انت الان في كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة

مقالة علمية بعنوان " علم البيوميكانيك والتحليل الحركى في مجال التدريب الرياضى " للتدريسي في كلية التربية الرياضية ( أ.د/ سعد فتح الله العالم ) تاريخ الخبر: 16/04/2024 | المشاهدات: 100

مشاركة الخبر :

غزت التكنولوجيا الحديثة مجال التدريب الرياضى لتساعد المدرب علي تحديد ما يمتلكه اللاعب من قدرات وتوضيح القصور وابراز افضل ما لديه من قدرات من خلال تحسين الاداء وتطوير اساليب التدريب وصناعة الادوات المستخدمة في التدريب.
وأن فهم العوامل الميكانيكية المؤثرة في الحركات الرياضية له أهمية كبيرة نظرا لدوره الهام في تطوير مستوي الأداء ، حيث يساعد ذلك المدربين على فهم خصائص ومحددات الأداء الحركى مما يساعد بدوره على تصميم تدريبات تتناسب مع طبيعة الأداء المهارى ومتطلباته مما يؤدى الى تطوير العوامل الحاسمة للأداء.
كما أن إتقان وترقية الأداء المهارى يرتبط بمدى صحة ودقة جميع التفصيلات الجزئية أثناء أداء المهارة ، فالتقييم الدقيق للخصائص البيوميكانيكية التي يقترن تحسنها بتحسن مناظر في مستوى الأداء المهارى يحقق الحكم الموضوعي على مستوى إتقان الأداء مما يسهم في تحسينه وتطويره.
ويلعب التحليل البيوميكانيكي دوراً هاماً في التدريب الرياضي حيث يهتم بتحليل ودراسة الأداء والبحث في العوامل المؤثرة بهدف الوصول إلي أنسب الحلول للمشاكل الحركية لتحقيق أفضل انجاز حيث يمثل قياس الأداء الحركي المعيار الحقيقي الذي يمكن الاعتماد عليه في التقييم الموضوعي لأي مهارة حركية.
وتتمثل الواجبات الأساسية لعلم البيوميكانيك فى المجال الرياضى فى تحليل وتوضيح وتعديل طرق الاداءات الفنية والفردية الخاصة بالألعاب المختلفة سواء كان ذلك فى مراحل التعلم الحركى أو التدريب للوصول بالحركة الى أقصى كفاءة ممكنة.
كما يلعب علم البيوميكانيك دورا هاما فى حل المشكلات التى تواجه الباحثين والمدربين فى المجال الرياضى وذلك من خلال الدراسات والبحوث العلمية التى تعتمد على المزج بين النماذج النظرية والعملية فى المجال الرياضى.
تعريف علم البيوميكانيك.
هو العلم الذي يهتم بدراسة تطبيق القوانين والمبادئ الميكانيكية على سير الحركات الرياضية تحت شروط بيولوجية معينة ، ويقصد بهذه الشروط الخصائص التشريحية والوظيفية والبدنية والنفسية ، حيث تؤثر الخصائص البيولوجية لجسم الإنسان على تطبيق القوانين الميكانيكية العامة على الجسم البشرى ، كما يعتبر علم البيوميكانيك أحد الركائز الأساسية التى ترتكز عليها طرق ووسائل القياس والتقويم فى شتى مجالات التربية البدنية والرياضة؛حيث يهدف إلى تحليل جميع الحركات الرياضية لفهم التكنيك بمختلف النظم والإجراءات العلمية, كما يهتم بتطويرعمليات التدريب معتمدا فى ذلك على نتائج البحوث العلمية.
وينقسم علم البيوميكانيك إلى قسمين وهما البيوستاتيك Biostatics والبيوديناميك Biodynamics وينقسم علم البيوديناميك داخليا إلى قسمين وهما الكينماتيكKinematics و الكيناتيك Kinetics
التحليل الحركي.
يعرف التحليل الحركى بأنه هو الوسيلة المنطقية التى يتم بمقتضاها تناول الظاهرة موضع الدراسة بوضوح من خلال تجزئتها الى عناصرها الاولية المكونة لها ودراسة كل من هذه العناصر على حده مما يسهم فى الوصول الى فهم أعمق لهذه الظاهرة.
كما أن التحليل الحركى "وسيلة من وسائل القياس فى علم البيوميكانيك يتم من خلاله التعرف على تغيرات الحركة طبقا للهدف منها ودراستها بصورة أكثر تفصيلا من حيث مكوناتها مما يحقق مستوى أعلى من الدقة عن دراستها بالعين المجردة.
وينقسم التحليل الحركى الى نوعين أساسين هما :-
- التحليل الحركى الكمى: يعتمد على الحصول على معلومات كمية عن الظاهرة موضع الدراسة, وذلك عن طريق وسائل القياس المختلفة وينقسم التحليل الحركى الكمى بدوره الى تحليل كينماتيكى وتحليل كيناتيكى, كما يلعب التحليل الحركى الكمى دورا كبيرا فى مجال العاب القوى حيث يساعد على تحسين مستويات الاداء من خلال مقارنة تكنيك مسابقة معينة بتكنيك أخر, أو مقارنة محاولة بمحاولة أخرى لنفس المتسابق, اومقارنة اداء المتسابق بأداء متسابق اخر, بالإضافة الى تحسين عمليات التغذية الراجعة .
- التحليل الحركى الكيفى: يعتمد على الحكم الذاتى على الظاهرة موضع الدراسة وفقا للعين الخبيرة و ذلك من خلال دراسة الحركة بشكل شامل.
ويعد الاداء الحركى هوالمقياس الموضوعى الذى يمكن أن نستند اليه عند تقيم أداء المتسابقين , ومن وجهة النظر البيوميكانيكية هو عبارة عن نظام ديناميكى معقد لتراكيب الأفعال الحركية القائمة على الإستخدام الأمثل للإمكانات الحركية والموجهه نحو الهدف خلال النشاط المحدد والتى تؤدى الى بلوغ المستويات العالية
وقد ساعدت جهود علماء البيوميكانيك فى المجال الرياضى على تبسيط و فهم القوانين المختلفة التى تحكم حركة الإنسان ومن أهمها طبيعة عمل الجهاز العصبى العضلى و ذلك من خلال النمذجة و التحليل الحركى للحركات المختلفة والذى ساعد بدوره على تطوير النماذج الجسمية للأداءات الحركية المختلفة .