الضوضاء وصحة الانسان
الأستاذ الدكتور محمود داود الربيعي جامعة المستقبل – كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة
من الموضوعات الهامة في البيئة "الضوضاء"، والضوضاء التي تؤثر بالسلب على صحة الإنسان فهي التي من صنعه.
يكمن تأثير الضوضاء على صحة الإنسان من خلال المشاكل السلبية التي تلحق به صحياً وعقلياً ونفسياً. وتبرز هذه المشاكل على المدى القريب أو البعيد لكن الإزعاج الصوتي أو التلوث السمعي أو الضوضاء بشكل عام لها تأثير سلبي كبير على صحة الإنسان. وتحمل منظمة الصحة العالمية، المسؤولين عن إحداث الضوضاء كامل أو البعض من تكاليف ما يحدثونه من إزعاج أو تلوث سمعي.
ان الصحة هي حالة مثالية من التمتع بالعافية وهي مفهوم يصل لأبعد من مجرد الشفاء من المرض وإنما الوصول وتحقيق الصحة السليمة الخالية من الأمراض.
ويتطلب الوصول إلى الصحة السليمة الموازنة بين الجوانب المختلفة للشخص.
وهذه الجوانب هي:
- الجسمانية
- النفسية
- العقلية
- الروحية.
لكي تصل إلى مفهوم الصحة المثالية يجب دمج هذه الجوانب معا
صحتك هي مسؤوليك الخاصة، وهذه المسؤولية هي الاختيارات التي تقوم بها كل يوم، وإذا لم تتبع العادات الصحية السليمة فإنك بذلك تكون أخطأت في اختياراتك.
اما الضوضاء فهي تلك الأصوات غير المرغوب فيها وتشعر معها بالإرهاق والتعب.
وهناك أنماط متعددة للضوضاء منها:
1- سماع الموسيقى مثلاً بالشيء الممتع والمريح للأعصاب لكن إذا وصلت لحد الإزعاج أثناء الاستذكار أو القلق من النوم فنوصفها بالضوضاء المزعجة.
2- أصوات الباعة المتجولين.
3- أصوات الجيران المختلفة (أصوات الكبار – صراخ الأطفال – الأجهزة من راديو أو كاسيت أو تلفزيون) ..
4- آلات الصناعة.
5- وسائل النقل (الطائرات - السفن- الدراجات البخارية- السيارات).
6- آلات الحدادة (المطارق التي تعمل باستخدام الهواء المضغوط).
والضوضاء لها أثر سلبي ليس من الناحية النفسية فقط من عدم الرغبة في سماع الصوت، بل جسدية أيضاً متمثل في عدم المقدرة على سماع الصوت لكونه أعلى مما يمكن أن يتحمله تركيب المخ.
وهناك حقيقة ينبغي أن ندركها جيداً أن الضوضاء الأكثر توقعاً هي الأقل إثارة وعدم التوقع يؤدى إلى زيادة التوتر لأن عدم توقع الضوضاء يجعلنا نحس بتهديدها لنا عما لو كانت متوقعة.
التأثيرات المختلفة للضوضاء:
اولا: التأثير الفسيولوجى للضوضاء:
1- فقدان السمع:
وفقدان السمع الذي يعانى منه بعض الناس يعد مشكلة حادة، ففي المدن العراقية المزدحمة بضوضاء السيارات سوف تزداد هذه الحالة اذا لم نجد لها الحلول الحقيقية من أجل ان يبقى المواطن العراقي يتمتع بقدرات سمعية جيدة ، ولكي يمكنه تجنب فقدان السمع بشكل جاد وخاصة الذين يتعرضون للضوضاء .
إن هيئات العمل في الدول المتقدمة قد حددت قواعد يجب اتباعها وبموجبها يسمح بالعمل عند التعرض للضوضاء ذات العلو الشديد , فإن سيارة نقل على بعد 50 قدماً تحدث ضوضاء شدتها عالية لذلك فإن الأفراد الذين يعيشون بالقرب شوارع أو مناطق ذات حركة مرور ثقيلة ومزدحمة هم بلا شك يتعرضون لمستويات ضوضائية تعلو كثيراً عن المستويات الطبيعية.
