انت الان في كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة

مقالة علمية بعنوان "مبادئ تنظيم التدريب لرياضيي المستوى العالي"للتدريسي في كلية التربية الرياضية (أ.د جمال صبري فرج) تاريخ الخبر: 20/06/2024 | المشاهدات: 152

مشاركة الخبر :

تفرض المطالب الحديثة في إعداد رياضيي المستوى العالي تدريبات قصوى وبأحمال تنافسية وزيادة استعمال التنشيط البيولوجي ، وقد عرجنا إلى البيولوجيا لان مفاهيمها أسهمت وبشكل كبير في نظرية التدريب الحديثة .
حظيت البيولوجيا بموقع مهم في ملاحظة عمليات التكيف وإعداد الرياضي وتنظيمه لأحمال التدريب العضلي الثقيل ، لذا يجب أن لا تتقاطع نظرية التدريب مع نظرية التكيف بل أن تسير عبرها، بل أن المفهوم البيولوجي لنظرية وطرائق التدريب أصبحت دليل عملي في بناء دائرة التدريب السنوية ، والتي ستكون الموضوع اللاحق ، ومع ذلك وقبل الولوج بتحليل تفاصيل الموضوع من الضروري الإشارة إلى مطلبين أساسيين هما :
1- سرعة الحركة ، تحدد زيادة سرعة الحركة في معظم الفعاليات التطور في نتائج المنافسة وتدرجها أي التدرج في تحسين الانجاز ، تكون كل عمليات الإعداد ( البدني ، النفسي ، ..الخ ) ذات أساس واحد – وهو خلق الحالات المفضلة للتطور في قابليات السرعة والتي يمكن أن تكون أنفجارية وفعالة في المنافسة .
2- تضم تصنيفات الانجاز العالي فقط الرياضيين الذين اكتسبوا مستوى عالٍ من التكنيك ويحافظوا عليه حتى تحت الأحمال الشديدة ، وهذا يعني أن التكنيك لا يتطلب أن يصرف ويخصص له وقتا" وطاقة كبيرين لتطويره ولكن يسمح للرياضي بالتركيز على تطوير سرعة الحركة في تمارين المنافسة ، كما وأن من المواضيع الرئيسية في برنامج التدريب السنوي المتعدد هو المدخل الزمني المناسب لحل مطالب التكنيك ، وهذا يقود إلى مبادئ البناء العملية لعمليات التدريب التي تمر عبر آخر المعلومات الحديثة التي توفرها الدراسات والنظريات .
وعليه فان سرعة الأداء لتمارين المنافسة هو المؤشر النوعي الرئيسي ، ونبدأ الآن بتحديد النموذج لدائرة التدريب الكبيرة في مرحلة الإعداد النهائي للمنافسات .


