انت الان في كلية الفنون الجميلة

مقال بعنوان "التقنيات المعاصرة في التصوير الزيتي: تجديد الأسلوب والهوية " بقلم الاستاذ الدكتور هدى هاشم الربيعي تاريخ الخبر: 01/10/2025 | المشاهدات: 123

مشاركة الخبر :

يُعتبر التصوير الزيتي من أعرق الفنون التي ارتبطت بالتاريخ الإنساني منذ قرون طويلة، وقد حافظ على مكانته كوسيلة تعبيرية فنية رغم ظهور أساليب ووسائط حديثة. لكن مع تطور التقنيات المعاصرة، لم يعد التصوير الزيتي مقيداً بالطرق التقليدية التي اعتمد عليها الفنانون القدامى، بل أصبح فضاءً مفتوحاً للتجريب والتجديد في الأسلوب والهوية. فالمزج بين الألوان الزيتية التقليدية والمواد الجديدة مثل الأكريليك أو الوسائط الرقمية التفاعلية أتاح للفنانين ابتكار أساليب أكثر جرأة ومرونة. كما أن التقنيات الرقمية الحديثة أسهمت في تطوير مراحل التحضير والتجريب قبل التنفيذ الفعلي على القماش، مما وفر للفنان إمكانات أوسع للابتكار.
من جانب آخر، ساعدت التقنيات الحديثة في تعزيز استدامة هذا الفن، إذ أُدخلت مواد أقل ضرراً بالبيئة وأكثر أماناً على صحة الفنان، بالإضافة إلى تبني استراتيجيات إعادة التدوير في بعض مراحل العمل الفني. وهكذا أصبح التصوير الزيتي المعاصر يجمع بين الحفاظ على الهوية الفنية الكلاسيكية والسعي لإيجاد هوية جديدة أكثر انسجاماً مع متطلبات العصر.
إن الهدف الاستدامي المتحقق هنا يتمثل في الهدف الثاني عشر من أهداف التنمية المستدامة (الاستهلاك والإنتاج المسؤولان) من خلال استخدام مواد صديقة للبيئة وتقنيات تقلل من التلوث وتحافظ على الموارد الطبيعية، مما يجعل الفن وسيلة لتعزيز الوعي البيئي إلى جانب التعبير الجمالي.

جامعة المستقبل الجامعة الاولى في العراق .