أما الشباب دون العشرين فغالباً ما يتعرضون لنوع آخر من مصادر الضوضاء المخربة ونعنى بها الموسيقى العالية الشدة، الموسيقى الصاخبة. وهناك دراسات عدة أجريت أوضحت بأن الشباب الذين يوجدون في جو من الموسيقى الصاخبة ويستمعون لنغماتها المستمرة دون توقف لمدة ساعة أو ساعة ونصف يصابون بفقدان السمع.
2- الصحة البدنية:
إن التعرض لمستويات ضوضائية عالية الشدة تؤدى إلى الإثارة والتوتر. ونحن نتوقع أن الإصابة بالأمراض ذات الصلة بالتوتر (كالضغط العالي/والقرحة وما إليها) قد تزيد بالتعرض للضوضاء المزعجة. فمن خلال الدراسات التي تمت في هذا المجال أن الضوضاء عامل من العوامل المرضية , ذلك أن التعرض للضوضاء ذات الشدة العالية يؤدى إلى تحفيز خلايا الجلد وإلى تضييق في الأوعية الدموية القريبة من سطح الجلد، وإلى ارتفاع الضغط في الدم وإلى الزيادة في بعض الإفرازات الجلدية ""Catecholamine Secretions.
وهذه التغيرات الفسيولوجية يصاحبها توتر واضطرابات في الأوعية الدموية، ولتؤكد العلاقة ما بين الضوضاء ومرض القلب، وأن الضوضاء يصحبها تقارير عن حالات مرضية حادة ومزمنة.
وهناك دراسات أسفرت عن وجود ارتباط بين تعرض الأمهات للضوضاء التي تحدثها الطائرات وموت الجنين كما أن هناك دراسات أخرى عديدة عنيت ببحث المشكلات الصحية للعاملين في الصناعة فيما يختص بالتعرض للضوضاء، وانتهت إلى نتيجة مضمونها أن التعرض للضوضاء العالية الشدة يصحبها اضطرابات الأوعية القلبية، الحساسية، التهاب الحلق (الزور)، اضطرابات في الهضم. وقد أسفرت البحوث أيضاً عن أن شباب العمال ذوى الخبرة المحدودة بالعمل يعانون أكثر من غيرهم عند التعرض للضوضاء، وهم بذلك يبرهنون على أن العمال ذوى الخبرات الفنية قد كيفوا حاسة السمع مع الضوضاء. ولسوء الحظ فإن مثل هذه الدراسات نادراً ما تعمل على ضبط العوامل الأخرى مثل ظروف المصانع، التعرض للملوثات، أنشطة العمل المثيرة للتوتر – وبذلك فإن النتائج الخاصة بآثار الضوضاء على الصحة.
لذلك فإن للضوضاء آثاراً مباشرة ضارة بالصحة البدنية. بل أن آثارها ترتبط أساساً بالمثيرات الأخرى (مثل الملوثات الصناعية – التوتر في العمل – والضغوط الاقتصادية وهكذا) – أو تكون قاصرة على أولئك الذين لديهم استعداداً خاص للتأثر باضطرابات فسيولوجية معينة.
ثانيا: الضوضاء والصحة النفسية
التعرض أو الاستماع لأصوات عالية والتي تذكر تحت اسم الشدة الضوضائية تؤدي إلي التوتر، والتوتر عامل مسبب للمرض النفسي واضطرابات أخرى مصاحبة منها:
- الصداع .
- القلق.
- الغثيان.
- التقزز.
- عدم الاستقرار.
- حب الجدل (حتى في الأمور التافهة).
- الفشل الجنسي.
- تغيرات في المزاج والعاطفة.
- فقدان التحكم الحسي.
- اللامبالاة (وهذا عامل غير متوقع يعمل علي زيادة القابلية للاضطرابات السيكولوجية).
وفي الدراسات التي تم ربط العلاقة بين الضوضاء التي تحدثها الطائرات في المطارات وبين الصحة النفسية حيث تم التوصل إلي النسبة المتوقعة "المناطق الأكثر ضوضاءاً تساوي النسبة الأكبر من المرضي.
ثالثا: الضوضاء وإنجاز الأعمال
وهذه العلاقة تتمثل في ثلاث نتائج:
• أثر مضاد (سلبي).
• أثر إيجابي.
• عديمة الأثر.
وتعتمد نوعية الأثر علي العوامل التالية:
• نوعية الضوضاء (توقع حدوثها من عدمه).
• شدة الضوضاء.
• نوع العمل الذي ينجز.
• مدى تحمل الفرد للتوتر.
