انت الان في كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة

مقالة علمية للتدريسية ( ا.م.د شيماء محمد ابو زيد ) بعنوان " هل تؤثر الجينات الوراثية على قدرة الرياضي " تاريخ الخبر: 09/01/2024 | المشاهدات: 226

مشاركة الخبر :

هل تؤثر الجينات الوراثية على قدرة الرياضي؟

أ.م.د/ شيماء محمد أبوزيد
أستاذ مساعد دكتور - بكلية التربية البدنية وعلوم الرياضة - جامعه المستقبل
[email protected]


في الخمسينات من القرن الماضي كان أعظم اكتشاف في علم الأحياء هو اكتشاف واطسون وكريك عام 1953 بأن المورثات (الجينات) عبارة عن لولب مزدوج من الحامض النووي(DNA) بعدها بدأ العلماء في البحث عن الموروثات وتوالت الاكتشافات وظهرت فكرة الجينات ففي عام( 1980) كان عدد الجينات البشرية التي تعرّف عليها العلماء 450 جينا وفي منتصف الثمانينات تضاعف العدد ليصل الى (1500)جينا ويعرف كل واحد منا جيدآ بأن الجينات تتحكم في الوراثة من الوالدين الى الأبناء ولكن معظم الأشخاص لا يعرفون بأن نفس هذه الجينات تتحكم ايضآ في تكاثر الخلايا وفي وظائفها اليومية المستمرة وتحكم الجينات وظائف الخلية بتحديد المواد التي تركبها في داخلها فأية بنيات وأية أنزيمات وأي مواد كيميائية تتولد فيهاوان مصطلح الجينات هو مصطلح يجمع مابين أجزاء كلمتين انكليزيتين هما (gen) والجزء الثاني (ome) أما الدلالة العلمية لهذا المصطلح فهي للأنسان والتي تعني الحقيبة الوراثية البشرية القابعة داخل الخلية البشرية وهي التي تعطي جميع الصفات والخصائص الجسمية والنفسية وانما يدلنا على وجود جين معين هو ظهور صفة معينة على الفرد وقد أصبح معلوماً بأن هناك عددا كبير من الحوادث والتفاعلات المعقدة التي تحصل مابين التفاعل الكيمياوي الأساسي الذي يبدأه الجين وبين ظهور الصفة النهائي.
* نتعرف على الرياضي الناجح من قبل جيناته

يمكن لجيناتك المتعلقة (ببنية العضلات و بقوة القلب والأوعية الدموية)على تحديد مهنتك الرياضية. يمكنك تغيير حياتك من خلال فحوصات علم الوراثة الرياضية ، والتي تسمح لك بتحديد أدائك الرياضي وفروع الألعاب الرياضية التي تثير اهتمامك.
مع الجين الذي يحدد قوة وتحمل بنية عضلاتك ، يمكن فحص البنية والتغييرات في جيناتك التي تحدد قدراتك القلبية الوعائية بسهولة من قبل العلوم الوراثية. تمنحك بنية هذه الجينات بعض الأدلة حول كيفية توجيه حياتك الرياضية. إذا كنت مهتمًا أكثر بالرياضة ، يمكنك معرفة ما إذا كنت ستحدث فرقًا مع قوتك.
من خلال خبرة علم الوراثة ، يمكنك بسهولة أخذ اختبار علم الوراثة الرياضية في مركزنا والوصول إلى النتائج في وقت قصير.
* مشروع الخريطة الوراثية

ان هذا المشروع هو اكبر حدث علمي في الآونة الأخيرة والذي يقارن باكتشاف العجلة واكتشاف الطاقة الذرية وهو ما اعلنه الرئيس الامريكي ورئيس الوزراء البريطاني في عام 2000 حيث اعلنا عن اكمال مشروع الجينات البشري او مشروع الخريطة الوراثية للأنسان مما يعتبر حدثا مهما جدا وقد وصفوه بأنه أهم من الوصول الى القمر وتلخص بأكتشاف العلماء في الكشف عن خريطة الكروموسومات في الأنسان والذي يبلغ 23 في الخلية الواحدة من خلايا الجسم التي تقدر بالملايين وهي التي تحمل جميع المعلومات الوراثية للأنسان وهي بواسطتها تنتقل الصفات الوراثية من جيل الى أخر وهذه الكرموسومات الموجودة داخل الخلية مصنوعة من حامض الDNAالذي يحتوي على اربعة انواع من النيوكلوتيدات يبلغ عددها في الخلية الواحدة (3) مليارات من الحروف الوراثية وتكمن عظمة هذا الأكتشاف في كونه سوف يساعد على تفادي الأصابة بعدد كبير من الأمراض قد يصل الى اكثر من خمسة الاف مرض من بينها (الزهامير، التقزم، بعض السرطانات، هشاشة العظام، التهاب المفاصل، الربو، امراض لقلب، السكر،)وكما يوفر ادوات مهمة للتشخيص والعلاج وبالرغم من الأهمية العلمية لهذا الأكتشاف الاّ انه له اثار الكثير من القضايا الفلسفية والعلمية المرتبطة بالسلوك البشري ومن الممكن في المجال الرياضي ان يثير مثل هذا الأكتشاف كثيرآ من القضايا الهامة سواء على مستوى الرياضة بهدف الصحة والوقاية من الأمراض المختلفة او على مستوى الرياضة التنافسية وكذلك الأحتراف الرياضي وكذلك يمكن الأستفادة من هذا المشروع في مجال الأنتقاء للرياضيين الموهوبين وقد أتضح من هذا المشروع ان الجينيوم البشري يحتوي على نحو (30-40)ألف جين تظمها (3) مليارات وحدة في كل من الخلايا الجسم الذي يبلغ عددها نحو ملايين الخلايا.


