انت الان في كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة

مقالة علمية بعنوان "تحليل الانجاز"للتدريسي في كلية التربية الرياضية (أ.د جمال صبري فرج) تاريخ الخبر: 20/06/2024 | المشاهدات: 559

مشاركة الخبر :

تحليل الانجاز
ما المقصود بتحليل الانجاز؟
في كل المواقف الرياضية وخاصة في مباريات الألعاب الفرقية ، من الصعب أن لم يكن من المستحيل على المدربين أن يلاحظوا ويتذكروا مفاتيح جميع الحالات التي حدثت سواء في الوحدة التدريبية أو المباراة باعتمادهم على معرفتهم فقط أو ذاكرتهم و قدراتهم الذاتية للملاحظة .
يمر التحليل عبر الملاحظة الدقيقة لإعادة الأحداث التي مرت ، والتحليل هو مفتاح الأداة والأسلوب لتطوير الإنجاز المستقبلي ، وذلك حين يتعلق الوصف بعدم التحيز وخاصة باستعمال الوسائل المتطورة تقنيا" كالتصوير الليزري ( الدجتال) ، ويستخدم التحليل الآن كوسيلة لتحسين الانجاز ولجميع المستويات .
فالتحليل هو تسجيل صادق وصالح للإنجاز ويعبر عن الملاحظة المنتظمة ، وتستند العمليات في التحليل إلى وسيلتين منفصلين من الوسائل الرياضية :
- البايوميكانيك : والذي يدور حول حركات الجسم الرياضية .
- تحليل المباريات والتي تستعمل كمعبر عن تسجيل مفردات المستوى والانجاز .