• السمات والصفات الشخصية للفرد.
أن الأشخاص التي تتأثر بالتوتر العنيف هم الذين يتأثرون بالضوضاء عند إنجاز الأعمال، و أن الأفراد التي تحرم من النوم لمدة يوم أو أكثر فإن خصائص الضوضاء تعمل علي تسهيل إنجاز العمل لهم. فالضوضاء تعمل علي تسهيل إنجاز الأعمال بالنسبة للأعمال البسيطة إلي حد معين أما المستويات العليا من الإثارة الضوضائية فإنها تتداخل مع إنجاز العمل في حالة الأعمال المعقدة .
فالضوضاء غير المتوقعة تحتاج إلي انتباه وتركيز أكثر من الضوضاء المتوقعة. ولذلك فالضوضاء غير المتوقعة تتداخل أكثر في إنجاز العمل. وبالنسبة للأعمال المعقدة فهي تحتاج لمزيد من الانتباه والتركيز لإتمامها.
و يكون افتقاد التحكم في الضوضاء سبباً في الضرر الذي يصيب إنجاز العمل، وإذا فقد التحكم في الضجيج فإن الجهد الأكبر يبذل لمحاولة إعادة التحكم في الضوضاء لا للعمل الذي يجب أدائه. و أن آثار الضجيج تفوق الأثر المباشر في إنجاز العمل , وأن الضوضاء يمكن أن تكون في شدتها مماثلة لشدة التأثيرات التي تحدث أثناء الإحساس بالضوضاء أو الضجيج. كما أنها تعتمد علي القدرة علي التحكم في الإدراك، و أن لبعض الأشخاص القدرة علي التحكم في إدراك بداية الضجيج وللبعض الآخر القدرة علي التحكم في إيقافه، وهناك مجموعة تتحكم في إدراك البداية والنهاية معاً وهناك مجموعة لا تتحكم مطلقاً في عملية الإدراك وكلما كان التحكم كبيراً كلما كان الشخص أكثر تماسكاً في معالجة الموضوعات المعقدة. وتفسر الآثار البعدية بنظريتي "سريان الإثارة" و"الثقل البيئي" والتي تفسر عن ما تسببه البيئة من ثقل للشخص حيث أن بعد توقف الضوضاء يحس الفرد بأثر التعب الذي نشأ عن الضوضاء ولابد أن يمر بعض الوقت قبلما يستعيد انتباهه لكي يستعيد نشاطه العقلي والإدراكي.
اما علاقة الضوضاء بالسلوك الاجتماعي, فإن الإنسان يتأثر بالضجيج والضوضاء ويؤثر بالسلب علي حالته النفسية من توتر وضغوط فبطبيعة الحال سينتقل هذا في علاقاته مع الآخرين علي ثلاث مستويات هامة:
1- التجاذب: ويقاس التجاذب بيننا وبين الآخرين في قياس المسافات المتروكة بيننا وبينهم, فالضوضاء تقلل من هذا التجاذب .
2- الضوضاء والعدوان:
تقوم فكرة العلاقة بين الضوضاء والعدوان علي نظرية الاستجابة، وتعتمد نظرية الاستجابة بأن الزيادة في مستوي الإثارة الفردية تعمل علي زيادة شدة العدوان أو السلوك العدواني أي الذين لديهم ميل أو استعداد للعدوان.
3- الضوضاء والإيثار: الإيثار (مدى الاستجابة لمساعدة الآخرين)
كلما كانت الضوضاء مقلقة ومثيرة كلما كان الإنسان أقل استعداداً لتقديم العون للآخرين ومساعدتهم وهذا مؤسس علي نظرية "الثقل البيئي" فالضوضاء تسبب عدم تركيز الانتباه للمثيرات الأقل أهمية ومن ثم فإن العلاقات أو التلميحات الاجتماعية التي تستدعي تقديم المساعدة لشخص ما تصبح عديمة الأهمية.
الضوضاء وتأثيرها على الحالة الفسيولوجية والنفسية والاداء للأفراد
يعد الضوضاء من الملامح الرئيسة للحياة في العصر الحديث ، بل لقد أصبحت جزءاً من الحياة نفسها وأصبحت سببا عاما للشكوى في المجتمع سواء في البيت أو في العمل ، أو في المدن المزدحمة وفى المصانع ، فإن إنسان العصر الحديث يعانى ما يسمى بالتلوث الضوضائي noise pollution .