* أعماق الوراثة الرياضة

بعد الدراسات العلمية على الرياضيين الناجحين في العالم ، تم تحديد بعض الجينات المتعلقة ببنية العضلات والقدرة القلبية الوعائية.
من المعروف أن التغيرات الوراثية التي تحدث داخل جين ACTN3 ، وهو أحد التركيبات التي تشكل العضلات والتي تزيد من إنتاج الأكتين ، تؤثر على بنية العضلات وبالتالي على الأداء الرياضي.
خصوصا ، تؤثر التغييرات في 577 نقطة من الجين ACTN3 (R577X) على الأداء الرياضي عن طريق تغيير هيكل العضلات. يتم إنتاج ألفا أكتين -3 بشكل أقل في هذه التغييرات. وفقا لذلك ، يتم تقليل القدرة على تحقيق قوة سريعة ولكن لوحظ زيادة في اتجاه القدرة على التحمل.
بالإضافة إلى ذلك ، فقد ثبت أن التأثير الإيجابي لمنطقة الجين ACE فعال على الأداء الرياضي وعلى قدرة القلب. لوحظ انخفاض قدرة القلب لدى الأشخاص الذين يعانون من قصور (حذف) من منطقة الجين. ACE في المقابل ، يمتلك الأفراد الذين لديهم جين ACE طويل (مدمج) قدرة عالية على القلب.
اليوم، قد تكون محددة سلفا بنية العضلات و قدرة القلب والأوعية الدموية وعلى التوالي لمعرفة قدرة الجين ACEو ACTN3 من قبل أشخاص الذين تم عليهم الفحص والأداء الرياضي التي هي عرضة للإصابة.
صناعة البطل الرياضي
كثير من العلماء والخبراء أكدوا على ان الرياضي يولد ومن ثم يصنع ولازال هذا التساؤل يجذب الكثير من أهتمام الباحثين حول دراسة دور العوامل الوراثية (الجينية) حيث مازالت هذه الدراسات في بدايتها حيث تظهر الفروق الوراثية بين الرياضيين عند تحقيقهم المستويات العليا في الأداء غير أنه لايمكن ضمان الرياضي بدون التدريب المكثف فالرياضي الذي يمتلك رصيدآ جينيآ لتحمل السرعة ولكن ليس لديه الحماس في الرغبة عن التدريب لايمكن أن يصل الى الرياضي الذي لا يمتلك او يمتلك رصيدآ اقل من الجينات ولكنه يتدرب أكثر ولكي أن تظهر العوامل الوراثية أي تأثيرها يجب أن توفر الظروف التي تساعد على ذلك مثل التدريب الجيد والمساندة العلمية الرياضية وهنا نطرح السؤال حول هذا المجال في التفوق الواضح لمتسابقي العدو والجري للأفارقة فهل هم أكثر موهبة من الناحية الجينية، فعند المقارنة لمتسابقي الجري للأفارقة يلاحظ أنهم أفضل من متسابقي الجري البيض في الأنشطة الرياضية( القصيرة – السريعة) وهذا يعود الى دور الوراثة في صناعة البطل الرياضي أذن لازال الجدل والصراع بين العلماء حول أن الرياضي بأنه يولد ومن ثم يصنع والبعض الأخر قدم دليلآ على أن الرياضي يصنع من خلال الخبرة الرياضية والساعات التي يقضيها في التدريب أكثر من الذي دعا بأن الرياضي يولد ولايمكن صناعة البطل بدون تدريب مكثف لذلك يقترح (krithdiavis) 2001 نظرية النظم الديناميكية وهي بمعنى ان على المدربين وعلماء الرياضة أن يتفهموا بأن هناك محددات كثيرة لتحقيق النجاح تختلف من رياضي الى أخر وهي التي تحدد مستوى النجاح وتشمل العوامل الوراثية (الجينات) ونوعية وخبرة التدريب ومستوى الثقافة الأسرية والأجتماعية ومدى توفير الأجهزه والأدوات والأمكانات وكيفية تفاعل هذه العوامل بعضها مع البعض ويضيف أن دور الجينات في تحقيق المستوى العالي للأداء الرياضي يبلغ نسبة 20% . أما رأي بهذا الصدد أن الرياضي يولد ومن ثم يصنع حيث يجب أن تتوفر الكثير من العوامل المهمه والتي من شأنها أن تساهم في أيجاد البطل الرياضي ولنا القول أهم هذه العوامل هي الأستعدادات الوراثية فمثلآ رياضي تكون لديه أستعدادات وراثية مثل الطول وضخامة الجسم ليكون لاعبآ في كرة السلة فيجب أن تكون لديه القدرة على التكيف السريع للتدريب على رياضة كرة السلة مقارنة مع رياضي ليست لديه القدرة على التكيف والتدريب حتى يصل الى الأنجاز العالي.
