بناء التدريب
ديناميكية أحمال التدريب :
لا توجد لحد الآن نظرية للتدريب الرياضي تعطي وسائل ملائمة لتقييم وقياس الأحمال التدريبية وصهرها بشكل موحد ودقيق جدا"، فمثلا" كيف يمكن أن نجري عملية توافق لأحمال الركض مع أحمال الأثقال الدائرية لكي نوفر مؤشر شائع وكامل للحمل الأساسي، كما وتدخل هنا مشكلة عويصة جدا" وهي كيف يمكن أن ندخل التمارين العامة والتمارين الخاصة في التدريب وهل توظف بشكل متوالي (متعاقب) أم بشكل متوازي ؟
ينتقد البعض من علماء التدريب نظرية التدريب الحديثة لإغفالها الاستخدام المتعاقب للتمارين المختلفة، في حين أن البعض الآخر مقتنع بالحاجة إلى هذا الاستخدام، فمن منهما المصيب؟ والذي يبدو أن كلا الجانبين قد فشل بإعطاء الاهتمام للعلاقة المثالية بين عناصر التدريب .
ولكن توجد قناعة مشتركة مقبولة جدا" وهي أن تنظيم التدريب يجب أن يؤدى بالدوائر الصغيرة لأجل إشراك أحمال متعاقبة والتي تلاءم المستويات وتناسب كيفية تطوير الفورمة الرياضية، بحيث تكون مناسبة لحاجات الفورمة لتثبيتها وتطويرها، وأن يكون الرياضيين جاهزين للانجاز المخطط له في جميع دوائر التدريب الكبيرة .
يوضح الشكل أسفلا" حركة التمارين في الدائرة الكبيرة الاتجاهات في حركة الحمل ضمن مجموعات التمارين المختلفة خلال دائرة التدريب الصغيرة في فترة الأعداد
المفتاح حجم الحمل :O
شدة الحمل: J
: Oc-1
قريب من المنافسة : Jc-1
: Oc-2
التمارين الخاصة الأخرى : Jc-2
: Ooc
تمارين مشتركة من العامة والخاصة : Joc
:Oo
التمارين الإعدادية العامة : Jo
يبدو من الشكل والذي يقدم حركة أحجام الحمل وشدته لوصف توظيف المجموعات الأربعة من التمارين خلال فترة الأعداد ، ولا يستخدم اليوم ما كان يمارس سابقا" حيث يتضمن النظام لهذا الغرض التمارين المشابهة للسباق ، إلا أن استخدام هذه التمارين محدود جدا" .
عند المشاركة في مرحلة الأعداد الأولى يكون الواجب تحقيق مستوى جيد ، وبالطبع فأن استعمال هذه التمارين يكون بشكل يلائم الحاجات الفردية ويكيف لها ، كما أن ثبات الزيادة بأحمال التدريب العالي هذه الأيام يتطلب تصميم جيد وتخطيط منطقي ومتوازن بالزيادة بالأحمال مع فهم مناسب لمبادئ التكيف والذي سيكون بطيئا" جدا" ، ويجب أن يكون الحمل الكلي مناسبا" لمبادئ التكيف إذ يجب أن يزداد بالوقت الذي تبدأ فيه تغيرات التكيف الابتدائي بالظهور أي تكون هناك زيادة بالحمل وثم الثبات عليها لأجل التطبع وبعد الثبات يحدث التكيف المطلوب والزيادة اللاحقة.
ويعني هذا أن تأخذ حركة الحمل في دائرة التدريب الكبيرة شكل موجة ( انظر الشكل 2) إلا أن البعض يطالب أن تكون حركة الحمل مختلفة في الفعاليات ذات الحركات الدائرية (الدراجات ، السباحة ...الخ ) حيث يفترض أن يميل شكل الحمل البدني إلى الثبات نسبيا".
لا ننكر أن بعض المقاييس مثل زمن التدريب الكلي تبقى ثابتة نسبيا" ، ولكن هذا لا يعني أن نفس هذا الشئ ينطبق على مقاييس التمارين الفردية ، وبعد كل هذا يمكن للرياضي أن يتوقع تكرار نفس الإنجازات التي حققها عندما تبقى المقاييس ثابتة .
يجب أن يؤخذ بنظر الاعتبار عامل آخر وهو خصوصية الفعالية ضمن ديناميكية موجة أحمال التدريب
أن موجات الأحمال الأساسية في العمل الهوائي والمختلط ( الهوائي – اللاهوائي ) تكون مستقيمة لأن ناتج القدرة لهذه التمارين الأساسية يكون محددا" نسبيا" .