نموذج المتغيرات :
يوجد متغيران في مبدأ الإعداد للمنافسة ( الشكل أ) ، والذي يطور السرعة ( V) أو قابلية المجهود ( W) لتمارين المنافسة ، وعندما نأخذ عدائي المسافات الطويلة والمتوسطة كمثال ، تتكرر مكاسبهم من المدخل الآتي :
- من المهم أن لا نبتعد عن الشكل الرئيس لتطوير السرعة .
- تطور السرعة خلال موسم الصيف ويجب أن يتم تثبيت هذا التطور في الشتاء.
- يفضل العمل في التدريب 100 كم في الأسبوع وبمستوى السرعة الخاصة وهو شئ أفضل من العمل 200 كم وبشدد منخفضة .
يقود هذا المنطق فيما بعد إلى اختيار الخيار الأول والى خطأ شائع ، فزيادة الشدة خلال فترة الإعداد والمشاركة في أداء تمارين المنافسة تكون هي المسؤولة عن التطور المؤقت بالقابليات الوظيفية وكذلك هي المسؤولة عن الفشل بتطوير القاعدة لتطورات أخرى لقابليات عمل الرياضي بل وحتى أسوأ ، حيث أن الاستعجال بتطوير السرعة واستعمال الأحمال اللاهوائية يمكن أن ينعكس بأثر سلبي في عمليات التدريب ككل ، فيبطئ التطور الوظيفي والمورفولوجي الخاص ويكون أشبه بالفشل لاحقا" بمواجهة مطالب الانجاز والجهود القصوية .
ولأجل متغيرات تدريب أكثر حساسية وقبول يمكن أن يكون أداء تمارين المنافسة ومع زيادة التدرج بناتج السرعة والقدرة ( الشكل 11 المتغير ب ) هذا في فعاليات السرعة – القوة العضلية ، ويسمح بالإعداد لأحمال أكثر إنفجارية وبنفس الوقت من الممكن أداء تمارين المنافسة بشدة متوسطة، وفي الفعاليات ذات الحركات الدائرية يمكن أن ينفذ الرياضي الأداء أولا" بسرعات مثالية ( بمستوى العتبة اللاهوائية ) ويزيد بالتدريج الحمل والشدة لتطوير كل من الجهاز القلبي – الوعائي وقابلية الانقباض لكل من الألياف العضلية البطيئة والسريعة الانتفاض .
وفي الجانب الآخر، فأن أستخدام التمارين ذات السرعات المتوسطة ولمدة طويلة سوف لن تسمح بتنظيم تكيف للسرعة ذات صفة المنافسة ، وفي هذه الحالة فأن المجموعات العضلية التي تتحمل العبء الرئيسي في الفعاليات ذات الحركات الدائرية تفشل في الوصول الى مستوى يطابق ويناسب نمو وتطور الأجهزة النامية وبناء التطور لقابلية العمل الخاص ،ولأجل الحصول على هذه العوامل ينصح بأداء تمارين المنافسة بسرعات متوسطة في البداية وبالدائرة التدريبية الكبيرة وثم توظف وسائل الأعداد البدني الخاص ( الشكل - 11) فقط للمجموعات العضلية المشتركة بالمنافسة .
تزداد شدة تمارين المنافسة بالتدريج حتى نصل إلى السرعة القصوى ، تضمن إستراتيجية الإعداد هذه في الدائرة الكبيرة أن تزداد شدة عمليات التدريب كلها ، ونأخذ بنظر الاعتبار أن التكيف للأعضاء المفردة لا يكون لها أثر سلبي في عمليات التكيف الكلية .
أن واقعية هذه الإستراتيجية تمر عبر التركيز على وسائل الإعداد البدني الخاص في بداية الدائرة ( الشكل -111) .
من الخطأ التفكير أن هدف الإعداد البدني هو فقط تطوير القوة العضلية ،إذ أن قابلية القوة للعضلات الهيكلية تكون مضمونة من ناحية إنتاجية الطاقة بالعمليات البيولوجية المقابلة ( طاقة التمثيل الغذائي ) وكلما كبر إطلاق الطاقة بالوحدة الزمنية كلما كبر تطور الحركة وطالت إمكانية الوصول لفعالية عمل عضلي أكبر .
وبناء عليه ، فأن وسائل الإعداد البدني الخاص ستطور جميع قابلية النظم المجهزة للطاقة للعمل العضلي الخاص الفعال ، لذا يكون من الضروري جدا" عند التخطيط للإعداد البدني الخاص أن نحدد طرائق تنمية القوة العضلية ، ويجب أن ترتبط القوة العضلية الخاصة مع نوع الانقباضات وعمليات الأكسدة ونوعية الفعاليات التنافسية وذلك لكسب كلا" من أقصى مستوى لقابلية الجهد وتحسين القدرة الانفجارية أو تنمية المطاولة العضلية الموضعية .
وكقاعدة للتركيز على وسائل الإعداد البدني الخاص ( الشكل -11) يجب العمل على خفض الأحمال في مؤشرات قابلية العمل الرياضي الخاص ( f ) فيكون من المستحيل التطور في هذا الوقت لإنجاز السرعة ، ومع ذلك فأن إنخفاض المؤشرات الوظيفية هو ظاهرة مؤقتة ، وكما تدعى جهود التدريب الطويلة الأمد والتي تظهر بوضوح بالتطور السريع بالمؤشرات الوظيفية الناتجة من التركيز على الإعداد البدني الخاص .
لهذا السبب ينصح عند التخطيط لأحمال الإعداد البدني الخاص بالعمل على التزامن بين التكنيك وأحمال تطوير سرعة المنافسة ، ولكن مع المحافظة عليها منفصلة بشكل مؤقت ،وبمعنى آخر يجب أن يكون وقت ومكان وسائل الإعداد البدني الخاص (الأحمال) مباشرة بعد تطوير التكنيك وسرعة المنافسة .
وكلما كان الاهتمام بسرعة الانجاز كبيرا" فأن القيمة القصوى للسرعة وقابلية المجهود ( V , W ) تخفض أولا" قبل أن تبدأ تطوير الحد النهائي لقيم البداية لـ ( V, W ) .

