خلل النطق التشنجي (SD) هو اضطراب صوتي عصبي نادر ومزمن يتميز بتشنجات لا إرادية في عضلات الحنجرة، مما يؤدي إلى صوت مجهد أو متقطع أو هوائي. وعلى الرغم من أن خلل النطق التشنجي يُعد اضطرابًا عصبيًا مميزًا، إلا أن الأبحاث تشير إلى أن اضطرابات صوتية وحركية أخرى كثيرًا ما تتواجد مع هذا المرض.
الاضطرابات الصوتية والحركية الشائعة المصاحبة
• الرعشة الصوتية:
تُعد الرعشة الصوتية من أكثر الحالات المصاحبة شيوعًا، وتوجد لدى حوالي 29% من حالات SD. وقد تظهر بشكل مستقل أو بالتزامن مع SD، مما يزيد من تعقيد الصورة السريرية للصوت وأحيانًا يصعب التشخيص.
• عسر الصوت الناتج عن توتر العضلات:
يتميز بجهد عضلي مفرط أثناء إصدار الصوت، ويمكن أن يتواجد مع SD ويساهم في زيادة التوتر وجودة الصوت غير الطبيعية.
• قصور الإغلاق الحنجري (Glottic Incompetence):
بعض مرضى SD يعانون أيضًا من قصور في إغلاق الحبال الصوتية، مما يؤدي إلى إجهاد إضافي للصوت وعدم اكتمال إغلاق الحبال أثناء الكلام.
• أخدود الحبل الصوتي (Sulcus Vocalis):
لوحظ ارتباط كبير بين مرضى SD، خاصة من لديهم مكون مبعد (abductor SD أو SD المختلط)، ووجود أخدود الحبل الصوتي، وهو خلل بنيوي في الحبل الصوتي.
• اضطرابات الحركة العصبية الأخرى:
أظهرت الدراسات انتشارًا مرتفعًا لاضطرابات الحركة الأخرى بين مرضى SD، مثل خلل التوتر العضلي الفموي الوجهي (50%)، والرعاش الأساسي (50%)، والتشنج النصفي السفلي (12%). وتشير هذه النتائج إلى وجود قابلية عصبية أوسع لدى مرضى SD، حيث يُصنف غالبًا كخلل توتر بؤري في الحنجرة.
الدلالات السريرية
يمكن أن يؤدي تواجد هذه الاضطرابات معًا إلى تعقيد عملية التشخيص والعلاج. فعلى سبيل المثال، قد تؤثر الرعشة الصوتية أو عسر الصوت الناتج عن توتر العضلات على الاستجابة للعلاجات التقليدية مثل حقن البوتوكس، وقد تتطلب نهجًا علاجيًا متعدد التخصصات وأكثر شمولية.
الخلاصة
غالبًا ما يظهر لدى مرضى خلل النطق التشنجي اضطرابات صوتية وعصبية إضافية، أبرزها الرعشة الصوتية، وعسر الصوت الناتج عن توتر العضلات، وقصور الإغلاق الحنجري، وأخدود الحبل الصوتي، واضطرابات الحركة الأخرى. إن التعرف على هذه الحالات المصاحبة والتعامل معها ضروري لتحسين التشخيص والعلاج ونتائج المرضى.
بقلم الدكتور علي حسين حمزه النصراوي
جامعة المستقبل الاولى على الجامعات الاهلية