انت الان في كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة

مقالة علمية بعنوان " الاستلقاء على الأرض.. استرخاء للجسد والنفس " للتدريسية في كلية التربية الرياضية (طيبة فيصل جابر ) تاريخ الخبر: 03/04/2024 | المشاهدات: 228

مشاركة الخبر :

تمدد الأوعية الدموية في الجلد يساعد على استرخاء الأطراف والعنق والكتفين.
يؤكد خبراء اللياقة البدنية على فوائد الاستلقاء على الأرض وقدرته على تمكين الجسم من الاسترخاء. ويساعد استرخاء الجسم في تحسين الأداء، وتنشيط الذاكرة، وتقليل الشعور بالتعب والإرهاق؛ كما أنه يخفف من آلام العضلات. ومن المفيد أثناء الاستلقاء على الأرض التنفس بعمق أيضا، كما هو الحال في تمارين اليقظة الذهنية.
نيويورك - ينتشر حاليا على مواقع التواصل الاجتماعي اعتقاد بأن الاستلقاء على الأرض يساعد على استرخاء الجسد والنفس على حد سواء. فما مدى صحة هذا الاعتقاد؟
للإجابة عن هذا السؤال، قال أستاذ علم النفس آلان فوغل في مقال نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية إن هذا الاعتقاد الشائع صحيح، معللا ذلك بأن الاستلقاء على الأرض يمتاز بتأثير مهدئ.
وأوضح فوغل أنه في هذه الوضعية المعروفة في اليوغا باسم وضعية “السافسانا” يتناغم الجسم والذهن والنفس بشكل أساسي مع بعضها البعض؛ حيث يكون المرء أكثر وعيا بأحاسيسه الجسدية وأقل انشغالا بالأفكار والأعباء، التي تشغل باله وتؤرقه وتسبب له التوتر النفسي.
وأضاف أستاذ علم النفس أنه من المفيد أثناء الاستلقاء على الأرض التنفس بعمق أيضا، كما هو الحال في تمارين اليقظة الذهنية؛ حيث يساعد التنفس بعمق على توجيه الانتباه نحو الداخل، ومن ثم يشعر المرء عند النهوض بالاسترخاء على المستوى الجسدي والذهني والنفسي.
واليوغا بشكل عام هي رياضة للجسم والعقل، تمتدّ لأصول تاريخيّة قديمة في الفلسفة الهندية، وتتعدّد أنماطها التي تجمع بين تقنيات التنفّس، والاسترخاء، والتأمّل، والحركات الجسدية.
وقد أصبحت لليوغا اليوم شعبية كبيرة؛ كونها تعدّ شكلاً من أشكال التمارين الجسدية التي تعتمد على وضعياتٍ جسدية معينة، بهدف تحسين السيطرة على العقل، والجسم، والحصول على الراحة.
في هذه الوضعية المعروفة في اليوغا باسم "السافسانا" يتناغم الجسم والذهن والنفس بشكل أساسي مع بعضها البعض
أما تمارين السافسانا تحديدًا فهي ممارسة الاسترخاء الكلاسيكية والأساسية وإحدى حركات اليوغا المتعارف عليها في النوادي النسائية فهي تستحضر بوعي شعور استرخاء الأطراف والعنق والكتفين وبالتالي جميع أعضاء الجسم. ويصاحب هذا الاسترخاء التأملي شعور لطيف بالدفء، لأن الأوعية الدموية في الجلد، على وجه الخصوص تنفتح.
وتسمى السافاسانا أيضا “مرتزانا”، وهي تعني “جثة” في السنسكريتية. وفي هذه الحركة الكلاسيكية لليوغا يتم تقليد الجثة، باعتبارها مجازًا كاملاً للاسترخاء. مع ذلك، يسترخي الشخص بوعي وليس على سبيل المثال كالاسترخاء عند النوم أو الإرهاق. هذا هو السبب الأساسي في صعوبة إتمام هذه الطريقة.
ولممارسة السافسانا، على الشخص النوم على بطانية أو سرير أو حصيرة اليوغا والتأكد من أن المكان خال من السحب والغرفة غير مضاءة بشكل كبير.
وما عليه فعله هو الاستلقاء على ظهره، على أن تكون اليدان فضفاضتين بجوار الجسم، ووضع القدمين بالقرب من بعضهما البعض، لكن من دون الالتصاق، وإغماض العينين والتركيز على التنفس. والتنفس ببطء وعمق ليصبح التنفس أكثر دقة وغير محسوس.
كما على الشخص محاولة ترخية الفك السفلي واللسان والجفون ثم إراحة بقية الجسم من الأعلى إلى الأسفل والظهر. وفي نهاية المطاف، سيشعر الجسم بكثافة كبيرة وسوف يشعر فقط بنفس خفيف.
الآثار الصحية للسافسانا تتكون أساساً من استرخاء الجسم والعقل لتحصل جميع أعضاء الجسم على الراحة
