الحقيقة أولاً: تفنيد الادعاءات حول الجامعات العراقية
نشرتُ في وقتٍ سابق مقالًا نقديًا استند إلى تقرير نُسب إلى ما يُعرف بـ"LR2"، مدعومًا بما اعتقدت أنها تقارير صادرة عن مراكز وشخصيات أكاديمية ذات مصداقية ومعايير قياس عالمية. غير أني، وبعد التحقق والتقصي والاتصال بأكاديميين موثوقين في لندن وأمريكا، تبيّن أن ما يُسمى بـ"المنطقة الحمراء" للجامعات العراقية ليس سوى ادعاء وهمي، مصدره تقرير أعدّه الدكتور لقمان مهو في الجامعة الأمريكية في بيروت، دون أي صفة رسمية أو علمية مُعتَمدة.
بعض المعايير التي استخدمها التقرير تفتقر إلى الدقة، إذ اعتمدت على عدد البحوث المسحوبة من قواعد بيانات عالمية، وهو معيار لا يكفي وحده للحكم على جودة الجامعات أو مصداقيتها. ومن غير المنصف إطلاق تعميمات تسيء إلى مؤسسات تعليمية عريقة تُعد من بين الأفضل في المنطقة.
نعم، نقرّ بوجود إخفاقات وممارسات غير مقبولة في بعض مؤسسات التعليم، سواء الحكومية أو الأهلية، لكن لا يمكن تجاهل أن أكثر من ألفي طالب عربي وأجنبي يدرسون حاليًا في الجامعات العراقية، وهو ما يُعد مؤشرًا نوعيًا على مستوى الثقة والكفاءة العلمية التي ما زالت تحتفظ بها هذه الجامعات.
وفي هذا السياق، أنصح الزملاء في الوسط الإعلامي بالتحري قبل النشر، وتجنب ترويج معلومات مغلوطة ذات أهداف تسقيطية، مع احتفاظنا بحق النقد البنّاء لبعض الممارسات السلبية.
ومن الجدير بالذكر أن مسؤولي وزارة التعليم العالي نفوا صدور أي قرار بتشكيل لجنة تحقيقية بشأن التقرير المذكور، مؤكدين أن ما ورد فيه لا يُعدو كونه مزاعم باطلة تهدف للنيل من سمعة الجامعات العراقية، التي لا تزال تُخرّج الآلاف من الكفاءات سنويًا.
جامعة المستقبل
الجامعة الاولى في العراق