ما بين العلم والفن أُصرة تكاملية لا انفصام لها، فكلاهما يفتح آفاقًا مستقبلية جديدة للحياة. وكلاهما نشاط إنساني يُوسَم بالابتكار والإبداع، ويسعى للارتقاء بحياة الإنسان والمجتمع إلى ما هو أفضل وأكمل.
وإن اختلفا في أسلوب الأداء وطبيعة الأدوات، إلا أنهما لم يفترقا يومًا في بلوغ ذات الهدف. فالعلم يتقدّم على الفن بانطلاقه من مبرهنات عقلية قابلة للتفعيل والإضافة، تُنتج أفكارًا ومنجزات تتسم بالجدة والابتكار. أما الفن، فيتقدم على العلم بإطلاق العنان للخيال الحر، مستشرفًا أفكارًا وأشكالًا وصورًا تجعل الحياة أكثر إشراقًا، ويضفي على منجزات العلم مسحة جمالية تسمو بذائقة المجتمع.
ومن هذا الإدراك العميق، وعِيَت جامعة المستقبل مبكرًا أهمية التكامل بين العلم والفن، فكان قرار تأسيس وافتتاح كلية الفنون الجميلة تتويجًا لإيمانها العميق بضرورة هذا التكامل، وبالدور الحيوي الذي يؤديه الفن في تفاصيل الحياة المعاصرة.
إن التطورات العلمية والتكنولوجية المتسارعة التي يشهدها العالم اليوم، جعلت المجتمعات المتقدمة بأمسّ الحاجة إلى الفن لتنظيم منجزاتها الحضارية فنيًا وجماليًا، ورفع الذائقة الجمالية للمجتمع إلى مستوى هذه التحولات.
فمبارك لقيادة جامعة المستقبل هذا الإنجاز الكبير بافتتاح كلية الفنون الجميلة.
ومبارك لنا شرف التأسيس والانتساب إلى هذه الكلية الفتيّة الواعدة.
ومبروك لطلبتنا الأعزاء الذين اختاروا طريق الفن سبيلاً لخدمة مجتمعهم، والمساهمة في تشكيل وعيه الجمالي والثقافي.
جامعة المستقبل الجامعة الاولى في العراق .