التمارين الرياضية ودورها في التقليل من خطر الاصابة بأمراض السرطان
في هذا المقال سأجيب عن التساؤل الاتي( كيف يمكن للتمارين المنتظمة أن تقلل من مخاطر الإصابة بعض السرطانات وكذلك دورها في علاج مرضى السرطان).
يرتبط السرطان بمجموعة من الأمراض التي تتميز بالنمو غير المنضبط و انتشار الخلايا غير الطبيعية, هناك أكثر من 200 نوع مختلف من السرطان يصيب العديد من الخلايا و أنسجة في الجسم سأركز على الأنواع الأكثر شيوعًا من السرطان في الفترة الحالية.
في البدء دعونا نتعرف على اكثر العوامل الخطرة المسببة لامراض السرطان( السمنة أو كتلة الدهون, والنشاط البدني, العادات الغذائية السيئة, العمر والتدخين, التعرض للشمس, الأمراض المعدية, والتعرض للإشعاع والمواد الكيميائية).
ثبت أن التمرين المنتظم يقلل من مخاطر الإصابة ثلاثة من أربعة أشكال رئيسية للسرطان هذه المواقع هي سرطان الثدي والبروستاتا والقولون, يتحسن الاكتشاف المبكر للسرطان بشكل كبير في خيارات العلاج ومعدلات البقاء على قيد الحياة.
مراحل سرطان القولون.
في المراحل المبكرة يشمل السرطان الموقع الأساسي فقط، لكن لم ينتشر إلى الأنسجة المجاورة, في المرحلة الرابعة من السرطان نما الورم وانتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم،
مثل الرئتين، مما يجعل علاج السرطان أكثر صعوبة.
هناك عدة فوائد لممارسة الرياضة بانتظام والتي تعمل على تقليل مخاطر الإصابة وتطوير أنواع معينة من السرطانات فمن خلال النشاط البدني يمكن أن يؤخر نمو السرطان في مواقع معينة من خلال تعزيز المناعة الطبيعية وسيساعد هذا جهاز المناعة على اكتشاف الخلايا السرطانية وتدميرها, كما يمكن أن تؤدي التمارين المنتظمة إلى زيادة مستويات مضادات الأكسدة التي تقلل الآثار الضارة من الإجهاد التأكسدي الخلوي المعروف أنها تعزز السرطان.
بالإضافة إلى ذلك، دور النشاط الرياضي في التخلص من السمنة (كتلة الدهون) التي تعتبر عامل خطر في عدة أنواع من السرطان مثل سرطان الثدي.
أخيرًا ، يمكن أن تقلل التمارين من تأثيرات الهرمونات المختلفة وعوامل النمو التي يمكن أن تسهم في نمو الورم. لقد سلطت الضوء على الآليات الرئيسية التي استشهد بها الباحثون الطبيون حيث يمكن أن تقلل التمارين من عوامل الخطر الرئيسية لسرطان الثدي الأولي والثانوي.
بالإضافة إلى الآليات الرئيسية التي ذكرتها للتو والمتعلقة بتعزيز المناعة الوظيفية ، انخفاض كتلة الدهون ، تقليل الإجهاد التأكسدي وعوامل النمو، لوحظ الفوائد المحتملة من التمارين المنتظمة المحددة لخطر الإصابة بسرطان الثدي.
عند فحص معدلات الوفيات من جميع أشكال السرطان، وعلاقتها بين مستويات اللياقة لكل من الرجال والنساء, تبين كلما كان الفرد أكثر لياقة بدنية، قل احتمال وفاتهم من مرض متعلق بالسرطان, حتى مستوى اللياقة البدنية المتوسط يوفر حماية كبيرة عند مقارنتها بالأشخاص الغير ممارسين للتمارين الرياضية.
هناك دراسة حديثة تبحث في العلاقة بين البدنية العادية و(26) نوعا من السرطانات في أكثر من 1.4 مليون من البالغون حيث توصلت نتائج الدراسة في دول مختلفة إلى الاستنتاج التالي( ارتبط النشاط البدني في وقت الفراغ بانخفاض خطر الإصابة بـ 13 من أصل 26 سرطانًا تم فحصها) لذا يجب على المتخصصين في الرعاية الصحية الذين يقدمون المشورة للبالغين غير النشطين التأكيد على ذلك أكثر لتحفيزهم في ممارسة التمارين الرياضية بغض النظر عن حجم الجسم أو تاريخ التدخين ، ودعم التعميم الواسع لنتائج هذه الدراسة.
الآن بعد أن ناقشنا التمارين والوقاية من السرطان ، دعونا نناقش الدور من التمارين في علاج مرضى السرطان والناجين منه.
مرضى السرطان الذين يتلقون الإشعاع كثيرا ما يعانون من اثار العلاج الكيميائي الذي يسبب التعب المزمن ، فقدان كتلة العضلات وقوتها ، وانخفاض القدرة على التحمل ، والاكتئاب والقلق.
ثبت أن النشاط البدني يقلل من شدة هذه الآثار الجانبية ، وبالتالي زيادة رفاهية المريض ونوعية الحياة بشكل عام كما قد يقلل النشاط البدني أيضًا من فرص الوفاة في أنواع معينة من السرطان ، مثل سرطان الثدي والقولون.
فيما يلي إحدى الدراسات التي توضح ان التمرين المنتظم يحسن اللياقة البدنية والقدرة على التحمل لدى مرضى السرطان الذين يعانون من التعب الشديد, يمكن أن يؤثر التحسن في تقليل الاكتئاب والقلق وزيادة الثقة بالنفس ويجعلهم يشعرون بالمشاركة في عملية العلاج ، مما يمنحهم المزيد من الثقة وراحة البال.
سأختتم مقالي هذا بمشاركة نتائج احدث دراسة والتي تمت على نطاق واسع بمشاركة (12000) مريض بالسرطان تجلت اهدافها في مقارنة (فعالية الأدوية ، العلاجات النفسية والتمارين الرياضية) للإرهاق المرتبط بالسرطان وكانت نتائج هذه الدراسة هي أن التمارين والتدخلات النفسية فعالة في تحسين التعب المرتبط بالسرطان أثناء و بعد العلاج الأولي ، في حين أن التدخلات الصيدلانية ليست كذلك, لذا يجب أن يصف الأطباء ممارسة التمارين الرياضة أو التدخلات النفسية كعلاج أولي للإرهاق المرتبط بالسرطان. جامعة المستقبل الجامعة الاولى في العراق https://www.uomus.edu.iq/