انت الان في كلية الهندسة والتقنيات الهندسية

المقالة: ثورة الذكاء الاصطناعي والتحديات الأخلاقية في عصر الحوسبة الذكية تاريخ الخبر: 24/05/2025 | المشاهدات: 1026

مشاركة الخبر :

مقدمة:
في خضم التطورات السريعة التي يشهدها العالم في مجال تقنيات الحاسوب، يقف الذكاء الاصطناعي (AI) كأحد أبرز الابتكارات التي تعيد تشكيل مختلف جوانب الحياة البشرية. من السيارات ذاتية القيادة إلى الأنظمة الطبية الذكية، ومن تحليل البيانات الضخمة إلى تقنيات توليد المحتوى، لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد أداة، بل أصبح قوة مؤثرة تتحدى الأسس الأخلاقية والقانونية والاقتصادية.
الواقع الراهن:
خلال السنوات الأخيرة، شهدنا قفزات نوعية في قدرات الذكاء الاصطناعي، لاسيما من خلال نماذج اللغة الكبيرة (مثل GPT) والتعلم العميق. هذه التقنيات أصبحت قادرة على أداء مهام كانت تعتبر حكرًا على العقل البشري، مثل الترجمة، الإبداع، والتشخيص الطبي.
في المقابل، تصاعدت المخاوف المتعلقة بـ:
الخصوصية: جمع البيانات الشخصية واستخدامها بدون إذن واضح.
البطالة التكنولوجية: استبدال الوظائف التقليدية بأنظمة مؤتمتة.
التحيز الخوارزمي: إنتاج قرارات غير عادلة بسبب تدريب النماذج على بيانات غير متوازنة.
المعلومات المضللة: قدرة النماذج على إنشاء محتوى زائف يصعب تمييزه عن الحقيقي.
التحديات الأخلاقية والمهنية:
مع كل هذه التطورات، تُطرح تساؤلات جوهرية:
من المسؤول إذا اتخذ الذكاء الاصطناعي قرارًا خاطئًا؟
كيف يمكن ضمان أن تكون الأنظمة عادلة وآمنة وقابلة للتفسير؟
ما هو دور المبرمجين ومهندسي الحاسوب في تطوير أنظمة مسؤولة؟
دور اختصاصيي الحاسوب:
المسؤولية تقع اليوم بشكل كبير على عاتق المختصين في علوم الحاسوب وهندسة البرمجيات، لتصميم أنظمة:
تراعي الاعتبارات الأخلاقية منذ البداية (Ethical by Design).
توفّر الشفافية والقدرة على تفسير القرارات (Explainable AI).
تحمي خصوصية الأفراد (Privacy-Preserving Computing).
تستخدم الطاقة بكفاءة وتحد من التأثير البيئي (Green Computing).
خاتمة:
بينما نمضي قدمًا في بناء مستقبل رقمي مدفوع بالذكاء الاصطناعي، تزداد الحاجة إلى متخصصين في الحاسوب يمتلكون وعيًا أخلاقيًا عميقًا، إلى جانب المهارات التقنية. فالتحكم في مصير التقنية لا يكون فقط من خلال تطويرها، بل أيضًا من خلال إدراك تبعاتها والعمل على توجيهها نحو الخير العام. تحقيق الهدف الرابع من اهداف التنمية المستدامة .
جامعة المستقبل الاولى في العراق