شهد الفن المُولَّد بالذكاء الاصطناعي تطورًا لافتًا في السنوات الأخيرة، إذ أصبحت الآلات قادرة على إنتاج أعمال فنية تحاكي، بل وتنافس أحيانًا، الإبداع البشري. يعتمد هذا النوع من الفن على خوارزميات متقدمة، أبرزها الشبكات التوليدية التنافسية (GANs)، التي تُدرّب نماذج حاسوبية على إنشاء صور جديدة انطلاقًا من أنماط بيانات سابقة. كذلك، تستفيد النماذج الحديثة مثل DALL·E وStable Diffusion من تقنيات المحولات (Transformers) لتحويل الأوصاف النصية إلى صور فنية دقيقة، مما يتيح دمج اللغة مع البُعد البصري في عملية الخلق الفني.
ورغم افتقار الآلة للوعي أو القصد، فإن ما تنتجه من أعمال قد يحمل خصائص جمالية تثير إعجاب المتلقي وتدفعه للتفاعل معها كما يفعل مع الفن الإنساني. ويثير هذا الواقع تساؤلات فلسفية جوهرية: هل الإبداع يقتضي بالضرورة وجود ذات واعية؟ أم يمكن أن يكون ثمرة أنظمة حسابية قادرة على إنتاج ما هو جديد ومفاجئ؟
غالبًا ما يجد الجمهور صعوبة في التمييز بين ما تنتجه الخوارزميات وما يبدعه الإنسان، وهو ما يدفع لإعادة النظر في مفاهيم تقليدية مثل الفن، والموهبة، والذوق. كما أن القوانين المعاصرة تواجه تحديات في تحديد حقوق الملكية الفكرية لهذه الأعمال، إذ لم تُصمم للتعامل مع كيان غير بشري بوصفه مُنتِجًا للفن.
تُضاف إلى ذلك المخاوف الأخلاقية المرتبطة بإمكانية استخدام هذه التقنيات لتزييف الصور والمعلومات، ما يستدعي تطوير أطر تنظيمية واضحة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في المجالات الإبداعية. ومع استمرار تطور هذه التقنيات، يُتوقَّع أن يصبح الفن المُولَّد بالذكاء الاصطناعي جزءًا أصيلًا من المشهد الثقافي، لا كبديل عن الفنان، بل كشريك جديد يعيد تشكيل العلاقة بين الإنسان والإبداع.
جامعة المستقبل
الجامعة الاولى في العراق