انت الان في قسم علوم الفيزياء الطبية

الطفل العامل.. بين ضياع طفولته وظروف الحياة ) مقالة علميه للتدريسية في قسم علوم الفيزياء الطبيه م.م الهام فيصل العادلي تاريخ الخبر: 10/01/2023 | المشاهدات: 371

مشاركة الخبر :

الطفل العامل.. بين ضياع طفولته وظروف الحياة
الطفل هو حجر اساس المجتمع ومستقبله فلِمَ نظلمه بالعمل؟؟؟

الطفولة من المراحل المهمة في حياه الانسان لأنها تنتج اما انسان صالح او انسان فاسد بمعنى انها الاساس الذي يؤسس الطفل عليه وان الاهتمام بالطفولة تعنى الاهتمام بمستقبل المجتمع فإذا كانت الطفولة في شقاء فإن المجتمع يكون في شقاء وإذا رُبِىََ الطفل على القيم والاخلاق والمثل العليا يصبح المجتمع من خير المجتمعات.
لذلك حرمان الطفل من حقوقه ووجوده في الشارع بدون من يعلمه القيم النبيلة وهو يترقب الاطفال في ضحكاتهم بينما يمارس عمله، وساعات يقضونها بين الالعاب والمرح، وهو بين الآلات، تنحصر ساعات يومه في العمل وتضيع طفولته دون معايشة حقيقية لها. يؤدى ذلك الى زرع بذور خطره في المجتمع تنمو وتكبر حتى تصبح نباتات سامه شائكه يصعب اجتثاثها.
فكثير من الأهالي في ظل الظروف الصعبة تدفع اطفالهم للعمل للمساعدة في المعيشة تحت الحالة الاقتصادية المتوترة ويبقى السؤال هل العمل سيضيف للطفل أم يأخذ منه طفولته وإيامه.
فعمالة الأطفال هي أعمال تضع عبء ثقيل على الأطفال وتعرض حياتهم للخطر، ويوجد في ذلك انتهاك للقانون الدولي والتشريعات الوطنية، فهي إما تحرم الأطفال من التعليم أو تتطلب منهم تحمل العبء المزدوج المتمثل في الدراسة والعمل. وتشمل عمالة الأطفال التي يجب القضاء عليها هي مجموعة فرعية من عمل الأطفال، وتتضمن:
• أسوأ أشكال عمل الأطفال المطلقة التي عرفت دوليا بالاستعباد والاتجار بالبشر وسائر أشكال العمل الجبري وتوظيف الأطفال جبرا لاستخدامهم في النزاعات المسلحة وأعمال الدعارة والأعمال الإباحية والأنشطة غير المشروعة.
• العمل الذي يؤديه طفل دون الحد الأدنى للسن المخول لهذا النوع من العمل بالذات
فعمالة الأطفال ظاهرة قديمة برزت في المجتمعات الأوروبية في أوائل عصر الثورة الصناعية، حين شاع الاستغلال الظالم للطفولة كعمال في المصانع والمناجم. ولكن الإحساس بأهمية هذه الظاهرة وضرورة وضع حد لها ظهر في أوائل الستينات من القرن العشرين حين ظهر مقال لأطباء نفسيين أثار الاهتمام في وسائل الإعلام الأمريكية بهذه الظاهرة، مما دفع لوضع قوانين تجرم استغلال الأطفال والإساءة إليهم في أعمال مهينة.
ان الاطفال يجب ان تعيش طفولتها على نحو جيد من جميع النواحي البدنية والنفسية بعيدا عن ضغوط العمل ليحيا طفل يمارس طفولته بشكل صحيح، ويمارس هوايته والرياضة المفضلة وذلك لا يقتصر على مستوى معين، بل كل طبقات المجتمع من الممكن أن توفر ما يمتع الطفل بأبسط الإمكانيات. حيث ان كثير من الاطفال العاملة يصيبها العجز والكبر، كما يشعرون بأنهم اقل من الاطفال الآخرين الذين يعيشون طفولتهم، فالطفل ليس لديه النضج الكافي لممارسة الاعمال بشكل جيد فهو في طور النمو.
لذا يجب ان نأخذ عمل الطفل بزاوية اخرى غير انحصارها في ضياع الطفولة، فاذا توافر المناخ الامن للطفل في عمل بعيدا عن أي خطر على صحته او أي تعنيف او عنف مثل العمل مع الاقارب او الاهل فذلك يثقل شخصية الطفل ويجعله مسئول منذ الصغر وسهل الاعتماد عليه .
وهناك كثير من الأمور تدفع الأهل لعمل الاطفال في مناخ خطر عليهم وعلى صحتهم نتيجة لتكدس الاسرة وعدم الاقتناع بفكرة تنظيم الأسرة.
وفي الختام .... يجب على كل منا السعي للقضاء على هذه الظاهرة السيئة التي تؤدى إلى تدمير الطفل، وإنشاء جيل غير متعلم، وكذلك للتخلص من الأضرار النفسية والجسدية التي يسببها العمل لهؤلاء الأطفال. وذلك من خلال المنظمات والجمعيات التي تهتم بحقوق الطفل والكفاح من أجل التخلص من هذه الظاهرة.