النموذج العملي لدائرة التدريب
تقود المناقشة أعلاه إلى بداية النموذج العملي لدائرة التدريب الكبيرة (شكل 3 IV ، ويرينا الجزء A في الرسم أحمال الإعداد البدني ، والجزء C أحمال المنافسة ، والشطيرة بينهما هي الأحمال ( الجزء B) التي تطابق نقطة العودة لمنحنى السرعة ( V) وتطوير قابلية الاستشفاء للمؤشرات الوظيفية الخاصة ( f) .
يشير البناء إلى أن الأحمال في الجزء B يلعب دورا" هاما" بالدائرة كما أنها تدل مباشرة إلى التكيف المنتظم لتدريبات السرعة ، لدلك تعمل دائرة التدريب الكبيرة من ثلاثة مراحل مستقلة نسبيا" تبعا" لهدف إعداد الرياضي للمنافسة :
- مرحلة الإعداد لتطوير الجهد الحركي ليخدم لاحقا" تنظيم تطوير سرعة تمارين المنافسة، وهذه المرحلة تحل واجباتها بشكل رئيسي بأستخدام وسائل الإعداد البدني الخاص .
- مرحلة قبل المنافسات لاكتساب القابليات لأداء تمارين المنافسة بأقرب ما يمكن إلى السرعة القصوى ، وتنفذ واجبات هذه المرحلة بشكل رئيسي بأستخدام الأحمال التي تطابق أحمال المنافسة قدر الإمكان .
- مرحلة المنافسات وبالشكل الذي يؤدي إلى رفع سرعة الانجاز لتمارين المنافسات إلى أقصى حد .
تساعدنا بعض العلامات بشرح أفضل للخطوط العامة للدائرة :
أولا" : الأجزاء A,B,C ( من الشكل -V1 ) لا تعكس التطابق بأحجام الحمل، ولكن تعطي اتجاه الحمل خلال المرحلة .
ثانيا" : في التدريب الاعتيادي من المهم أن نخطط للمرحلة الانتقالية ، وتعتمد الحاجة للمرحلة الانتقالية على الجهود المبذولة في مرحلة المنافسات .
ثالثا" : وهذه هي الأهم يعكس النموذج الأفكار الرئيسية لرياضيي الانجاز العالي بغض النظر عن زمن التركيز على المنافسة ومواعيد المنافسات .
يجب أن تنطلق الأفكار في التدريب بأستخدام مدخل مبتكر مع الأخذ بنظر الاعتبار خصوصية الفعالية وجدول المباريات ، ومحاولة وضع " فترية عالية " تقود إلى نهاية مقنعة بسبب خصوصية كل فعالية في بناء تدريبها ، وحتى في الألعاب الرياضية التي تتقارب فعالياتها فإنها تحتاج إلى أنظمة أساسية مختلفة مثلما الحال في الفعاليات ذات الحركات الدائرية فهي تتأثر باختلاف مسافاتها ومصادر أنظمة الطاقة الرئيسية فيها .
تحدد عدد الدوائر التدريبية ومدتها بواسطة المطالب الخاصة للمنافسات ،مثال: من الممكن أن نعمل دائرتين تدريبيتين كبيرتين في السنة ، وفي هذه الحالة يجب أن تكون المنافسات الرئيسية والأكثر أهمية في الدائرة الثانية ، وإذا وجدت ثلاثة مراحل للمنافسات في السنة فأن محتويات أشكال حمل الدائرة تقرر طبقا" إلى أهمية المنافسة .
على أية حال يجب أن نفهم أن النموذج يسمح بالمرونة ، لذا أصبح من الشائع أن يكون تطوير السرعة بشكل موجة .