وتحت ظروف إجبارية ، تعتمد على فترة دائرة التدريب : يمكن لديناميكية الحمل أن تأخذ شكل الموجة ، والتدرج خطوة بعد خطوة ، أو أن تأخذ بعض الأشكال الأخرى ، ويمكن لذلك أن تعدل بشكل دائرة تدريب صغيرة أو متوسطة .
لكي تحل المشاكل التي يتضمنها تخطيط التدريب ، من الضروري التعرف على المعنى الحقيقي الكامن تحت مفهوم ( بناء التدريب ) وهو مصطلح يحدد نفسه بوضوح في نظرية الممارسة والتدريب الرياضي ، ولكن لسوء الحظ غالبا" ما يفهم خطأ" .
يبدأ بناء التدريب بالتخطيط المنطقي له ، وذلك ببرمجة و تنظيم التدريب ، وثم تبدأ التطبيقات أو الإجراءات العملية .
يتضمن البناء المنطقي استعمال الضبط لدائرة التدريب خلال العمل الاعتيادي وأداء قياس وتقييم لنتائج التدريب ، وفي نفس الوقت من المهم إلا نهمل المفهومين الرئيسيين في بناء التدريب وهما التخطيط المنطقي والتطبيقات العملية -
ولا تكون الانحرافات الكثيرة مفيدة في التطبيق العملي حتى في أفضل الخطط، رغم وجوب توفر المرونة في التخطيط ، فهي تفرض علينا في هذا المجال ( إجراء قياسات جديدة للضبط ولكي نحقق التلاؤم الضروري .
يشير التقييم للمفهوم المعاصر لبناء التدريب إلى أنه وطبقا" لجهود العديد من علماء الرياضة أننا بعد مدة طويلة ننجح في تثبيت المبادئ الأساسية، وقد نفذت خلال السنوات الأخيرة محاولات للخروج من دائرة هذه المبادئ ( الاتجاهات الحديثة ) ، وهذه هي ظاهرة اعتيادية وضرورية ، إذ يجب أن نجرب الاهتمام بالمحاولات المقبولة لوضع نظرية التدريب بمبادئ جديدة ( السيبرنتيفا البيولوجية ) .
بالتأكيد سيكون من الصعب على الكثير من المدربين قبول مبادئ جديدة لم تبرهن بشكل كبير لذا فسوف يلجئون عند بناء تدريبهم للمبادئ المثبتة والمحددة فقط والتي تعكس القوانين الموضوعية من مبادئ بناء التدريب والتي سبق البرهنة عليها.
تتضمن هذه المبادئ والتي يمكن أن تطبق الأنظمة الوظيفية الخاصة أو البايوميكانيكية أو قوانين أنظمة الطاقة ، وهي مهمة جدا" وطبقا" لمبادئ الرياضة الممارسة .
بالطبع أن نظرية التدريب الحديثة لا تملك تفسير لجميع الأسئلة والأجوبة رغم أنها تقدم شكل ناجح لحل المشاكل الرئيسية في بناء التدريب المنطقي لنصل إلى الانجاز العالي ، وقد ثبتت أنها ذات إرتباطات كبيرة بعمليات التدريب مثل :
- الجوانب المتعددة لعمليات إعداد الرياضيين والتي تشترك فيها مفاهيم مختلفة من الإعداد العام والخاص ومع بعضهما البعض ، وتمر كلها عبر ديناميكية عمليات التدريب ومستوياتها وأشكالها وفتراتها .
- نجاح عمليات التدريب والتي تعدل وفقا" لتأثيرات التدريب المنتظمة لتوليد تراكمات تأثير مختلفة ولمستويات عديدة .
- توظيف أحمال التدريب والتطوير والتي تقابل مستويات التكيف وتساعد في تنظيم ديناميكيتها ( تنعكس بموجة وبشكل دوائر ) .
- أن الشكل الدائري لعمليات التدريب ينقسم إلى (ماكروسايكل، ميزوسايكل، مايكروسايكل أي دوائر كبيرة، متوسطة، صغيرة)، تكون ديناميكية الدوائر الكبيرة والتي تقابل مبادئ شكل التطور ( الاستعداد المثالي للإنجاز العالي في الدوائر الكبيرة المعينة ).
من المؤسف أن يشيع في العقود الأخيرة امتلاك معلومات قليلة جدا" بالمبادئ العامة لبناء التدريب فضلا" عن أن بعض الرياضات مثل الساحة والميدان ، رفع الأثقال ، السباحة ..الخ قد نفذ فيها الكثير من المعلومات التقليدية المرتبطة بهذا الموضوع والتي قد جمدت عليها ، وستناقش في الموضوع اللاحق بعض المشاكل التي ترتبط بالمفاهيم الأساسية في بناء الإجراءات التدريبية .