انت الان في كلية الفنون الجميلة

مقال بعنوان " التميز المعماري في تصميم معبد البارثنون " بقلم الاستاذ المساعد الدكتور علي عطية السعدي المعاون العلمي لكلية الفنون الجميلة تاريخ الخبر: 24/09/2025 | المشاهدات: 211

مشاركة الخبر :

يُعتبر معبد البارثنون في أثينا ذروة العمارة الإغريقية الكلاسيكية، وهو رمز لقوة وثراء وثقافة أثينا في القرن الخامس قبل الميلاد. بني المعبد خلال فترة حكم بريكليس بين عامي 447-432 قبل الميلاد، وصمّمه المعماريان إكتينوس وكاليكراتس، بينما تولّى الفنان فيدياس الإشراف على الزخارف والنحت. بلغت أبعاد المعبد حوالي 70 × 30 متر، بمساحة تقريبية 2170 متر مربع. استخدم في البناء نحو 13,400 حجر، بعضها يزن حتى 15 طنًا، وتم ربطها بمشابك وحدائد حديدية. يتّبع المعبد النمط الدوري بصورة رئيسية مع بعض العناصر الأيونية، ويضم 8 أعمدة في الواجهات الأمامية والخلفية و17 عمودًا على الجانبين. اعتمد المعماريون على النسبة الذهبية في الأبعاد بين العرض والارتفاع (نسبة 9:4) وكذلك في الغرفة الداخلية، مما عزز التناسق والتناغم. كما استخدموا تقويسًا طفيفًا في الأساسات والأعمدة والجزء العلوي لتصحيح الأوهام البصرية التي قد تجعل الأعمدة أو الواجهة تبدو متدلية عند النظر من مسافة. اتسمت الواجهات والزخارف بالتناظر، مما منح المبنى انسجامًا بصريًا فريدًا. أصبح البارثنون مصدر إلهام للعمارة العالمية من الرومان حتى العصر الحديث، إذ يظهر تأثيره في مبانٍ مثل البانثيون الروماني والمحكمة العليا في الولايات المتحدة.

حقق البارثنون بعض مبادئ الاستدامة المعمارية رغم قدمه، حيث استُخدمت مواد طبيعية متينة قللت الحاجة إلى إعادة البناء أو الصيانة المتكررة. كما أن دقة التصميم والهندسة البصرية ضمنت استقرارًا بصريًا وقللت من احتمالية التعديلات اللاحقة. ويمثل التوازن بين الجمال والوظيفة والمتانة جوهر الاستدامة، إذ جمع بين الغرض الديني والرمزية السياسية والمتانة الهيكلية في بناء واحد خالد.

جامعة المستقبل الجامعة الاولى في العراق .