انت الان في كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة

الاشراف التربوي في العلمية التعليمية تاريخ الخبر: 13/11/2020 | المشاهدات: 17061

مشاركة الخبر :

الإشراف التربوي
يعد الإشراف التربوي عملية تفاعل إنسانية اجتماعية تهدف إلى رفع مستوى المعلم المعني إلى درجة ممكنة من أجل رفع كفايته التعليمية . والتطلع إليه كعملية ديمقراطية تعاونية ، طرفاها المشرف التربوي والمعلم ، تهدف إلى اكتشاف وتفهم أهداف التعليم ومساعدة المعلم ليتقبل هذه الأهداف ويعمل على تحقيقها .
ويمثل الإشراف التربوي نقلة نوعية تبتعد كثيراً عن مفهوم التفتيش وممارسة القائمين عليه ، إذ يلغى نهائياً الاستعلاء على المعلمين وتجريحهم وتصيد أخطائهم . كما يتجاوز التوجيه الفني الذي قد يقف عند حدود متابعة عمل المعلمين في المدارس ومحاولة تصحيح ممارستهم على ضوء الخبرة والنصيحة الوافدتين من خارج المدرسة ، لارتباط التوجيه الفني بتميز الموجه في مادة تعليمية بعينها .
إنَّ الإشراف التربوي أزال الحاجز النفسي بين المعلم والمشرف التربوي عندما عدّهما طرفين في عملية واحدة يتعاونان على بلوغ أهدافهما . وهكذا تصبح غاية المشرف التربوي تطوير العملية التعليمية ، وهو أمر لا يوحي للمعلم بأيّ معنى من معاني العجز والضعف أمام المشرف التربوي .

مفهوم الإشراف التربوي :
إنَّ المفهوم القديم للإشراف التربوي يتأسس على معنى التفتيش وكان يعطي الشعور بأن القصد منه تصيد أخطاء المعلمين والمدرسين ، وكتابة التقارير عن صلاحياتهم ، أمَّا المفهوم الحديث فإنَّه يتأسس على معنى معاونة المعلم والمدرس على حل المشكلات التي تواجههم والعمل على تطوير قدراتهم ورفع مستوى كفاياتهم المهنية والشخصية وبما يحقق أهدافهم .
فالإشراف التربوي عملية قيادية تعاونية منظمة تعنى بالموقف التعليمي بجميع عناصره من مناهج ووسائل وأساليب ، وبيئة ومعلم وطالب ، وتهدف إلى دراسة العوامل المؤثرة في ذلك الموقف وتقييمها للعمل على تحسين التعلم وتنظيمه ، من أجل تحقيق الأفضل لأهداف التعلم والتعليم , لذا فهو جميع النشاطات التربوية المنظمة التعاونية المستمرة ، التي يقوم بها المشرفون التربويون ومديرو المدارس والأقران والمعلمون أنفسهم ، بغية تحسين مهارات المعلمين التعليمية وتطويرها ، مما يؤدي إلى تحقيق أهداف العملية التعليمية – التعلمية " .
وقام العديد من الباحثين والمختصين بإعطاء مفاهيم وتعاريف للإشراف ومنها:
- الإشراف عمليه فنية تشاورية قيادية إنسانية شاملة غايتها تقويم وتطوير العملية التعليمية والتربوية بكافة محاورها ( دليل المشرف التربوي – 1419 هـ - 35).
- عملية فنية تهدف إلى تحسين التعليم والتعلم من خلال رعاية وتوجيه وتنشيط النمو المستمر لكل من المتعلم والمعلم والمشرف وأي شخص آخر له أثر في العملية التعليمية فنياً وإدارياً .
- عملية تشاورية تقوم على احترام رأي كل من المعلمين والمتعلمين وغيرهم من المتأثرين بعمل الإشراف والمؤثرين فيه وتسعى هذه العملية الى تهيئة فرص متكاملة لنمو كل فئة من هذه الفئات وتشجيعها على الابتكار والإبداع .
- عملية قيادية : تتمثل في المقدرة على التأثير في المعلمين والمتعلمين وغيرهم ممن لهم علاقة بالعملية التعليمية ، لتنسيق جهودهم من أجل تحقيق أهدافها .
- عملية إنسانية : تهدف قبل كل شيء إالى الاعتراف بقيمة الفرد وبصفته إنساناً، لكي يتمكن المشرف من بناء صرح الثقة المتبادلة بينه وبين المعلم وليتمكن من معرفة الطاقات الموجودة لدى كل فرد ويتعامل معها في ضوء ذلك .
 عملية شاملة : تعنى بجميع العوامل المؤثرة في تحسين العملية التعليمية وتطويرها ضمن الإطار العام لأهداف التربية والتعليم .
ومن مهام الإشراف القيادية مد الجسور بين الإدارة والمناهج والتدريس ، وتنسيق النشاطات المدرسية ذات العلاقة بالتعليم لتوفير خدمات تعليمية أفضل للطلبة في جميع المستويات الدراسية .
إنَّ الإشراف علاقة إنسانية تقوم على التعاون المتبادل بين المشرف والمعلم من أجل تطوير العملية التربوية ومتابعة عملية النمو المستمر لكل من المعلم والمتعلم عند إشغالهما بعملية التعلم والتعليم ، لهذا فإنَّ المقترحات والوسائل والإجراءات التي يمكن أن يقوم بها أيُّ مسؤول عن معاونة المعلم والعمل معه لتطوير أساليبه ووسائله هي من أجل تحقيق النمو الكامل للطالب وتوجيه سلوكه وتربيته ليكون مواطناً مفيداً لنفسه ونافعاً لمجتمعه.
وبما أنَّ الإشراف هو الجهود المنظمة جميعها التي يبذلها المسؤولون لتوفير القيادة للمعلمين والعاملين الآخرين في الحقل التربوي في مجال تحسين التعليم مهنياً واختيار وتعديل الأهداف التربوية ومواد التعليم ، وطرائق التدريس وتقويم التعليم ،لهذا فإنَّ الإشراف يصبح قيادة تربوية تهيئ فرصاً للمعلمين تساعدهم على تحسين العملية التعليمية والسير فيها وفق أساليب تربوية سليمة مناسبة ، كما تساعدهم على النمو المهني الذي يتضمن تنمية قدراتهم ومهاراتهم المهنية اللازمة لاستمرار نجاحهم كموجهين ومرشدين للطلبة .
والإشراف التربوي في مفهومه الحديث لم يعد مهمة واحدة وهي مساعدة المعلم على تطوير أساليبه ووسائله في غرفة الفصل بل أصبح يمثل مهام كثيرة هي تطوير الموقف التعليمي بجميع جوانبه وعناصره من خلال مهام ومسؤوليات المشرفين المسؤولين عن التعليم
الكلمات المفتاحية : الاشراف , التربوي , التعليمية
اد مازن هادي كزار ابراهيم الطائي
كلية المستقبل الجامعة / قسم التربية البدنية وعلوم الرياضة
[email protected]