* فوائد ومضار التعامل الجيني في المجال الرياضي
أن أكتشاف خريطة الجينيوم البشري للأنسان كما له فوائد كثيرة فأن له وجهآ أخر لو تم أساءة أستخدامه وخاصة في المجال الرياضي حيث أصبح الفوز بألميدالية الذهبية الأولمبية وما تحققه للرياضي من مكاسب مادية هدفآ يجعل البعض مستعدآ لمواجهة الخطر في سبيل تحقيقه وهناك ثلاثة مجالات يمكن للرياضة أن تتعامل خلالها مع الجينات وهي:
1-.العلاج الجيني:
العلاج الجيني هو مدخل للعلاج أوالتداوي والوقاية من المرض بواسطة تغيير جينات الفرد ويعتبر العلاج الجيني ما زال في طفولته في مرحلة الدراسات والتجربةوهو يستهدف الجسم أو خلايا البويضة أو الحيوان المنوي وقد أستطاع علماء الوراثة أن يخطوا خطوات متقدمة في العلاج الجيني في أتجاه أيلاج جينات مصنعة الى الجسم لتقوم بأنتاج بروتين علاجي يقوم بألحد من أنتشار المرض ويخفف الشعور بألالم وبالرغم من أن هذه الطريقة مازالت تحت التجربة بالنسبة للأنسان غير أنها حققت نجاحآ كبيرآ في التجارب على الحيوانات وعند النجاح على الحيوانات يمكن تجربتها على الأنسان بهدف علاج الكثير من الأمراض والأصابات التي تصيب الرياضيين والتي تسبب أعتزال الكثير منهم وهم في قمة مستواهم الرياضي فمن خلال النقل الجيني يمكن علاج أصابة الأربطة والعظام والغضاريف والأنسجة وعلاج الكسور والتي تشكل حوالي 15% من متسابقي الجري وهناك أمثلة على رياضيين أعتزلوا الراضة في أعمار صغيرة نتيجة لمثل هذه الأصابات مثل لاعب كرة القدم أجري له أربع عمليات جراحية وكذلك مشهد عداء ال400 متر حينما كان يعرج على مضمار برشلونة عام 1992 والذي أجري له (13) عملية جراحية في ركبته ومفصل القدم كما يؤدي العلاج الجيني الى سرعة الشفاء وعودة الرياضي الى الملعب بأسرع وقت ممكن وهذا هو الجانب الأيجابي للأستفادة من الجينات في المجال الرياضي.
2.الأنتقاء الرياضي:
أنه يمكن التنبؤ أو التعرف على الخصائص المميزة للرياضيين منذ البداية من خلال الجينلت فقد جرت عدة دراسات لأيجاد الجينات المساعدة على التنبؤ بالمقدرة الرياضية الطبيعية ويستخدمون في ذلك سحب عينات الدم في الرياضيين ذوي المستويات العالية للمساعدة على معرفة الفروق الجينية وقد أكتشف نفس هولاء الباحثين أن لاعبي التجذيف لديهم شفرة جينية تساعدهم على صحة الجهاز الدوري وهناك دلائل على أنه أبطال العالم في مسابقات التحمل لديهم الأفضلية الجينية في الحد الأقصى لأستهلاك الأوكسجين وقابليته للزيادة مع التدريب أمكانية الوصول الى حد أقصى لمعدل القلب وقد أمكن (لرودولف كوفر) أن يقدم بعض الأستنتاجات في المجال التطبيقي للأنتقاء وتشمل :
