التمريض المجتمعي
تمريض صحة المجتمع هو تخصص يهتم بتقديم الرعاية الصحية للأفراد والأسر والمجموعات ضمن إطار مجتمعاتهم. يهدف هذا التخصص بشكل أساسي إلى تحسين مستوى الصحة العامة وتقليل انتشار الأمراض من خلال:
1. الوقاية من الأمراض (Primary Prevention): التركيز على التدابير التي تمنع ظهور المشكلة الصحية أو السلوكية من الأساس.
2. تعزيز الصحة (Health Promotion): تمكين الأفراد والمجتمعات من زيادة السيطرة على محددات صحتهم وتحسينها.
دور التمريض المجتمعي في الحد من المشكلات الصحية
يُعد التمريض المجتمعي خط الدفاع الأول ضد انتشار المشكلات الصحية، ويظهر أثره البالغ من خلال الأدوار التالية:
1. التثقيف والتوعية الصحية
وهو الدور الأبرز والأكثر تأثيراً في تغيير السلوكيات. يشمل ذلك:
• نشر الوعي حول الأمراض المزمنة (مثل السكري وارتفاع ضغط الدم)، الأمراض الانتقالية، ومخاطرها.
• توعية الأفراد حول أهمية التغذية السليمة، ممارسة النشاط البدني، والنظافة الشخصية.
• زيادة وعي الفرد والأسرة نحو تحقيق الرعاية الذاتية للتحكم في ظروفهم الصحية.
2. الكشف المبكر والتحصينات
يساهم الممرض المجتمعي بشكل مباشر في كبح جماح الأمراض من خلال:
• تنظيم برامج الفحوصات الدورية والكشف المبكر عن الأمراض في مراحلها الأولى لضمان علاجها الفعال.
• تنفيذ حملات التحصين والتطعيم ضد الأمراض الشائعة والسارية، ما يقلل بشكل كبير من معدلات انتشار العدوى.
3. الخدمات الصحية الأساسية والرعاية المنزلية
• إيصال الخدمات الصحية لأبعد الأماكن في المنطقة المحددة، مما يضمن عدالة التوزيع في الحصول على الرعاية.
• تقديم الخدمات الصحية المنزلية لكبار السن أو المرضى الذين لا يستطيعون الوصول إلى المراكز الصحية، ومتابعة حالاتهم الصحية والعلاجية.
الأثر في مكافحة المشكلات السلوكية
يتجاوز دور التمريض المجتمعي الرعاية الجسدية ليشمل الجوانب النفسية والاجتماعية، ما يؤدي إلى تأثير إيجابي على السلوكيات غير الصحية:
1. معالجة السلوكيات السلبية
من خلال قنوات التواصل المباشر والثقة التي يبنيها ممرض المجتمع مع الأفراد والأسر، يمكنه:
• تقييم السلوكيات المؤدية للخطر لدى الشباب الجامعي أو فئات المجتمع الأخرى (مثل التدخين، سوء استخدام المواد، العادات الغذائية السيئة).
• تقديم الإرشاد والدعم النفسي في البيئات المجتمعية، والوقاية من الانحرافات السلوكية وتعزيز التكيف الاجتماعي.
• التأكيد على أهمية الصحة النفسية في مواجهة ضغوط الحياة.
2. التفاعل الشامل مع الأسرة
يركز التمريض المجتمعي على الرعاية المتمحورة حول الأسرة، حيث يتم فهم العوامل الاجتماعية والعاطفية والبيئية التي تؤثر على رفاهية الفرد. يساعد هذا النهج على:
• بناء علاقات قوية مع المرضى وعائلاتهم، وفهم احتياجاتهم الفريدة.
• التدخل في مشكلات مثل إهمال الطفل وإساءة معاملته أو مشاكل المسنين من منظور شامل ومتعدد الأبعاد.
الخلاصة
يُعد التمريض المجتمعي استثماراً في الصحة العامة، فهو يعمل على تقليل العبء المرضي وتكلفة العلاج من خلال التركيز على الوقاية وتغيير السلوكيات نحو الأفضل. إن تفعيل وتطوير كفاءات الممرضين في هذا المجال يسهم بشكل مباشر في تحقيق مجتمع أكثر صحة ورفاهية، ويقلل من الحاجة إلى الرعاية العلاجية المكلفة والطوارئ من خلال تبني عادات صحية سليمة.
جامعة المستقبل الجامعة الاولى في العراق
الهدف الثالث من اهداف التنمية المستدامة الصحة الجيدة والرفاه