ان هناك ثلاثة محكات تستخدم في دراسة ومقارنة وقياس ظروف العمل وهى :
1-الحالة الفسيولوجية : أن التعرض للضوضاء العالية يمكن أن يؤدى إلى الارتفاع في ضغط الدم وربما يؤدى إلى أمراض قلبية ، كما ثبت أن التعرض للضوضاء المرتفعة يؤدى إلى توتر في عضلات الجسم.
2- الأداء : أن الضوضاء تقلل من الكفاية الانتاجية في العمل.
3- الحالة النفسية للعاملين : أن الضوضاء تؤثر في صحتنا النفسية وخاصة بالنسبة للأشخاص الذين يعيشون تحت وطأة ضغوط نفسية ، والذين يمكن أن تحولهم الضوضاء إلى مرضى نفسيين .
أن الضوضاء تعتبر مشكلة مهنية تهدد الصحة النفسية للعاملين ، وإذا كانت الضوضاء شديدة للدرجة التي تجعل من تبادل الحديث بين الأشخاص أمراً مستحيلاً، فإن الأشخاص المعرضين لها ثماني ساعات في اليوم وست أيام في الأسبوع ربما يتعرضون للكثير من الأضرار.
الضوضاء تؤثر بدنياً وعصبياً في الجسم
أن ارتفاع مستوى الضجيج والضوضاء بصورة مستمرة يؤدي إلى الحد من قدرة الإنسان على إدراك أصوات الطبيعة وسماعها . و هذا الضجيج يعد مشكلة حقيقية, واصبح في الوقت الحاضر من أكبر عوامل التلوث في الهواء شدة، خاصة في المدن حيث تزدحم بأصوات وسائل النقل المختلفة والآلات الحديثة الأخرى التي تساهم في إنجاز الأعمال المدنية في الشوارع والطرقات . ولهذا فإن التحكم في الضوضاء أصبح مشكلة تشغل ذهن جميع المهتمين ، وهم يبذلون قصارى جهدهم للوصول إلى المستوى المناسب والممكن السماح به لشدة الصوت .
وتعتبر الضوضاء أو الضجيج المستمر نوعاً من أنواع التلوث الفيزيائي، فصار الإنسان اليوم يعيش وسط محيط هائل من الأصوات المزعجة التي تحيط به أينما ذهب، حتى أصبح من الصعب عليه أن ينعم بالراحة والهدوء والسكينة . ففي الشارع توجد السيارات الكثيرة وتنطلق اصوات آلات البناء ورصف الطرق . وفي المكتب تشتغل أجهزة تكييف الهواء . وفي المنزل تصدر أجهزة الراديو والتلفاز والتسجيل والغسل والكنس والآلات الأخرى ضوضاء تحطم الهدوء المنشود: وإذا كان عملك أو سكنك قريباً من المطار أو قريبا من طريق سريع فلا بد أنك تعش ضجيجاً من نوع اخر بين الفينة والأخرى . ولهذا أصبحت الضوضاء سمة من سمات عصرنا مسيطرة على الإنسان تضعه تحت وطأتها رغم أنفه .
وتؤثر الضوضاء في معيشة الإنسان وفي صحته تأثيراً بالغاً في أكثر الأحيان، بحيث لا تقف عند حد الإزعاج فحسب، بل تتعدى ذلك إلى إحداث تلف في الأذن وتتسبب في أمراض عديدة تصيب أجهزة الإنسان المختلفة كالأعصاب مثلاً . ونجد أيضاً أن سكان المنازل بالمناطق التي بها نسبة عالية من الضوضاء يضطرون إلى إغلاق النوافذ في داخل منازلهم لكي ينعموا بهدوء نسبي . . ويتجنبوا الجلوس في حدائق منازلهم بسبب هذا الضجيج والضوضاء . وقد أثبتت البحوث والدراسات العالمية أن الضوضاء عند زيادتها عن حدود معينة تؤدي الى الصمم، كما أثبتت الحقائق العلمية البحثية أن شدة الضوضاء تسبب خفقانا في القلب ولهذا اعتبرت هذه الأمراض التي تصيب القلب من أمراض العصر التي تكثر في المدن المصابة بالتلوث الضوضائي . ويقول بعض المتخصصين إن النائم يتأثر بالضوضاء الشديدة , ولم يعرف إلى الآن لماذا يتأثر النائم بهذا المنسوب المنخفض من الضوضاء وعلى الرغم من أن هذا المنسوب لا يسبب إيقاظ النائم إلا أن استمرار النوم مع وجود الضوضاء يؤدي إلى أضرار صحية .
