يمثل النحت واحداً من أعرق الفنون الإنسانية التي رافقت الحضارة منذ بداياتها، لكنه في عصرنا الحالي لم يعد مجرد وسيلة للتعبير الفني، بل أصبح أداة لتسليط الضوء على قضايا البيئة والاستدامة. إن استخدام المواد المستدامة في النحت – مثل الخشب المعاد تدويره، المعادن المستصلحة، الطين الطبيعي، أو حتى المخلفات الصناعية المعاد توظيفها – يفتح آفاقاً جديدة أمام الفنانين لإبداع أعمال تحمل قيمة جمالية ورسالة بيئية في الوقت ذاته.

يسهم هذا الاتجاه الفني في تحقيق الهدف 12 من أهداف التنمية المستدامة: الاستهلاك والإنتاج المسؤول، حيث يشجع على إعادة استخدام الموارد بدلاً من هدرها، ويعزز وعي المجتمع بأهمية الفن كوسيلة لنشر الثقافة البيئية. كما أن النحت المستدام يربط بين الإبداع الفني والمسؤولية الاجتماعية، ليصبح العمل الفني ليس مجرد تحفة جمالية، بل رسالة تدعو إلى حماية الطبيعة وصون مواردها للأجيال القادمة.

إن الفن الصديق للبيئة يعكس وعياً جديداً يضع الاستدامة في قلب العملية الإبداعية، فيمزج بين الحس الجمالي والبعد الأخلاقي، ويؤكد أن الفن قادر على أن يكون عاملاً مؤثراً في مسيرة التغيير نحو مستقبل أخضر وأكثر توازناً.

جامعة المستقبل الجامعة الاولى في العراق .