التنمر الإلكتروني: تهديد عصري للصحة النفسية تاريخ الخبر: 08/10/2025 | المشاهدات: 23

مشاركة الخبر :

في عصر التكنولوجيا الحديثة، أصبحت وسائل التواصل أسرع وأكثر انتشارًا من أي وقت مضى، إلا أن هذا التطور جلب معه ظاهرة سلبية تُعرف باسم التنمر الإلكتروني. ويُقصد به استخدام الأجهزة الإلكترونية مثل الهواتف الذكية أو الحواسيب أو منصات التواصل الاجتماعي لإيذاء الآخرين أو تهديدهم أو إهانتهم.
وعلى عكس التنمر التقليدي الذي يحدث في الأماكن العامة كالمدارس، فإن التنمر الإلكتروني يمكن أن يحدث في أي وقت، ويصل إلى الضحية حتى داخل منزله.
تأثيرات التنمر الإلكتروني خطيرة جدًا، إذ يعاني الضحايا غالبًا من القلق والاكتئاب وانخفاض الثقة بالنفس، وقد تصل الأمور في بعض الحالات إلى التفكير بالانتحار. ويُعد هذا النوع من التنمر أكثر خطورة بسبب إخفاء الهوية عبر الإنترنت، مما يسمح للمتنمرين بإيذاء الآخرين دون مواجهة مباشرة أو عقوبة فورية.
مكافحة التنمر الإلكتروني تتطلب جهودًا مشتركة. فعلى الآباء توعية أبنائهم بالاستخدام الآمن والمسؤول للإنترنت، وعلى المدارس وضع سياسات صارمة للسلوك الرقمي، كما يجب على شركات التواصل الاجتماعي مراقبة المحتوى والإبلاغ عن الإساءة. كذلك، فإن نشر ثقافة الاحترام والتعاطف الإلكتروني يسهم في بناء بيئة رقمية أكثر أمانًا للجميع.
وفي الختام، رغم أن التكنولوجيا قرّبت المسافات بين الناس، إلا أنها فتحت بابًا لتحديات جديدة. إن محاربة التنمر الإلكتروني ليست واجبًا أخلاقيًا فحسب، بل ضرورة لحماية الصحة النفسية وبناء مجتمع رقمي محترم ومتوازن.
جامعة المستقبل الجامعة الاولى في العراق

الهدف الثالث من اهداف التنمية المستدامة الصحة الجيدة والرفاه