في جزيرة رودس اليونانية، كان يقف تمثال الضخم المكرّس لإله الشمس هيليوس، ليُشكّل رمزاً لانتصار المدينة على الحصار. استغرقت أعمال النحت والهندسة نحو اثني عشرة سنة ليُنجَز هذا العمل الضخم، وكان بارتفاع يقدَّر بثلاثة وثلاثين متراً تقريباً، مُلبّياً شغف اليونانيين بتخليد الأبطال والإلهام. على الرغم من جلاله، لم يدم التمثال طويلاً، إذ دمّره زلزال في 226 قبل الميلاد، فسقط وبقيت أنقاضه مدة طويلة دون أن يُعاد بناؤه.
يُروى أن التمثال كان مبنياً باستخدام هيكل داخلي حديدي ومعدّات ربط تُغطيها صفائح برونزية، وعندما دُمّر أعاد الرُّوّاد استخدام المعادن المُتبقية لاحقاً.
في العصر الحديث، ظهرت اقتراحات لإعادة بناء نسخة حديثة من التمثال، بحيث تضم متحفاً ومكتبة ومرافق ثقافية، وتُغذّى بالطاقة الشمسية عبر ألواح شمسية ملوّنة برونزية تغطّي الواجهة، لتُحرّر المشروع من الاعتماد على الطاقات الأحفورية وتضمن الاستدامة الطاقية. وتُشير تلك الأفكار إلى أن التمثال الجديد قد يساهم في تنشيط السياحة طوال السنة، وخلق فرص عمل، وتعزيز الاقتصاد المحلي.
الهدف الاستدامي هنا هو تحقيق التطوير الثقافي والاقتصادي بطريقة تُراعي البيئة وتُقلّص انبعاثات الكربون، بدمج الطاقة المتجددة في البنى التحتية، وضمان أن يكون الأثر البيئي إيجابياً أو محايداً، ومساهمة في التنمية المستدامة للمجتمع والجغرافيا المحيطة.
جامعة المستقبل الجامعة الاولى في العراق .