انت الان في قسم علوم الفيزياء الطبية

مقالة علمية للمعيد (حسن هادي صالح ) بعنوان " كيف يؤثر السهر على الأداء الدراسي والوظيفي؟ " تاريخ الخبر: 10/03/2025 | المشاهدات: 528

مشاركة الخبر :


مقدمة

يعتبر النوم أحد العوامل الأساسية للحفاظ على صحة الجسم والعقل، ولكن في عالم اليوم المليء بالضغوط والالتزامات، أصبح السهر عادة منتشرة بين الطلاب والموظفين. يلجأ الكثيرون إلى تقليل ساعات النوم لإنجاز المهام المتراكمة أو للاستمتاع بوقت الفراغ، دون إدراك التأثير السلبي لذلك على الأداء الأكاديمي والمهني. في هذه المقالة، سنستعرض كيف يؤثر السهر على التركيز، الإنتاجية، والقدرة على التعلم واتخاذ القرارات.

1. تأثير السهر على الأداء الدراسي

أ. ضعف التركيز والانتباه

عندما يحرم الجسم من النوم الكافي، يعاني الدماغ من صعوبة في التركيز والانتباه أثناء المحاضرات أو الدراسة، مما يؤدي إلى تراجع الفهم والاستيعاب. فقد أظهرت الدراسات أن قلة النوم تقلل من نشاط القشرة الأمامية للدماغ، المسؤولة عن حل المشكلات والتفكير النقدي.

ب. تراجع القدرة على الحفظ والتذكر

أثناء النوم، يعالج الدماغ المعلومات التي تلقاها خلال اليوم، مما يساعد على تثبيت الذكريات وتحسين القدرة على التعلم. السهر يعيق هذه العملية، مما يجعل استرجاع المعلومات أثناء الامتحانات أكثر صعوبة.

ج. انخفاض التحصيل الأكاديمي

أثبتت الأبحاث أن الطلاب الذين يسهرون بانتظام يحصلون على درجات أقل مقارنة بأقرانهم الذين ينامون جيدًا. قلة النوم تؤثر على القدرة على حل المسائل، تحليل النصوص، وإكمال المهام الدراسية بكفاءة.

2. تأثير السهر على الأداء الوظيفي

أ. انخفاض الإنتاجية والإبداع

النوم الجيد يعزز التفكير الإبداعي والقدرة على حل المشكلات، في حين أن السهر يؤدي إلى الشعور بالإرهاق العقلي، مما ينعكس سلبًا على جودة العمل والقدرة على تنفيذ المهام بفعالية. الموظفون الذين يسهرون باستمرار يكونون أقل إنتاجية وأبطأ في إتمام أعمالهم.

ب. زيادة الأخطاء والحوادث في العمل

قلة النوم تؤدي إلى ضعف التنسيق الحركي واتخاذ قرارات غير دقيقة، مما يزيد من احتمال ارتكاب الأخطاء، خاصة في الوظائف التي تتطلب دقة وتركيزًا عالياً، مثل الطب والهندسة والقيادة.

ج. التأثير على العلاقات المهنية

الإرهاق الناتج عن السهر يجعل الشخص أكثر عرضة للتوتر والانفعال، مما قد يؤثر على طريقة تعامله مع زملائه في العمل، ويؤدي إلى توتر العلاقات المهنية وضعف العمل الجماعي.

3. كيف يمكن التغلب على السهر وتحسين الأداء؟

وضع جدول زمني ثابت للنوم يساعد على ضبط الساعة البيولوجية وتحسين جودة النوم.

تجنب استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم لأن الضوء الأزرق المنبعث منها يؤثر على إنتاج هرمون الميلاتونين المسؤول عن النوم.

تنظيم الوقت بين الدراسة/العمل والاستراحة لمنع تراكم المهام التي تؤدي إلى السهر.

ممارسة التمارين الرياضية بانتظام فهي تساعد على تقليل التوتر وتحسين جودة النوم.

اتباع نظام غذائي صحي يشمل تجنب الكافيين والمنبهات في ساعات المساء.


خاتمة

السهر قد يبدو مفيدًا في البداية لإنجاز المهام، لكنه على المدى الطويل يؤدي إلى تراجع الأداء الدراسي والوظيفي. الحصول على قسط كافٍ من النوم ليس رفاهية، بل ضرورة للحفاظ على التركيز، الإنتاجية، والصحة العامة. لذا، من الضروري اعتماد عادات نوم صحية لضمان النجاح في الحياة الأكاديمية والمهنية.
جامعة المستقبل الجامعه الاولى في العراق .