يُعد التوازن البصري من المبادئ الأساسية في التصميم، وهو لا يقتصر على الناحية الجمالية فحسب، بل يُشكل عاملًا رئيسيًا في كيفية إدراك المشاهد للتصميم وتفاعله معه. فعندما يكون التصميم متوازنًا بصريًا، يشعر المشاهد بالراحة والانسجام، مما يسهم في تعزيز الرسالة التي يحملها التصميم بشكل فعال. يمكن تحقيق هذا التوازن بعدة طرق، من أبرزها التوازن المتماثل الذي يتم فيه توزيع العناصر بالتساوي على جانبي التصميم ليعكس شعورًا بالثبات والتنظيم. كما أن التوازن غير المتماثل يُستخدم لترتيب عناصر مختلفة في الشكل أو الحجم بحيث تحقق توازنًا بصريًا من خلال تعادل التأثير البصري، وليس التماثل الشكلي. وهناك أيضًا التوازن الشعاعي الذي يعتمد على توزيع العناصر حول نقطة مركزية، مما يخلق حركة ديناميكية وانسيابية في التصميم. أما التوازن الكلي فهو ناتج عن توزيع موحد ومنسجم لجميع العناصر دون الاعتماد على نقطة محورية واحدة. أهمية التوازن البصري تكمن في أنه يجعل التصميم أكثر وضوحًا وسهولة في الفهم، كما يُضفي عليه طابعًا احترافيًا ويقلل من الإجهاد البصري، ويوجه انتباه المشاهد إلى العناصر الأساسية التي يجب التركيز عليها. لتحقيق هذا التوازن، ينبغي على المصمم أن يحرص على اختيار ألوان متناسقة ومتجانسة، وتوزيع النصوص والصور بعناية، بالإضافة إلى الاستخدام الذكي للمساحات البيضاء، والانتباه لحجم العناصر واتجاهاتها داخل التصميم. في الختام، فإن التوازن البصري ليس مجرد خيار تصميمي، بل هو ضرورة تؤثر بشكل مباشر على فعالية العمل الفني وقوة تأثيره، ويُعد من المفاتيح الأساسية لإنتاج تصاميم ناجحة تجذب الانتباه وتبقى راسخة في ذهن الجمهور.
جامعة المستقبل الجامعة الاولى في العراق .