انت الان في كلية التقنيات الزراعية

مقالة علمية للتدريسي م.م رعد طلال تومان بعنوان نبات المدراوية بين الأسطورة والواقع الطبي تاريخ الخبر: 17/08/2025 | المشاهدات: 116

مشاركة الخبر :

نبات المدراوية (Mandragora officinarum)

يُعد نبات المدراوية من أقدم النباتات الطبية التي ارتبطت بالطب الشعبي والأساطير القديمة. ينتمي إلى العائلة الباذنجانية (Solanaceae)، ويُعرف تاريخياً باسم "ماندريك – Mandrake". موطنه الأصلي مناطق حوض البحر الأبيض المتوسط وغرب آسيا، وقد استُخدم منذ العصور القديمة في العلاج والسحر الشعبي بسبب خواصه النفسية والتخديرية.

الوصف النباتي

المدراوية نبات عشبي معمّر قصير الساق، أوراقه كبيرة قاعدية متجمعة بشكل وردة قاعدية، أزهاره جرسية الشكل بلون أرجواني أو بنفسجي، بينما ثماره توتية كروية صفراء إلى برتقالية عند النضج. أهم ما يميز النبات جذوره المتشعبة التي قد تأخذ أشكالاً تشبه جسم الإنسان، وهو السبب في ارتباطه بالعديد من الأساطير.

المكونات الكيميائية الفعّالة

تحتوي المدراوية على مجموعة من القلويدات ذات التأثير الفسيولوجي، أهمها:
الهيوسيامين (Hyoscyamine)
الأتروبين (Atropine)
السكوبولامين (Scopolamine)

وهذه المركبات مسؤولة عن التأثيرات الدوائية والسمّية للنبات، كونها تنتمي إلى قلويدات التروبان (Tropane alkaloids).

الاستخدامات الطبية

رغم السمية العالية، فقد استُخدم النبات تقليدياً وطبياً في مجالات متعددة:
1. كمهدئ ومخدر: استُخدم قديماً في تحضير المراهم المخدرة وفي العمليات الجراحية البدائية.
2. علاج تقلصات الجهاز الهضمي: بجرعات دقيقة لاحتوائه على مركبات مضادة للتشنج.
3. تخفيف الألم ومعالجة الأرق: لكن الاستعمال غير المنضبط يؤدي إلى أعراض خطيرة.
4. المركبات المستخلصة منه (مثل الأتروبين والسكوبولامين): ما زالت تستعمل دوائياً في علاج تقلصات العضلات الملساء، كموسعات للحدقة، وفي بعض حالات دوار الحركة.

السُميّة والتحذيرات

المدراوية نبات شديد السُمية، حيث تؤدي الجرعات العالية من مستخلصاته إلى أعراض تسمم مثل جفاف الفم، توسع الحدقة، زيادة ضربات القلب، الهلوسة، وفقدان الوعي، وقد تصل إلى الوفاة. لذا فإن استعماله العلاجي يقتصر على المركبات المعزولة والمُحضرة صيدلانياً تحت إشراف طبي.

الأهمية العلمية

يُعد نبات المدراوية مثالاً على النباتات التي جمعت بين الجانب الأسطوري والطب التقليدي والحديث. إذ ساهمت قلويداته في تطوير عقاقير مهمة في الطب العصبي والعيون، إضافة إلى دوره في إثراء الدراسات التاريخية حول النباتات الطبية السامة.

جامعة المستقبل الأولى على الجامعات الأهلية