شكل : الملاحظة والتحليل وأهميتها في عمليات التدريب
تستعمل كلا الوسيلتين الطرائق نفسها لجمع البيانات ، وكلاهما يستند إلى جمع المعلومات لتحليل البيانات، ولكن الشئ الشائع في الاستخدام هو القياس بالملاحظة خلال أو بعد الفعالية لتقييم نوعية الانجاز وبطريقة وصفية دقيقة وصالحة وصادقة.
ربما يتساءل الكثيرون حول الحاجة لتحليل الانجاز كنشاط منفصل، وتعطى تلك الملاحظة والتحليل في الجزء الهام من عمليات التدريب،وكما موضحة في الشكل اعلاه.
في الحقيقة بالوقت الذي يتوقع فيه المدربون أن يكونوا خبراء بملاحظة وتحليل الانجاز وهم كذلك حقا" ، ولكن يجب أن يكون واضحا" أن هناك حدود للقدرات البشرية للقيام بهذه العمليات بالاعتماد على الذاكرة ، وقد أماطت دراستان الستار عن المشاكل المتعلقة بالذاكرة والاحتفاظ بمعلومات الملاحظة للمدربين ، إذ حققوا نسبة تذكر بحوالي ( 30- 50 %) من عناصر الانجاز التي شاهدوها خلال تدريباتهم الخاصة "3-4"
قد لا تكون هناك عيوب في عمليات التدريب ولكن الملاحظة وأشكال التحليل لهذه العمليات لها حدود ، ورغم أن المدربين الممتازين لديهم المقدرة على توقع التغيرات والتي تؤثر في الإنجاز، ولكن حتى المدربون العظام يمكن أن يقعوا بالأخطاء البشرية والتي تقود إلى الآراء الخاطئة ، لذا فأن الحاجة إلى التحليل الموضوعي للإنجاز يكون مدخلا" للتدريب باستعمال بيانات إنجاز صالحة وصادقة لرصد وتقويم الإنجاز ، وبدون هكذا مدخل فأن المدربين يكونوا عرضة للانحياز لرياضييهم أو إنجاز لاعبيهم ، وهذا يقود إلى قرارات أو جدولة تدريب غير صحيحة وغير دقيقة .
وقد وفرت التقنيات المتقدمة وإنخفاض الكلفة طريقا" للمدربين مثل كاميرات الدجتال وبرامجيات التحليل ، وجعلت من كل عمليات تحليل الإنجاز أسهل وأقل صعوبة ، ويمكن أن تستعمل هذه العمليات لقياس معدل ومؤشرات الإنجاز وبالتالي توفر فهم أفضل عن كيفية التعرف على كافة مستويات الإنجاز ، ويتضمن :
- المؤشرات التاكتيكية ( عناصر اللعب )
- المؤشرات التكنيكية ( المهارات / الانجاز)
- المؤشرات الفسيولوجية ( نماذج الشدة والتكيفات )
- المؤشرات النفسية ( الأستثارة الانفعالية / الدافعية )
قبل أن تقرر أي مؤشرات الإنجاز هي التي تريد أن تركز عليها في تحليل إنجاز الرياضيين ، يكون من الأفضل استشارة خبير فني بالرياضة التي تمارسها أو أن تدرس بحوث سابقة للتعرف على المؤشرات التي تعرقل الإنجاز الناجح "5" ، ولأن المؤشرات المختارة سوف تقود إلى كيفية تصميم نظام التحليل عليك أن تتخذ الخطوات الآتية :
الخطوة الأولى هي : بناء منطقي للعبة ، وهذا يعني التعرف على المعدل الممكن من الحركات في اللعبة .
الخطوة الثانية : ربط هذه الحركات مع النتائج ، وهكذا يوصف حقل الإنجاز ، ويمكن أن نصف هذه العمليات بتفاصيل أكثر في تحليل مثال كرة القدم المقدم في شكل ( 6- 7 ) .
وكما ذكرنا سابقا" تحاول تحليلات الإنجاز التركيز على المؤشرات التكنيكية والتاكتيكية للكثير من الألعاب الرياضية ، ولكن الألعاب الرياضية تختلف بمظاهر المستوى أو الإنجاز حسب خصوصيتها ، فكرة السلة مثلا" هي واحدة من مظاهر الإنجاز الفرقي والتي يمكن أن تظهر بمعدل الرميات الداخلة في السلة ، في حين أن لعبة الكولف يكون مدخل الإنجاز فيها عدد الرميات الخضراء في النظام .
توفر المؤشرات معلومات بسيطة والتي يمكن أن تستعمل للتعرف على الإنجاز ووصفه ، ومن المهم أن نكون حذرين بكيفية تقويم هذه البيانات ، فمثلا" في عملية العزل لها يمكن أن تعطي فكرة أو انطباع مشوه عن الإنجاز /، مثال : أذا كان لاعبان بكرة القدم سجلا أربعة أهداف في أكثر من أربعة مباريات ، فيكون من السهل القول أنهما قد أديا جيدا"، ولكن أذا كانت لدى أحد اللاعبين 32 محاولة تهديف والأخر كان لديه 16 محاولة ، فان الأول نجح بمعدل 8: 1 مقارنة بالثاني صاحب الموقع الأفضل والذي حقق 4 : 1 .
وعند أجراء المقارنة للإنجاز بين الفرق ، فأعضاء الفريق ومهاراتهم الفردية يكون غالبا" أسهل وأكثر دقة أذا كانت مؤشرات الإنجاز قد أدخلت ضمن معدل محدد مثل : الاستحواذ إلى فقدان الكرة ، الناجح إلى الخاطئ ، والمناولات المقطوعة إلى المناولات الصحيحة ،
ويمكن أن يصبح نموذج الإنجاز الفردي رديئا" أن لم تعمل الانطباعات الصحيحة والكاملة ، وإن لم تكن النماذج مختلفة وطبقا" إلى ( المنافس) كمثال : تقييم أنجاز لاعب الوسط بكرة القدم يمكن أن يقود إلى خطوط خاطئة دون المقارنة مع اللاعب المنافس أو بيانات الفريق .
يمكن أن تعمل بيانات انجاز اللاعب بثلاث طرائق لتقييم النجاح :"6"
1- بالعلاقة مع بيانات المنافس ، وهذا يسمح بالمقارنة المباشرة مع المنافس ، ولكن يمكن أن يحدث هامش الخطأ أن لم يكن اللاعبين بمستوى متشابه ومتقارب.
2- بالعلاقة إلى اللاعبين بالمستوى المتشابه ، وهذا يسمح للمقارنة بين المتقاربين والتي توفر بيانات لهذه الصفات أو المهارات وبالتالي يمكن تصنيفها .
3- بالعلاقة مع نماذج إنجازاتهم السابقة ، ولأكثر من فصل ولعدد من المباريات ، والنموذج الاعتيادي للاعب أو الفريق يمكن أن يعمل لأغراض المقارنة ، وعندها يمكن للاعب أن يتعامل ضد نموذجه الاعتيادي لتخمين وتقييم أداءه مع آخر إنجاز له .
ويمكن أن يحلل الإنجاز بطريقين للألعاب الفرقية :
- بتقدير فردية اللاعبين ضمن الفريق مثلما اللاعب الهداف بكرة القدم .
- بتقدير الإنجاز المتوقع لمجموع الفريق كله مثل ملاحظة فعالية التسجيل بكرة السلة .
وهناك طريقتان رئيسيتان لترميز الملاحظة يمكن أن تعمل في المواقف الرياضية هما : الترميز الحي ( المباشر ) والترميز بعد اللعب ، ويتطلب الأول درجة عالية من التكامل في الترميز للموقف الرياضي مضاف له التصوير الفيديوي المربوط بالكومبيوتر المحمول ويرمز عن طريق لوحة المفاتيح كأحداث مسجلة ضمن الوحدة التدريبية أو المباراة .
أما في الترميز بعد اللعب فيغذى التصوير الفيديوي للكومبيوتر المحمول وترمز المعلومات بواسطة لوحة المفاتيح ، وبالإفادة من التصوير يمكن أن نبطأ أو نعيد عرض المشاهد مرارا" للتأكد من دقة الملاحظة .
ولنرى كيف يمكن أن ننفذ هذه العمليات في التدريب ، وأفضل حالة لتقديمها هو بمثال لأحدى حالات التحليل لتقدير وتقييم ثلاثة هدافين في الدوري الاسباني لكرة القدم:
- الخطوة الأولى هي أن تبحث أي نادي أو جهة تريد الإفادة من التحليل ، والناتج من التحليل هو رغبتهم الصادقة بتطوير التغذية الراجعة لمدربيهم ولاعبيهم وإنجازاتهم الفردية والفرقية .
- الخطوة الثانية : أن أول مستوى للتحليل سيركز على قاعدة ووظيفة الهدافين بالفريق ، وتصور تلك المباريات بنفس الأسلوب ، ونحاول قدر الإمكان أن لا يشعر الرياضي بأنه يصور لنضمن بأن اللاعبين يؤدون بشكل اعتيادي .