النيكوتين هو المركب الأساسي في التبغ والذي يعتبر من المواد السامة التي تؤثر سلبًا على صحة الإنسان. يُعرف النيكوتين بكونه منبهًا للجهاز العصبي المركزي، لكنه يحمل تأثيرات ضارة عديدة على الجسم، ومن أبرز هذه التأثيرات تأثيره على جهاز المناعة. الجهاز المناعي هو الخط الدفاعي الذي يحمي الجسم من الميكروبات والفيروسات والأمراض، ولكن النيكوتين يمكن أن يضعف فعاليته، مما يزيد من عرضة الجسم للعدوى والأمراض المزمنة.
1. تثبيط الاستجابة المناعية: النيكوتين يعمل على تثبيط قدرة جهاز المناعة على الاستجابة بشكل فعّال للتهديدات. عندما يدخل النيكوتين إلى الجسم، يتفاعل مع مستقبلات النيكوتين في الخلايا المناعية، مما يقلل من قدرة هذه الخلايا على محاربة الميكروبات والفيروسات. كما أن النيكوتين يمكن أن يضعف قدرة الخلايا على التعرف على الميكروبات ويقلل من قدرة الجسم على تكوين استجابة مناعية قوية.
2. تأثير النيكوتين على خلايا الدم البيضاء: تعد خلايا الدم البيضاء (خلايا المناعة) من أبرز الخلايا المسؤولة عن محاربة العدوى. النيكوتين يؤثر سلبًا على وظيفة هذه الخلايا، ويقلل من قدرتها على مهاجمة الميكروبات، مما يجعل المدخنين أكثر عرضة للإصابة بالأمراض مثل التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي.
3. زيادة الالتهابات المزمنة: النيكوتين يساهم في تعزيز الالتهابات المزمنة في الجسم. عند التدخين، يتسبب النيكوتين في زيادة إنتاج المواد الكيميائية التي تحفز الالتهابات، مما يؤدي إلى حالة من الالتهاب المستمر. الالتهابات المزمنة تُضعف جهاز المناعة بشكل كبير، وتزيد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الرئة المزمنة مثل الانسداد الرئوي المزمن (COPD).
4. تأثير النيكوتين على الخلايا التائية: الخلايا التائية هي نوع من الخلايا المناعية التي تلعب دورًا رئيسيًا في مكافحة العدوى والفيروسات. أظهرت الدراسات أن النيكوتين يمكن أن يؤثر على وظيفة هذه الخلايا التائية، مما يقلل من قدرة الجسم على محاربة الفيروسات. هذا التأثير يفسر السبب وراء زيادة القابلية للإصابة بالأمراض التنفسية لدى المدخنين.
5. التأثير على الأمراض المناعية الذاتية: تؤدي التأثيرات المثبطة للنيكوتين على جهاز المناعة إلى زيادة احتمالية الإصابة بالأمراض المناعية الذاتية، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي ومرض التصلب المتعدد. في هذه الأمراض، يهاجم جهاز المناعة خلايا الجسم السليمة، ويساهم النيكوتين في زيادة هذا الهجوم، مما يؤدي إلى تفاقم الأعراض وزيادة شدة المرض.
6. تأثير النيكوتين على الشفاء والانتعاش المناعي: المدخنون يعانون من فترة شفاء أطول بعد الإصابة بالأمراض. النيكوتين يبطئ عملية الانتعاش المناعي، مما يجعل الجسم أقل قدرة على استعادة صحته بعد الإصابة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يساهم النيكوتين في التأخير في القضاء على العدوى، مما يزيد من خطر تطور الأمراض.
خلاصة: النيكوتين له تأثيرات ضارة على جهاز المناعة من خلال تقليل قدرة الخلايا المناعية على أداء وظائفها بشكل فعال، مما يزيد من عرضة الجسم للأمراض والعدوى. علاوة على ذلك، يساهم النيكوتين في تعزيز الالتهابات المزمنة وزيادة خطر الإصابة بالأمراض المناعية الذاتية. لذلك، فإن الإقلاع عن التدخين يعد خطوة أساسية لتحسين صحة جهاز المناعة وتعزيز القدرة على محاربة الأمراض جامعة المستقبل الجامعه الاولى في العراق .