انت الان في كلية القانون

أثر وسائل الإنجاب الإصطناعية على الحد من التفريق للعقم تاريخ الخبر: 17/11/2022 | المشاهدات: 256

مشاركة الخبر :

أثر وسائل الإنجاب الإصطناعية على الحد من التفريق للعقم
تعريف وسائل الإنجاب الإصطناعي :
عرف المشرع الإماراتي وسائل الإنجاب الإصطناعي بأنها (( الوسائل الطبية التي تساعد على الحمل والإنجاب بدون إتصال طبيعي )).
أما فقهياً فقد عرفت بأنها (( مجموعة من العمليات المختبرية التي تبدأ بسحب السائل المنوي وتنتهي بإخصاب البيضة وإنشطارها سواءً تم التلقيح داخليًا أم خارجيًا)).
أنواع الإخصاب الإصطناعي :
1- الإخصاب الداخلي : ويعني حقن الحيوانات المنوية للرجل في المكان المناسب من مهبل المرأة أو في رحمها أو في قناتي فالوب أو في عنق الرحم أو في حويصلة البيضة داخل المبيض مباشرةً لغرض الإخصاب ، من خلال مجموعة من العمليات المختبرية التقنية والطبية.
2- الإخصاب الخارجي : ويتم هذا التلقيح خارج الرحم ؛ إذ يتم إنتزاع البيضة ثم تلقيحها بمني الرجل في إنبوب ، ثم يتم زرع البيضة المخصبة في رحم المرأة التفريق للعقم :
التفريق يكون على نوعين هما :
1- التفريق الإرادي : ويسمى الطلاق الرجعي يتم بإرادة أحد الزوجين ، إما بإيقاعه بإرادة الزوج لفظًا أو بإرادة الزوجة إن كانت مفوضة أو موكلة به ، وأثر هذا الطلاق إنه ينقص من عدد الطلقات وللزوج مراجعة زوجته وقت العدة شائت أم أبت ، وينتهي بإنتهاء العدة وبعدها ينقلب إلى طلاق بائن بينونة صغرى ، ويرث كل من الزوجين الآخر في فترة العدة وتستحق المطلقة النفقة والسكنى.
2- التفريق اللاإرادي : ويسمى بالطلاق البائن ، وفيه لايستطيع الزوج مراجعة زوجته إلا بعقدٍ ومهرٍ جديدين ، ويتم إما بحكم القاضي أو بإرادة الزوجين كليهما أو تفريقًا شرعيًا للظهار أو اللعان أو الإيلاء،ولاتوارث بين الزوجين وهذا هو الطلاق البائن بينونة صغرى ، وهنالك نوع آخر من الكلاق البائن هو الطلاق البائن بينونة كبرى ؛ وبموجبه لايستطيع الزوج مراجعة زوجته إلا بعد أن تتزوج من رجلٍ آخر ، ويدخل بها حقيقةً ثم يفارقها لطلاقٍ أو لوفاةٍ ثم يستطيع الزوج إعادتها إلى عصمته بمهرٍ وعقدٍ جديدين.
مما تقدم ذكره يتبين لنا إن الطلاق البائن بنوعيه يقطع العلاقة الزوجية ويرفع قيد الزواج في الحال منذ لحظة وقوعه ، بينما الطلاق الرجعي فإنه لايقطع العلاقة الزوجية في الحال ، ويرفع قيد الزواج في المآل ، وتأسيسًا على ذلك فإن العلاقة الزوجية في فترة عدة الزوجة من الطلاق الرجعي تظل قائمةً وغيرمنقطعةٍ وغير منحلةٍ ، بإنتظار إنتهاء فترة العدة بدون أن يراجع الزوج لزوجته ، لينقلب الطلاق حينها من طلاقٍ رجعيٍ إلى طلاقٍ بائنٍ بينونةٍ صغرى، والعكس تمامًا هو الحكم في الطلاق البائن فهو يرفع قيد العلاقة الزوجية في الحال دون إنتظارٍ أو مهلةٍ أو مدةٍ معينةٍ ، ويبدو إن الإخصاب الإصطناعي في فترة الطلاق الرجعي جائز بإتفاق الفقهاء ؛ لأن الزواج لم ينقطع بعد ، والزوجية لا تزال قائمة طيلة فترة عدة الزوجة من الطلاق الرجعي ، أما في الطلاق البائن بكل صوره وأشكاله ، وكذلك الطلاق الرجعي بعد إنتهاء عدة الزوجة ، فإنه تنقطع العلاقة الزوجية في الحال ، وترفع الحلية بين الزوجين بشكلٍ مطلقٍ .
وقد إختلفت آراء الفقهاء إلى عدة إتجاهاتٍ ، لبيان الحكم الشرعي لأثر التعامل بوسائل الإنجاب الإصطناعي ودورها في الحد من التفريق للعقم ، إلى ما يأتي:
1- القائلون بالجواز المطلق : وأصحاب هذا الإتجاه أجازوا الإخصاب الإصطناعي اللاحق للطلاق الرجعي، مطلقًا ، كون الزوجية قائمة حكمًا، وبهذا أخذ السيد الخوئي ، والسيستاني ، والسيد كاظم الحائري ، وصادق الشيرازي ، واليعقوبي، والإيراوني .
2- القائلون بالمنع المطلق : وأصحاب هذا الإتجاه منعوا الإخصاب اللاحق للطلاق البائن بشكلٍ مطلقٍ ، وهم أغلب الفقهاء المسلمين ، ومنهم السيد السيستاني ، ومحمد سعيد الحكيم ، وصادق الشيرازي ، واليعقوبي ، بينما أجاز البعض هذا الإخصاب بعد الطلاق البائن مثل السيد كاظم الحائري ، والاردبيلي ، وبعضهم منع هذا النوع من الاخصاب بشكلٍ مطلقٍ سواء أكان الطلاق بائنًا أم رجعيًا .
3- المفصلون : وهؤلاء فصلوا الجواز بالإخصاب إلى ما يأتي :
أ‌- أجازوا البعض ذلك بشرط أن يكون الإخصاب في فترة عدة الزوجة ، والحصول على رضا الزوج وموافقته .
ب‌- أجازوا البعض ذلك بشرط الحصول على رضا الزوج المسبق وفي حياته.
ت‌- وبعضهم أجاز زرع اللقيحة بعد الفرقة ، إذا مان التخصيب تم في أثناء قيام الزوجية بين الزوجين ، ومنهم سيد محمد سعيد الحكيم ، واليعقوبي
ث‌- وبعضهم أجاز الإخصاب الخارجي فقط ، ومنهم الآردبيلي .
4- المتوقفون : وهؤلاء قالوا بالتوقف عن بيان الحكم الشرعي ؛ وذلك لإنعدام الدليل للجواز في نظرهم ، أو لرجحان دليل الحرمة والجواز في نظرهم ، وهذا هو إتجاه السيد محمد تقي المدرسي .

م.م ثامر عبد الجبار السعيدي
تدريسي في قسم القانون