إلى الخبرة التسويقية: قد تفتقر المؤسسات التمريضية إلى الخبرة اللازمة في مجال التسويق، مما يستدعي التعاون مع متخصصين.
الخلاصة:
لم يعد التسويق التمريضي مجرد خيار، بل أصبح ضرورة ملحة لضمان ازدهار مهنة التمريض. من خلال تبني استراتيجيات تسويقية مدروسة ومبتكرة، يمكن للمؤسسات الصحية والممرضين الأفراد تعزيز صورة المهنة، وجذب أفضل الكفاءات، وضمان تقديم رعاية صحية عالية الجودة للمجتمعات. إنه استثمار في مستقبل الرعاية الصحية وفي قوة الممرضين والممرضات الذين يمثلون العمود الفقري لنظامنا الصحي.


جامعة المستقبل الجامعة الاولى في العراق


الهدف الثالث من اهداف التنمية المستدامة الصحة الجيدة والرفاه