انت الان في كلية العلوم الادارية

التعليم الجيد أساس التنمية المستدامة: الهدف الرابع تحت المجهر تاريخ الخبر: 05/04/2025 | المشاهدات: 1284

مشاركة الخبر :

التعليم الجيد أساس التنمية المستدامة: الهدف الرابع تحت المجهر
م.م. أحمد محمد جواد
كلية العلوم الإدارية- جامعة المستقبل
مقدمة:
تُعدّ أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة عام 2015 بمثابة خطة عالمية طموحة للقضاء على الفقر، وحماية كوكب الأرض، وضمان الازدهار للجميع بحلول عام 2030. ويأتي الهدف الرابع بعنوان "ضمان تعليم جيد وشامل ومنصف وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع"، ليُشكّل أحد أهم ركائز هذه الأجندة، نظرًا للدور الحيوي الذي يلعبه التعليم في تمكين الأفراد والمجتمعات وبناء اقتصادات مستدامة.
أهمية التعليم في سياق التنمية المستدامة:
يُعدّ التعليم محركًا مركزيًا لكافة أهداف التنمية الأخرى. فالتعليم الجيد لا يقتصر على نقل المعرفة، بل يرسّخ مبادئ المواطنة العالمية، والمساواة بين الجنسين، والاحترام البيئي، والقدرة على اتخاذ قرارات مستنيرة. كما أن المتعلمين يميلون إلى المشاركة في سوق العمل بفاعلية، ويتمتعون بصحة أفضل، ويشاركون بنشاط في الحياة المدنية.
تحليل مكونات الهدف الرابع:
يتضمن الهدف الرابع سبعة مقاصد رئيسية وثلاث وسائل تنفيذ. من أبرزها:
ضمان التعليم الابتدائي والثانوي المجاني والمنصف والجيد للجميع.
توسيع نطاق التعليم التقني والمهني.
إزالة الفجوة بين الجنسين، وضمان تكافؤ الفرص لجميع الفئات، بما في ذلك الأشخاص ذوي الإعاقة وسكان المناطق النائية.
تعزيز جودة المعلمين من خلال التدريب والدعم المهني المستمر.
التحديات القائمة:
رغم التقدم المحرز، لا يزال هناك أكثر من 250 مليون طفل وشاب غير ملتحقين بالمدارس حول العالم، بالإضافة إلى ملايين آخرين لا يمتلكون المهارات الأساسية في القراءة والكتابة. من التحديات الرئيسية:
نقص التمويل المخصص للتعليم، خاصة في الدول النامية.
الفجوة الرقمية التي تفاقمت خلال جائحة كوفيد-19.
النزاعات المسلحة والهجرات القسرية التي تعيق استمرار التعليم.
ضعف البنية التحتية وندرة المعلمين المؤهلين.
الفرص والتوصيات:
لتحقيق الهدف الرابع بحلول عام 2030، لا بد من:
زيادة الاستثمار في التعليم، خاصة في المجتمعات الهشة.
دمج التكنولوجيا في التعليم لتعزيز الوصول والجودة.
تعزيز التعاون الدولي في مجال تدريب المعلمين وتطوير المناهج.
إشراك المجتمعات المحلية وأولياء الأمور في دعم العملية التعليمية.
خاتمة:
إن التعليم الجيد ليس هدفًا منفردًا فحسب، بل هو عامل تمكيني لبقية أهداف التنمية المستدامة. من دون نظام تعليمي قوي، تغدو مكافحة الفقر، وتحقيق المساواة، وضمان الصحة، وحماية البيئة، أمورًا شبه مستحيلة. لذا، فإن تسليط الضوء على الهدف الرابع ومتابعة تنفيذه بجدية يمثلان ركيزة أساسية نحو مستقبل أكثر عدالة واستدامة، وهذا يعزز ما جاء في تقرير اليونسكو العالمي لرصد التعليم (2021):
"التعليم يجب أن يُنظر إليه كاستثمار طويل الأجل وليس كنفقات، لأنه يساهم في بناء السلام، وتحقيق النمو الاقتصادي، وتعزيز الرفاه المجتمعي.".
جامعة المستقبل الجامعة الأولى في العراق.