وتؤثر الضوضاء في السمع عند الإنسان بشكل خاص، حيث إن للضوضاء العالية أضراراً جسيمة على الاذنين، فيمكن لهذه الضوضاء أن تحدث ضعفاً في السمع لفترة محدودة ومن ثم يعود إلى حالته الأولى . وهذا يحدث في كثير من الأحيان عندما يتعرض الإنسان لضوضاء عالية ولفترة محدودة مثل المصانع والورش .
ويمكن لهذا الضعف المؤقت أن يصبح دائماً إذا كان التعرض للضوضاء العالية يومياً وبصورة مستمرة وعندها لا يستطيع الإنسان سماع الحديث الهادئ . وهذا الضعف المستمر يمكن ان يتطور الى صمم كامل مستديم نتيجة لسماع صوت عال مثل اصوات الانفجارات والقنابل والمدافع وبشكل يومي . لذا نلاحظ ان الصمم منتشراً بين النحاسيين والحدادين . ان الإنسان يحس بنمنمة في الأذن إذا تعرض إلى صوت بشدة عالية .وتتحول هذه النمنمة الى ألم ، وقد تسبب تلفاً في جهاز السمع إذا استمر الصوت فترة من الزمن .
كما تتسبب الضوضاء في أمراض عديدة تصيب الجهاز العصبي وخاصة اذا كانت الضوضاء مركزة . فالضوضاء العالية تدفع إلى الجهاز العصبي في صورة تنبيهات كهربائية وتعبر الألياف العصبية حتى تصل إلى لحاء المخ فتهيج خلايا تلك المنطقة . وهذا التهييج يكون له تأثير سلبي على كثير من أعضاء الجسم كالقلب الذي يسرع في نبضاته، والجهاز الهضمي الذي تتقلص بعض عضلاته .
وقد تؤدي الضوضاء العالية المستمرة إلى إحداث توتر عصبي ومن ثم التقلب المزاجي الذي يشكو منه الكثيرون في العصر الحديث . وهذه التقلبات المزاجية قد تؤدي إلى الأرق واضطرابات الجهاز الهضمي وارتفاع مستوى الكولسترول في الدم، وعدم القدرة على التعبير عن المشاعر والأحاسيس بصفة مستمرة، والارهاق العصبي والتعاسة التي تصيب أكثر الناس، وتنعكس هذه الحالة على عدم القدرة على التركيز وضعف الكفاءة في الأداء والتراخي في ردود الأفعال عند الخطر .
ويقول المختصون إن التعرض المستمر للضوضاء يؤثر أيضاً على العين، وعلى الأوعية الدموية، فعند التعرض لضوضاء تنقبض الأوعية الدموية وتنكمش الشرايين الصغيرة وينقص حجم الدماء داخلها، وعندما تتوقف الضوضاء تحتاج هذه الأوعية الصغيرة إلى خمس دقائق كي تعود إلى وضعها الطبيعي وبالتالي يأتي الشعور بالصداع الشديد في الرأس .
وتؤدي الضوضاء إلى خفض نوعية الانتاج وإن كانت في بعض الحالات لا تمس الكم . إلى أن الضوضاء تؤثر تأثير مباشراً في قدرات العمال المعرضين لها وبالتالي تؤثر في خفض وجودة الانتاج .
أن معدل الانتاج في المجتمعات القروية مرتفع ارتفاعا جوهريا عنه في المجتمعات الحضرية المعرضة للضوضاء ، كما يتميز عمال المجتمعات القروية بالاستقرار , لأن المحتوى الضوضائي أثر في المستوى الصحي في المجتمعات الحضرية وفي ارتفاع معدلات الجزاءات بسبب عدم إدراكهم ووعيهم بمسؤولياتهم الوظيفية، ولمعدلات الغياب المرتفعة . أن الضوضاء لها تأثير في الإنتاج والحوادث وأن هناك فرقاً بين نسبة الحوادث للعمال المعرضين للضوضاء , حيث تكون أعلى من العمال غير المعرضين لضوضاء , إضافة الى العوامل الاجتماعية والاقتصادية في تأثير الضوضاء على الانتاج والجزاءات والغياب والحوادث، وكان هذا التداخل واضحاً في تأثيره على معدلات الغياب والإنتاج .
