تقف ملوية سامراء شامخةً عبر القرون، شاهدةً على روعة العمارة الإسلامية وعظمة الحضارة التي ازدهرت على ضفاف دجلة. تأسست الملوية كمئذنة للجامع الكبير الذي أمر ببنائه الخليفة المتوكل في عام 237 هـ، ويُنسب تصميمها إلى المهندس الكلداني دليل يعقوب.
تتميز الملوية بتصميمها الفريد، فهي مئذنة لولبية (حلزونية) تدور من الأسفل إلى الأعلى بعكس اتجاه عقارب الساعة، وهو ما يجعلها مختلفة تمامًا عن المنائر التقليدية المربعة أو الأسطوانية. بنيت على قاعدة مربعة طول ضلعها 33 مترًا وارتفاعها 3 أمتار، وفوقها جزء أسطواني يلتف حوله درج خارجي حلزوني يرتفع حوالي 50 مترًا، إضافة إلى الزخارف المتمثلة بالحنايا المستطيلة المجوفة التي تعكس حسًا فنيًا ومعماريًا مبدعًا.
واجهت الملوية عبر الزمن تحديات جسيمة؛ فقد تعرضت للإهمال وأضرار جسيمة نتيجة النزاعات المعاصرة، حيث استُخدمت لأغراض عسكرية وتعرضت لتفجير جزئي أدى إلى تشققات وتصدعات. ورغم ذلك بقيت صامدة، محافظة على هيبتها ورونقها الذي يجذب الزائرين والباحثين من مختلف أنحاء العالم.
تمثل ملوية سامراء جسرًا يربط الماضي بالحاضر والمستقبل، وهي تسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، لاسيما الهدف 11: المدن والمجتمعات المستدامة من خلال الحفاظ على التراث الثقافي والمعماري وتعزيز السياحة التاريخية، والهدف 4: التعليم الجيد من خلال اعتمادها مادة تعليمية في الدراسات التاريخية والمعمارية والأثرية لتعريف الأجيال بإبداعات العمارة الإسلامية، وكذلك الهدف 16: السلام والعدل والمؤسسات القوية عبر الحفاظ على التراث وتطبيق القوانين التي تحميه بما يعزز الاستقرار الثقافي والاجتماعي.
جامعة المستقبل الجامعة الاولى في العراق .