أ.أثبتت الدراسات الوراثية أن للوراثة دور كبير في التأثير على بعض السمات الجسميةوالمقدرات الحركية والرياضية وتعتبر الجينات هي السبب الرئيسي للفروق في مستوى الصفات الحركية والرياضية بين الأفراد الذين يعيشون في بيئات متماثلة.
ب-من المهم جدآ من وجهة نظر الأنتقاء الرياضي معرفة السمات الجسمية والقدرات الحركية ومدى أرتباط كل منهما بالوراثة حيث يمكن من خلال ذلك التنبؤ بدرجة معنوية أكثر.
ج-لايمكن للصفات الوراثية وحدها أن تصل بالفرد الى تحقيق أقصى نمو حركي ورياضي بدون تجهيزات البيئة المثلى لذلك.
3.تحسين الأداء الجيني:
يقول( ديك) رئيس اللجنة العالمية لمكافحة المنشطات أن العلاج الجيني أصبح له القوة في الثورة الطبيّة لعلاج الأمراض وتحسين نوعية الحياة ولكن للأسف هذا التكتيك مثله كغيره يمكن أساءة أستخدامه لتحسين الأداء الرياضي وأن نفس هؤلاء الأشخاص الذين يغشون في الرياضة اليوم سوف يجدون طرق أساءة أستخدام الجينات فالتنشيط الجيني لتحسين الأداء الرياضي ليس فقط عملآ غير أخلاقي ولكنه يطرح مجموعة كبيرة من الأخطار الصحية على الرياضيين وعلى سبيل المثال أن الطرق التي أستخدمت في دراسات على الحيوانات يمكن أستخدامها لعلاج الأصابات الرياضية وفي نفس الوقت لتحسين الأداء الرياضي حيث يقوم العلماء بأيلاج خلايا معينة في خلايا العضلة على أمل مساعدة الأطفال المصابين بالضمور العضلي وبالتالي يمكن أستخدام مثل هذا التكتيك مع الرياضيين وبصفة عامة فأن من بين ما يستهدف تحسين الأداء الجيني تطويره هو تنمية صفات القوة العضلية والتحمل وقد بذلت محاولات في هذا المجال أمكن التوصل الى بعض الجينات التي تساعد على تحقيق ذلك بالنسبة للرياضين أن كان البعض يرى أنها مازالت مجرد تجارب على الحيوانات ويرى البعض الأخر أنها قد بدأت فعلآ ولو بأساليب سرية ولكن لاتوجد دلائل توكد أستخدامها ولعل مايشير مخاوف العلماء وقوى الشك لديهم من خلال بعض الظواهر الرياضية الغريبة مثل :
في عام( 2001) حصلت المتسابقة الصينية على المركز الثاني في سباق (400)متر حواجز وبالرغم من أن عمرها (15)سنة،ثم (7)ميداليات ذهبية خلال ثلاث دورات أولمبية وأنهم في ذلك الوقت يستخدمون أعادة حقن الدم لزيادة خلايا الدم الحمراء بهدف زيادة الهيموكلوبين وبالتالي زيادة الأوكسجين والمقدرة على التحمل والمقاومة وكما أن هناك جينات مرشحة لزيادة التحمل الهوائي هناك جينات أخرى مرشحة لزيادة القوة العضلية والسرعة.

* جينات زيادة القوة العضلية والسرعة
تعتبر القوة العضلية من الصفات البدنية الأساسية التي تعتمد عليها جميع الأنشطة الرياضية بدرجات مختلفة كما يتأسس عليها تنمية الصفات البدنية الأخرى وترتبط تنمية القوة العضلية بعاملين رئيسين هما:
أ‌-التضخم العضلي.
ب‌-التعبئة العصبية.
ويستخدم الرياضيون أنواع مختلفة مثل الهرمونات البنائية لزيادة الكتلة العضلية ولكن مع التطور المستقبلي يقول(dik pound) أننا سوف ننظر الى الهرمونات البنائية التي أستخدمها العداء الكيني (بن جونسون) على أنها تعتبر عملآ يمكن تشبيهه بالنقوش التي يرسمها الأنسان البدائي على حوائط الكهوف في الأزمنة القديمة أذا ما قورنت بما يمكن أن تقدمه الهندسة الوراثية وهناك بعض الجينات التي لها العلاقة بالتضخم العضلي أظهرت التجارب على الحيوانات نجاحها كما يمكن يستخدم البعض منها في العلاج الجيني.