انت الان في كلية الفنون الجميلة

مقالة بعنوان " الذكاء الاصطناعي ودوره في تقييم الأعمال الفنية" بقلم عميد كلية الفنون الجميلة الاستاذة الدكتورة هدى هاشم الربيعي تاريخ الخبر: 09/07/2025 | المشاهدات: 301

مشاركة الخبر :

في زمن الثورة الرقمية والتطور التكنولوجي المتسارع، لم يعد الذكاء الاصطناعي حكرًا على المجالات التقنية أو الصناعية، بل تمدد إلى ميادين الإبداع والفن، وأصبح له دورٌ متزايد في تحليل وتقييم الأعمال الفنية من خلال أدوات غير تقليدية تعتمد على الخوارزميات، ومعالجة الصور، والتعلّم الآلي.

إن تقييم العمل الفني كان، ولا يزال، عملية تتسم بالذاتية والعوامل الإنسانية، كالإحساس، والذوق، والخبرة، والسياق الثقافي. لكن الذكاء الاصطناعي جاء ليضيف بعدًا جديدًا لهذه العملية، من خلال تحليل العناصر البصرية (مثل اللون، والتكوين، والتباين، والنمط)، وربطها بمعايير فنية تم تدريبه عليها من آلاف النماذج والأساليب والمدارس الفنية.

لقد أصبحت بعض المنصات اليوم قادرة على تقديم تقييم فني مبدئي للعمل، واقتراح تصنيفه ضمن مدرسة معينة، أو مقارنة أسلوبه بأعمال فنانين عالميين، بل وحتى قياس التفاعل العاطفي المتوقع من الجمهور بناءً على تعابير الوجه أو معدل تكرار المشاهدة.

لكن، هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحلّ محل الناقد الفني؟
الإجابة الدقيقة: لا.
فالذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة مساعدة قوية، لكنه لا يمتلك الحس الإنساني، ولا القدرة على التقاط الإيحاءات، أو فهم الرمزية الثقافية المعقّدة للعمل الفني.

من هنا، فإن دور كليات الفنون لم يعد مقتصرًا على تعليم الطلبة كيفية إنتاج الفن، بل أصبح لزامًا عليها أن تُعرّفهم بكيفية التفاعل مع التكنولوجيا وتوظيفها في التحليل والنقد الفني، دون فقدان البعد الإنساني الذي يُميّز العمل الإبداعي.
إن الذكاء الاصطناعي لا يُقصي الإنسان، بل يُعيد تشكيل أدواته، ويوسّع آفاق فهمه، ويفتح أمام الفن المعاصر مجالات جديدة من البحث والتأمل.

جامعة المستقبل الجامعة الاولى في العراق .