المقدمة
تُعد المدارس بيئة خصبة لانتقال الأمراض المعدية بين الطلبة نتيجة الاكتظاظ، والتواصل المباشر، وضعف الوعي الصحي لدى الأطفال. ومع ذلك، فإن إدماج التمريض المجتمعي في البيئة المدرسية يمثل خطوة استراتيجية للحد من انتشار العدوى وتعزيز الصحة العامة. يساهم الممرضون المجتمعيون في تطبيق برامج وقائية، ونشر التثقيف الصحي، وتقديم خدمات فحص مبكر وعلاج أولي، مما ينعكس إيجاباً على صحة الطلبة والهيئة التدريسية والمجتمع ككل.
الدور الوقائي للتمريض المجتمعي
1. التثقيف الصحي للطلبة والمعلمين:
يقوم الممرض المجتمعي بتنظيم جلسات توعوية حول غسل اليدين، النظافة الشخصية، أساليب السعال والعطس الآمن، والتعامل مع النفايات داخل المدرسة.
2. الكشف المبكر عن الحالات المعدية
يشارك الممرضون في إجراء الفحوص الدورية للطلاب للكشف عن أمراض مثل الإنفلونزا، التهابات الجهاز التنفسي، والتهابات الجلد، مما يساعد على عزل الحالات مبكراً وتقليل انتشار العدوى.
3. تعزيز البيئة المدرسية الصحية
الإشراف على نظافة الصفوف، مرافق المياه، ودورات المياه، وضمان توفر المعقمات والتهوية الجيدة.
4. التطعيمات المدرسية
يسهم التمريض المجتمعي في تنظيم حملات التطعيم داخل المدارس وفق برامج الصحة الوطنية، وهو ما يقلل من ظهور أوبئة بين الطلاب.
الأثر الإيجابي على معدلات العدوى
* انخفاض معدلات **التهابات الجهاز التنفسي بين الطلبة عند تطبيق برامج غسل اليدين.
* تقليل حالات أمراض الجهاز الهضمي الناتجة عن تلوث الطعام والماء من خلال التثقيف حول النظافة.
* رفع مستوى وعي الكادر التدريسي وأولياء الأمور حول طرق الوقاية من الأمراض.
* تخفيف العبء على المؤسسات الصحية نتيجة تقليل عدد الحالات التي تحتاج إلى علاج.
التحديات
* قلة الكوادر التمريضية المؤهلة للعمل في المدارس.
* ضعف التمويل والموارد الصحية في بعض البيئات التعليمية.
* مقاومة بعض أولياء الأمور للتدخلات الصحية بسبب قلة الوعي أو المعتقدات الخاطئة.
الخاتمة
إن وجود التمريض المجتمعي داخل المدارس يمثل أداة فعّالة للحد من انتشار العدوى وتعزيز الصحة العامة بين الطلبة. فالممرضون ليسوا فقط مقدمي رعاية صحية، بل هم عناصر أساسية في بناء جيل أكثر وعياً بالصحة وأكثر قدرة على مقاومة الأمراض. ومن الضروري أن تتبنى وزارات الصحة والتعليم سياسات واضحة لدمج التمريض المجتمعي في جميع المدارس، بما يضمن مستقبلاً تعليمياً وصحياً أفضل.
م.د. سالم كريم هجول
جامعة المستقبل الجامعة الاولى في العراق
الهدف الثالث من اهداف التنمية المستدامة الصحة الجيدة والرفاه