كيفية الوقاية من الضوضاء
يمكن للمواطن الوقاية طبياً من تأثير الضوضاء المزعجة بعدة طرق:
أ - الفحص الطبي الشامل للعامل قبل التحاقه بالعمل.
ب- الفحص الطبي الدوري للمعرضين للضوضاء للتأكد من مدى تأثرهم بها.
ج - الوسائل الشخصية:
ويمكن ان تقسم هذه الوسائل الى قسمين رئيسيين:
أ - التوعية العامة بأخطار الضوضاء وتأثيرها على المواطن على المدى البعيد وأهمية الفحص الطبي الدوري.
ب - أدوات الوقاية الشخصية من سدادات وأغطية الأذنين والخوذات التي تغطي الرأس والأذنين معاً.
إلغاء الضوضاء مقابل عزل الضوضاء
يمكن أن تكون الضوضاء مزعجة جدا عندما ترغب فقط في إغلاق بعض العين أو إذا كنت ترغب في الاستماع إلى الإيقاعات المفضلة لديك. للحد من كمية الضوضاء تسمع على سماعات الرأس، وقد تكيفت الشركات المصنعة نهجين مختلفين جدا. الضوضاء إلغاء و الضوضاء عزل. والفرق الرئيسي بين الاثنين هو كيف أنها تقلل من الضوضاء. إلغاء الضوضاء هو عملية نشطة تتطلب السلطة بينما عزل الضوضاء هو عملية سلبية التي تعمل دائما.
سماعات إلغاء الضوضاء لديها ميكروفون موجود في الخارج يستمع إلى الضوضاء. فإنه يأخذ هذا الضجيج ويخلق العكس تماما، والتي يتم ثم تغذيها في السائقين. وبمجرد أن يلتقي الضجيج والعكس، يلغي كل منهما الآخر. عزل الضوضاء ليس معقدا. ما يحاول تحقيقه هو ختم كامل في قناة الأذن عن طريق هلام لينة مثل المواد التي من شأنها أن العفن نفسه لقناة الأذن الخاصة بك. الختم يمنع الضوضاء من دخول أذنك. كلا الأسلوبين ليست مثالية وبعض كمية من الضوضاء تجد طريقها داخل أذنك.
وغالبا ما يكون لسماعات إلغاء الضوضاء البطاريات الخاصة بهم لأنه يحتاج إلى الطاقة، هذا يمكن أن يكون الجانب السلبي لأن هناك احتمال أن تنسى أن تهتم بها أو لم يكن لديك قطع الغيار. هناك أيضا إمكانية أن نفذت البطارية خلال رحلتك أو في الظروف التي لا يمكنك الحصول على البطاريات الطازجة. وهناك أيضا مسألة التكلفة. سماعات إلغاء الضوضاء لديها الالكترونيات المتطورة التي تعالج الضوضاء وخلق معكوس. هذا، إضافة إلى مكونات إضافية مثل هيئة التصنيع ، وزيادة السعر الإجمالي لسماعات الرأس. سماعات الضوضاء عزل بعيدا عن سماعات الرأس العادية جانبا من اختيار المواد. أنواع مختلفة من المواد تحقيق مستويات مختلفة من الضوضاء العازلة.
ومع ذلك، سماعات إلغاء الضوضاء هي الأفضل المتاحة لأن لديها أفضل قدرة على الحد من الضوضاء. ناهيك عن حقيقة أن تصميمها يوفر بالفعل عامل عزل الضوضاء طفيف. ولكن كما هو الحال دائما مع المنتجات التجارية، والسعر يلعب عاملا رئيسيا. يمكن أن تغلب سماعة رأس عزل الضوضاء في نهاية المطاف على سماعة إلغاء الضوضاء المنخفضة نهاية.
ونستخلص من ذلك:
- إلغاء الضوضاء هو نهج نشط في حين عزل الضوضاء هو نهج سلبي-
- تحتاج سماعات إلغاء الضوضاء إلى بطارية منفصلة في حين أن سماعات عزل الضوضاء لا تحتاجها.
- سماعات إلغاء الضوضاء أكثر تكلفة من سماعات عزل الضوضاء
- . ا سماعات إلغاء الضوضاء أكثر فعالية من عزل الضوضاء.
جامعة المستقبل