عالم بلا جوع: الهدف الثاني من التنمية المستدامة وحلم الغذاء للجميع تاريخ الخبر: 06/08/2025 | المشاهدات: 783

مشاركة الخبر :

أ.د حيدر علي الدليمي
كلية العلوم الإدارية- جامعة المستقبل
من بين أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر التي وضعتها الأمم المتحدة، يبرز الهدف الثاني كصرخة إنسانية تتجاوز حدود الدول واللغات والثقافات: “القضاء التام على الجوع”. إنه ليس فقط هدفًا إنسانيًا، بل أساسًا لبقاء الإنسان وكرامته، ومنطلقًا لتحقيق باقي الأهداف.
الجوع في القرن الحادي والعشرين:
قد يبدو غريبًا أن نتحدث عن الجوع في عصر التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، لكن الأرقام لا تكذب. لا يزال ملايين الأشخاص حول العالم يعانون من سوء التغذية ونقص الغذاء، ولا سيما في الدول النامية والمتأثرة بالنزاعات، أو تلك التي تعاني من تغيرات مناخية شديدة.
إن تحقيق الأمن الغذائي وتحسين التغذية وتعزيز الزراعة المستدامة، هي محاور هذا الهدف الإنساني النبيل. فالغاية لا تقتصر على إطعام الجياع، بل على بناء منظومات غذائية عادلة ومستدامة تمكّن الشعوب من الاعتماد على أنفسهم.
الجوع ليس قدَرًا: ماذا يعني تحقيق الهدف الثاني؟
• القضاء على الجوع بحلول عام 2030 يعني أن لا يذهب طفل إلى فراشه دون طعام.
• يعني أن تُتاح لكل إنسان، أينما كان، وجبة غذائية صحية وكافية.
• يعني دعم صغار المزارعين، خصوصًا النساء والعمال الريفيين، ليكونوا أكثر قدرة على الإنتاج والمشاركة في السوق.
• ويعني تطوير أنظمة زراعية تقاوم التغيرات المناخية والجفاف والفيضانات.
العراق نموذجًا: تحديات وفرص:
في دول مثل العراق، يشكّل الهدف الثاني من التنمية المستدامة تحديًا حقيقيًا وفرصة كبيرة في الوقت ذاته. إذ يعاني البلد من آثار الصراعات، والنزوح، والتغيرات المناخية، وندرة المياه، لكنها تمتلك في المقابل إمكانات زراعية ضخمة، وتاريخًا طويلًا في إنتاج الغذاء.
التحول نحو الزراعة الذكية والمستدامة، وتحديث سياسات الدعم للفلاحين، وتطوير سلاسل التوريد الغذائي، يمكن أن تجعل من العراق دولة مكتفية ذاتيًا، بل ومصدّرة للغذاء.
كيف نشارك جميعًا في تحقيق هذا الهدف؟
• ترشيد الاستهلاك الغذائي وتقليل الهدر.
• دعم المنتجات المحلية.
• التوعية بالتغذية السليمة.
• دعم المبادرات الزراعية والإنسانية.
نحو عالم يشبع فيه الجميع:
إن القضاء على الجوع ليس شعارًا مثاليًا، بل ضرورة أخلاقية وإنسانية وتنموية. تحقيق الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة هو مسؤولية مشتركة بين الحكومات، والمجتمع المدني، والقطاع الخاص، بل وحتى الأفراد. فالجوع لا ينتظر، ولا يجب أن يُنتظر.
لنصنع عالمًا لا يجوع فيه أحد.
جامعة المستقبل الاولى على الجامعات الأهلية.