تُعَدّ الجينات: الوحدة الأساسية للمعلومات الوراثية
تمثّل الجينات الوحدات الأساسية للمعلومات الوراثية داخل جسم الإنسان. وهي مقاطع من الحمض النووي (DNA) تحمل التعليمات الخاصة ببناء البروتينات، التي بدورها تتحكم في تكوين الصفات الجسدية والبيولوجية.
1. كيف تعمل الجينات؟
• يحتوي جسم الإنسان على ما يقارب 20,000–25,000 جين موزعة في نواة كل خلية.
• تعمل هذه الجينات مثل "دليل التعليمات" الذي يحدد العديد من الصفات مثل لون العيون، فصيلة الدم، الطول، بل وحتى القابلية للإصابة ببعض الأمراض.
• مثال: إذا كان الجين المسؤول عن لون العينين يحمل نسخة موروثة من الأب (بني) ونسخة من الأم (أزرق)، فإن اللون الظاهر يتحدد وفقًا للجين المسيطر.
2.الصفات الوراثية الظاهرة
هناك صفات واضحة نراها يوميًا تتحدد مباشرة عبر الجينات، ومنها:
• لون البشرة.
• شكل الشعر (مجعد أو ناعم).
• الطول وبنية الجسم.
• بعض القدرات الجسدية مثل سرعة الأيض أو الاستجابة للرياضة.
مثال بيئي: في بعض العائلات الخليجية نلاحظ انتشار الطول الفارع أو تشابه ملامح الوجه بين الأفراد، نتيجة لتأثير الجينات المتوارثة.
3.الصفات المرتبطة بالصحة
لا تقتصر وظيفة الجينات على المظهر الخارجي فقط، بل تلعب دورًا جوهريًا في الصحة، مثل:
• الاستعداد للإصابة بمرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم.
• استجابة الجسم تجاه بعض الأدوية.
• قوة جهاز المناعة.
وهذا ما يُفسر شيوع بعض الأمراض ضمن عائلة معينة، فيما يُعرف بـ الاستعداد الوراثي.
4.التفاعل بين الجينات والبيئة
من المهم أن ندرك أنّ الجينات ليست العامل الوحيد المحدد للصفات، إذ تتأثر بشكل كبير بالعوامل البيئية ونمط الحياة:
• مثلًا: قد يرث الشخص جينات الاستعداد لزيادة الوزن، لكن الرياضة والنظام الغذائي الصحي يساعدان في التحكم بذلك.
• كذلك، الذكاء لا يتحدد بالجينات وحدها، بل يتأثر بالتعليم والتجارب الحياتية.
5.مستقبل علم الجينات
يشهد علم الوراثة والهندسة الجينية تطورًا متسارعًا يفتح آفاقًا واسعة، مثل:
• إمكانية اكتشاف الأمراض قبل ظهور أعراضها.
• تصميم أدوية مخصصة لكل فرد وفقًا لخريطته الجينية.
• تطوير تقنيات العلاج الجيني لإصلاح الخلل الموروث.
- تُظهر الدراسات الحديثة أنّ الجينات محمولة على الكروموسومات داخل نواة الخلية، ويُقدَّر عددها في الجينوم البشري بحوالي 20,000–25,000 جين. وتعمل عبر آلية دقيقة تُعرف بـ التعبير الجيني (Gene Expression)، حيث تُنسخ المعلومات من DNA إلى RNA، ثم تُترجم إلى بروتينات مسؤولة عن البُنى الحيوية والوظائف الفسيولوجية.
كما أوضح مشروع الجينوم البشري (Human Genome Project) أنّ الصفات البشرية لا تحددها جينات منفردة غالبًا، بل شبكات معقدة من التفاعلات الجينية المتعددة (Polygenic Traits)، إضافة إلى التعديلات اللاجينية (Epigenetic Modifications) التي تتحكم في نشاط الجينات من دون تغيير تسلسلها.
وتبين أبحاث علم الوراثة السكانية أنّ العوامل البيئية (مثل التغذية، النشاط البدني، والعوامل الخارجية) تتداخل مع الأساس الجيني، وهو ما يفسر الاختلافات الكبيرة حتى بين أفراد العائلة الواحدة. فعلى سبيل المثال، الاستعداد الوراثي للإصابة بالسكري من النوع الثاني يمكن أن يتفعل أو يُثبَّط بحسب نمط الحياة.
وبالتالي، يمكن القول إنّ الصفات البشرية نتاج تفاعل معقد بين الجينات، التعديلات اللاجينية، والبيئة. ومع تطور تقنيات التسلسل الجيني (Genomic Sequencing) والعلاج الجيني (Gene Therapy)، يفتح علم الوراثة آفاقًا واعدة في الطب الشخصي والوقاية من الأمراض.
https://www.un.org/sustainabledevelopment/ar/health/
جامعة المستقبل
الجامعة الاولى في العراق