انت الان في كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة

مقالة علمية بعنوان ""ماهي التنمية المستدامة وما هو السر في وفاق المجتمع الدولي على اهدافها"" للتدريسي في كلية التربية الرياضية ( م.د حارث عبد الاله الشكري) تاريخ الخبر: 11/02/2025 | المشاهدات: 257

مشاركة الخبر :

"ماهي التنمية المستدامة وما هو السر في وفاق المجتمع الدولي على اهدافها"
قد استحوذ موضوع التنمية المستدامة اهتمام العالم على صعيد القطاع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، حتى أصبحت الاستدامة التنموية مدرسة فكرية عالمية انتشرت في اغلب دول العالم المتقدمة والنامية على حد سواء، عقدت من أجلها الكثير المؤتمرات والندوات والقمم وطالبت بتطبيقها هيئات ومؤسسات شعبية ورسمية, رغم الانتشار السريع لمفهوم التنمية المستدامة منذ بداية ظهورها إلا أن هذا المفهوم مازال غامضا ومازال هذا المفهوم يفسر بطرق مختلفة من الكثيرين, تعدد استخدام مصطلح التنمية فالكثير من افراد المجتمع قد يعلم جيدا ماذا تعني التنمية الاقتصادية او التنمية البشرية لكن لا يعلم ماذا تعني التنمية المستدامة والى ماذا تهدف وماهي غايتها, ولذلك فقد تم تسليط الضوء في هذا المقال على معرفة التنمية المستدامة ولماذا وافقت جميع دول الاعضاء في الامم المتحدة على بنودها.
التنمية المستدامة هي التنمية التي تلبي احتياجات الحاضر دون الإخلال بمقدرات الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتهم كذلك هي صيانة واستدامة الموارد المتعددة في البيئة تلبية لاحتياجات البشر الحاليين الاجتماعية والاقتصادية وإدارتها بأرقى التكنولوجيا والعلم المتاحين مع ضمان استمرارية المورد لرفاهية الأجيال التالية حيث تشكل عملية تطوير وتحسين ظروف الواقع، من خلال دراسة الماضي والتعلم من تجاربه، وفهم الواقع وتغييره نحو الأفضل، والتخطيط الجيد للمستقبل، بالاعتماد على الموارد والطاقات البشريّة والمادية مع الحرص على الإيمان المطلق بأهمية التعلم المستمر واكتساب الخبرات والمعارف وتطبيقها، ولا تقتصر التنمية على جانب واحد أو مجال واحد فقط من المجالات الحياتيّة بل تشمل التنمية الاجتماعيّة والاقتصادية والسياسية والعسكريّة والإنسانية والنفسية والعقلية والطبيّة والتعليمية والتقنية وغيرها، بحيث تهدف بشكل رئيسي إلى رفع وتحسين مستوى المعيشة لدى الأفراد، وضمان معيشة أفضل للأجيال القادمة.
ما هو السر في وفاق المجتمع الدولي على اهداف التنمية المستدامة بعد ان اخفقت الاهداف الإنمائية للأليفة التي لم تتطرق لحقوق الانسان ولم تعالج التنمية الاقتصادية, ففي حلول عام 2015 مازال هناك مليار شخص يعيشون بأقل من 1.25 دولار كذلك هناك اكثر من 800 مليون شخص حول العالم لا يملكون ما يكفي من الغذاء للأكل بالإضافة الى ذلك ما تزال النساء يكافحن بشدة من اجل الحصول على حقوقهن.
حتى جاءت الامم المتحدة بالتنمية المستدامة ووضعت مجموعة من الأهداف والتي تعرف أيضاً باسم الأجندة العالمية 2030، وهي رؤية ودعوة عالمية للعمل من أجل القضاء على الفقر وحماية كوكب الأرض وضمان تمتع جميع سكان الارض بالسلام والازدهار وتساوي الحقوق بحلول عام 2030.
اشتملت الاهداف 17 التي وضعتها الامم المتحدة على أربعة مواضيع رئيسية وهي المواضيع البيئية، والاجتماعية، والاقتصادية والشراكات وهذه الأهداف تشمل 169 غاية و233 مؤشر الامر الذي حفز جميع دول الاعضاء بمنظمة الامم المتحدة والبالغ عددهم 193 دولة بالموافقة على بنودها بالإضافة على مئات الآلاف من الجهات أصحاب العلاقة على رؤية بعيدة المدى لمستقبلنا الجماعي.
قد يتبادر الى ذهن القارئ ما هو الجديد والمتخلف في الاهداف 17
اولها والاهم فيها ان هذه الاهداف تنطبق على كل أمة وعلى كل قطاع, ثانيا أهداف التنمية المستدامة هي أهداف مترابطة وغالبا النجاح في تحقيق هدف محدد يؤدي إلى تحقيق الأهداف أخرى وهو ما يسمى الدمج والتكامل, واخيرا تحقيق هذه الاهداف ينطوي على تغيرات جوهرية كبيرة جدا في كيفية عيشنا على الارض وهو ما يسمى بالانتقال والتغيير.
في الختام أتت الاهداف السبعة عشر كالأهداف المستقبلية التي يطمح العالم الى تحقيقها أن الإنسان فيها هو هدفها وغايتها ووسيلتها فهي تحتضن اهدافاً جديدة متفردة التي تدعو جميع الدول الفقيرة، والغنية ومتوسطة الدخل إلى العمل لتعزيز الرفاهية في ذات الوقت تأكيدها على التوازن بين البيئة بأبعادها المختلفة والمتنوعة، وحرصها على تحقيق كل من تنمية الموارد الطبيعية والبشرية دون أي إسراف أو تبذير ووفق استراتيجية حالية ومستقبلية محددة ومخططة بشكل جماعي وتعاوني وعلمي سليم تعالج سلسلة من الحاجات الاجتماعية بما فيها التعليم، والصحة، والحماية الاجتماعية، وتوفير فرص العمل، في ذات الوقت الذي يتم فيه معالجة التغييرات المناخية والحماية البيئية كل هذا يتم على أساس من المشاركة المجتمعية مع الإبقاء على الخصوصية الثقافية والحضارية لكل مجتمع. جامعة المستقبل الجامعة الاولى في العراق https://www.uomus.edu.iq/