بقلم: أ.د. حيدر علي الدليمي - عميد كلية العلوم الادارية / جامعة المستقبل.
تلعب التنمية المستدامة دورًا مهما في التخفيف من الفقر في العراق، من خلال تبني مجموعة من الأساليب وتنفيذها بشكل فعال، وفي حالة تبني وتنفيذ هذه الاساليب يمكن للعراق من تحقيق التنمية المستدامة الفعالة وتخفيف الفقر بشكل ملموس، وتحسين جودة حياة مواطنيه، ومن أهم هذه الاساليب:
1) تنويع مصادر الدخل وتعزيز النمو الاقتصادي: يمكن تحقيق ذلك من خلال الاهتمام ودعم القطاعات غير النفطية مثل قطاع الزراعة والصناعة والسياحة والتكنولوجيا، حيث ان مشاركة هذه القطاعات يساهم في خلق فرص عمل جديدة وتوزيع الثروة بشكل أكثر عدالة وكذلك زيادة الناتج المحلي الاجمالي.
2) تطوير التعليم وتنمية المهارات: يجب تحسين جودة التعليم وذلك بالاعتماد على التعليم الحديث (التعليم الاخضر) وتطوير المناهج الدراسية سواء للدراسات الاولية أو العليا لمواكبة التطورات السريعة التي تحدث في مجال التعليم على المستوى الاقليمي والدولي، كذلك توفير فرص التدريب المهني للشباب، مما يزيد من فرص الحصول على وظائف جيدة وزيادة الدخل للفرد العراقي وبالتالي زيادة الدخل القومي.
3) تحسين البنية التحتية والخدمات: وهنا يجب ان يدخل الاستثمار وبقوة سواء استثمار محلي أو أجنبي لتطوير البنية التحتية والوصول إلى الخدمات الأساسية والضرورية لحياة المواطن مثل المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي والكهرباء والنقل وبقية الخدمات التي ترفع من الرفاهية الاقتصادية والاجتماعية للمواطن، وهذا يسهم في تحسين مستوى المعيشة ولذلك يجب على الحكومة تشجيع الاستثمار بشقيه المحلي والاجنبي وهو ما يحتاجه البلد وبشدة.
4) تعزيز المساواة والعدالة الاجتماعية: يجب أن تكون جميع السياسات التنموية شاملة وتستهدف تحسين ظروف الحياة لجميع شرائح المجتمع، بما في ذلك الفقراء والمهمشين والمتقاعدين.
5) حماية البيئة والاستدامة: التنمية المستدامة حسب التعريف الاقتصادي هو إجراء تخفيض عميق ومتواصل في استهلاك الطاقة والموارد الطبيعية وإحداث تحويلات جذرية في الانماط الحياتية السائدة، وهنا يجب أن تكون التنمية مستدامة بيئيًا من خلال تعزيز الاستدامة في استخدام الموارد الطبيعية والحفاظ على البيئة، مما يحمي مصادر الدخل للأجيال الحالية والمستقبلية.
6) تعزيز الحوكمة ومكافحة الفساد: يعد تعزيز الحوكمة ومحاربة الفساد عنصران مرتبطان ارتباطاً وثيقاً فيما بينهما، فمن أهم خصائص الحوكمة الرشيدة أنها تضم آليات مكافحة الفساد ومحاربة السلوك الفاسد، لذا فإن الحوكمة تعتبر عنصر فعال في النمو الاقتصادي، ولا يوجد هناك أدنى شك في أن الفساد يؤثر سلباً على مناخ الاستثمار وريادة الاعمال وبالتالي يؤثر سلباً على التطور الاقتصادي، وعليه يجب تعزيز الشفافية والمساءلة ومكافحة الفساد في جميع مجالات الحياة الاقتصادية والسياسية، مما يساهم في تحسين بيئة الأعمال وجذب الاستثمارات المحلية والاجنبية.