ينبغي البقاء في هذه الوضعية لمدة 15 إلى 20 دقيقة.
ومع مرور الوقت، ستصبح السافسانا أسهل، ليعتاد عليها المتدرب، رجلا كان أو امرأة، وتصبح ممارستها اليومية ضرورة له، مما سيساعده في النوم من دون عناء.
ويشير الخبراء إلى أن الآثار الصحية للسافسانا تتكون أساساً من استرخاء الجسم والعقل لتحصل جميع أعضاء الجسم على الراحة، وتختفي بعدها التوترات والتشنجات، وينخفض ضغط الدم.
وفقًا لكتيبات اليوغا، فإن السافسانا علاج وداعم للشفاء من الأمراض والاضطرابات مثل فقر الدم وارتفاع ضغط الدم والذبحة الصدرية، ومرض السكري والتعب، والصداع، والعصبية والأرق والتوتر.
ويذكر أن كل حصّة سافاسانا تستمر من خمس إلى عشر دقائق تقوم خلالها المتدربة بالوضعيّات المناسبة التي قد تكون صعبة في المرّات الأولى، إلّا أنّها تهدف إلى الاسترخاء وتتركها منتعشة ومستعدّة لمحاربة التّوتّر في حياتها اليوميّة. لذلك، ينصح الخبراء المرأة بألا تتردّد في خوض تجربة جديدة.
وتوجد للاسترخاء العديد من الفوائد العقلية والجسدية كما أنه يساعد على التخفيف من حدة الأعراض النفسية مثل الاكتئاب والقلق المستمر بالإضافة إلى التخفيف من ظهور أعراض انفصام الشخصية.
من المفيد أثناء الاستلقاء على الأرض التنفس بعمق أيضا، كما هو الحال في تمارين اليقظة الذهنية
كما تساعد ممارسة التمارين على خفض معدل ضربات القلب، وتقليل ضغط الدم بالإضافة إلى نقص استهلاك الأكسجين وخفض معدل التنفس؛ وبالتالي فإنها تساعد في خفض التوتر وإزالة القلق وتحسين المزاج.
وهناك العديد من أنواع الاسترخاء التي تساعد في خفض التوتر كما أنها تساعد أيضاً على استرخاء الجسم واستعادة الهدوء والنشاط للعقل والجسد، وفيما يلي أفضل 10 طرق تساعد على الاسترخاء:
• ممارسة التأمل يومياً في مكان هادئ لمدة 10 إلى 20 دقيقة والجلوس في وضع مسترخ ومريح للأعصاب وتكرار كلمة من الكلمات المحفزة مثل الحب والسلام والتفاؤل وغيرها مع التنفس بعمق.
• المشاركة في الأنشطة اليومية التي تساعد على الاسترخاء مثل: رياضة الجري والوثب والمشي أو العزف على الآلات الموسيقية أو حتى الاكتفاء بالاستماع إلى الموسيقى الهادئة المريحة للأعصاب كذلك ممارسة الأنشطة المنزلية الممتعة مثل الحياكة والكروشيه.
• استخدام الزيوت العطرية في جلسات تدليك الجسم والاسترخاء العميق، واسترخاء العضلات والتخلص من التوتر.
• ممارسة تمارين التنفس العميق ويقصد به التنفس من خلال البطن مع مراقبة حركة الحجاب الحاجز وليس التنفس الطبيعي عن طريق الصدر (الشهيق ببطء عن طريق الأنف والزفير من خلال الفم)، وتعمل تمارين التنفس بدورها على تقليل إفراز الجسم لهرمون الكورتيزول وهو الهرمون الذي يفرز أثناء التوتر والقلق؛ لذا فإن التنفس بعمق يحد من التوتر ويساعد على استرخاء الجسم.
• استخدام بعض الأعشاب الطبيعية مثل: زهرة الآلام أو زهرة العاطفة ومستخلص الكافا التي تساعد على الاسترخاء وخفض التوتر.
• اللجوء إلى أخصائي نفسي في معظم الأحيان وقد ينصح حينها بتناول مضادات القلق، وهي أدوية يصفها الطبيب ويمكن الاستمرار عليها لفترة وتناولها بجرعات مناسبة لحين تحسين الحالة المزاجية؛ إذ تساعد هذه الأدوية أيضا على الاسترخاء والتخلص من القلق الزائد والتوتر وعلاج الضيق والحزن.
• الذهاب في رحلات غير تقليدية أو مكان هادئ والاستمتاع بجمال الطبيعة ومشاهدة البحار والمحيطات والشلالات والسماح للنفس بالامتلاء بالهواء النظيف الذي يساعد على صفاء الذهن وتنشيط الذاكرة.
• كذلك يساعد استرخاء الجسم في تحسين الأداء، وتنشيط الذاكرة، وتقليل الشعور بالتعب والإرهاق؛ كما أنه يخفف من آلام العضلات والآلام المزمنة، ويساعد الاسترخاء أيضاً في التخلص من الغضب والمشاعر السلبية مثل الإحباط وخيبة الأمل كما يساعد في زيادة الثقة بالنفس والإقبال على الحياة بلا ضغوط.