القيادة المستدامة وأثرها في بناء ثقافة تنظيمية صديقة للبيئة
بقلم: م.م. ضحى خالد خلف
جامعة المستقبل- كلية العلوم الإدارية
القيادة المستدامة تُشير إلى تبني القادة لنهج يوازن بين الأهداف الاقتصادية والبيئية والاجتماعية، بهدف تحقيق تنمية مستدامة. يلعب القادة المستدامون دورًا حيويًا في تعزيز ثقافة تنظيمية صديقة للبيئة داخل مؤسساتهم، مما يؤدي إلى فوائد متعددة تشمل تحسين سمعة المؤسسة، زيادة رضا الموظفين، وتقليل التكاليف التشغيلية.
دور القيادة المستدامة في بناء ثقافة تنظيمية صديقة للبيئة
1- وضع رؤية بيئية واضحة: يجب على القادة تحديد أهداف بيئية واضحة ومحددة تتماشى مع رؤية المؤسسة، مما يوفر توجيهًا لجميع الموظفين نحو تحقيق هذه الأهداف.
2- التعليم والتوعية: توفير برامج تدريبية لزيادة وعي الموظفين بأهمية الاستدامة والممارسات البيئية السليمة، مما يعزز فهمهم لدورهم في تحقيق الأهداف البيئية للمؤسسة.
3- تشجيع الابتكار الأخضر: تحفيز الموظفين على تطوير حلول مبتكرة للتحديات البيئية، مثل تقليل النفايات أو تحسين كفاءة استخدام الموارد، مما يعزز من روح الابتكار والمسؤولية البيئية.
4- تضمين الاستدامة في السياسات والإجراءات: دمج المبادئ البيئية في سياسات وإجراءات العمل اليومية، مثل تقليل استهلاك الطاقة أو استخدام مواد صديقة للبيئة، لضمان استدامة العمليات التشغيلية.
5- الشفافية والمساءلة: الإبلاغ المنتظم عن الأداء البيئي للمؤسسة وتعزيز ثقافة الشفافية والمساءلة، مما يبني الثقة بين الموظفين وأصحاب المصلحة ويعزز من مصداقية المؤسسة.
أمثلة واقعية:
• شركة باتاغونيا (Patagonia): تُعتبر هذه الشركة نموذجًا في تبني الاستدامة، حيث تدمج المبادئ البيئية في كل جانب من أعمالها، بدءًا من تصميم المنتجات وصولاً إلى العمليات التشغيلية، مما أكسبها سمعة قوية كشركة مسؤولة بيئيًا.
• شركة أبل (Apple): تلتزم أبل باستخدام الطاقة المتجددة في عملياتها وتسعى لتقليل البصمة الكربونية لمنتجاتها، مما يعكس التزامها بالاستدامة وحماية البيئة.
الخلاصة:
القيادة المستدامة ليست مجرد توجه أخلاقي، بل هي استراتيجية عمل فعّالة تساهم في بناء ثقافة تنظيمية صديقة للبيئة. من خلال التزام القادة بالاستدامة وتطبيق ممارسات بيئية مسؤولة، يمكن للمؤسسات تحقيق نجاح مستدام يعود بالنفع على البيئة والمجتمع والاقتصاد.
جامعة المستقبل الجامعة الأولى في العراق.