إعداد: م.م أحمد ضياء هاتف
بصفتي تدريسياً جامعياً في مجال تقويم الأسنان، من الضروري التأكيد على أن العادات السلوكية للمريض تلعب دوراً محورياً في نجاح العلاج بالتقويم الثابت. ومن بين هذه العادات، يُعد التدخين من أكثر العوامل الضارة التي تؤثر سلباً على صحة الفم ونتائج العلاج التقويمي.
يتكون دخان السجائر من النيكوتين وأول أكسيد الكربون وعدد كبير من المواد السامة التي تضعف الدورة الدموية وتقلل من تزويد الأنسجة الداعمة للأسنان بالأوكسجين. هذا التأثير ينعكس سلباً على الآليات البيولوجية لحركة الأسنان التقويمية، والتي تعتمد أساساً على نشاط الخلايا في الرباط حول السني والعظم السنخي. وتشير الملاحظات السريرية إلى أن المدخنين قد يعانون من بطء في حركة الأسنان، مما يؤدي إلى إطالة مدة العلاج.
إضافة إلى ذلك، يزيد التدخين من شدة التهاب اللثة حتى في غياب الترسبات الجرثومية. وبما أن الأجهزة التقويمية الثابتة تُعد عاملاً مساعداً في تراكم اللويحة السنية، فإن اجتماعها مع التدخين يضاعف خطر تدهور الأنسجة الداعمة، وانحسار اللثة، وضعف ثبات الأسنان. هذه المضاعفات لا تقتصر على تهديد صحة الفم فحسب، بل قد تقلل أيضاً من جودة النتائج العلاجية والجمالية.
جانب آخر جدير بالاهتمام هو تأثير التدخين على التزام المريض بنظافة الفم. فالأجهزة الثابتة تتطلب عناية دقيقة، ومع ذلك غالباً ما يُلاحظ لدى المدخنين زيادة في تصبغ الأسنان والحاصرات التقويمية، مما يؤدي إلى نتائج جمالية غير مرضية، إضافة إلى احتمال ضعف استقرار النتائج بعد انتهاء العلاج بسبب تضرر الدعم اللثوي والعظمي.
من الناحية التعليمية والسريرية، يجب أن يكون إرشاد المرضى حول الإقلاع عن التدخين جزءاً أساسياً من خطة العلاج. فمن المهم أن يدرك المريض أن التدخين لا يمثل خطراً عاماً على الصحة فحسب، بل هو عائق مباشر أمام تحقيق أفضل النتائج في علاج التقويم. كما أن التعاون مع أطباء الأسنان العامين وأخصائيي صحة الفم يسهم في تعزيز هذا التوجه الوقائي.
خلاصة القول: إن التدخين يؤثر بشكل واضح وسلبي على فعالية وأمان العلاج بالتقويم الثابت. ومن واجبنا كتدريسيين أن نُرسّخ لدى طلابنا وأطبائنا المستقبليين هذه الحقائق، وأن نغرس فيهم أهمية التثقيف الصحي للمرضى بما يحقق أفضل النتائج العلاجية ويحافظ على الصحة العامة.
تقويم الأسنان