انت الان في قسم علوم الفيزياء الطبية

مقالة علمية للتدريسي (الدكتور مخلد علي )بعنوان "تأثير كثرة استخدام السونار أثناء الحمل على صحة الجنين والأم" تاريخ الخبر: 29/03/2025 | المشاهدات: 252

مشاركة الخبر :

المقدمة:
يُعد السونار (أو الموجات فوق الصوتية) أحد الأدوات الأساسية في مراقبة صحة الحمل وتطور الجنين. يُستخدم السونار بشكل واسع في العديد من مراحل الحمل، حيث يساعد الأطباء في تشخيص المشكلات المحتملة، وتحديد وضع الجنين، ومراقبة نموه وتطوره. ومع ذلك، تتزايد الأسئلة حول تأثيرات الاستخدام المفرط أو المبالغ فيه للسونار على صحة الأم والجنين، خاصة في ظل القلق المتزايد من تأثيرات الموجات فوق الصوتية على الأنسجة البشرية.
1- مفهوم السونار وآلية عمله:
السونار هو تقنية تستخدم الموجات فوق الصوتية لإنتاج صور للأعضاء الداخلية للجسم، بما في ذلك الجنين في رحم الأم. يتم إرسال موجات صوتية عالية التردد من جهاز السونار، ثم تعكس هذه الموجات عن الأنسجة الداخلية ليتم التقاطها وتحويلها إلى صور مرئية على شاشة. يتيح هذا للأطباء تقييم نمو الجنين، وفحص التشوهات المحتملة، وتحديد عمر الحمل، ومراقبة حالته الصحية.
2- استخدام السونار في الحمل:
يُستخدم السونار بشكل شائع في:
• تحديد الحمل ومراقبته: يُستخدم السونار في المراحل المبكرة لتأكيد وجود الحمل وتحديد الموقع الصحيح للجنين.
• تحديد العمر الجنيني والنمو: يساعد السونار في قياس حجم الجنين ومعرفة عمره بشكل دقيق.
• رصد التشوهات الخلقية: يمكن للسونار أن يساعد في الكشف عن مشاكل محتملة في النمو مثل عيوب الأنبوب العصبي، ومشاكل القلب، وتشوهات الهيكل العظمي.
• رصد صحة الأم: يساعد السونار في مراقبة الحالة الصحية للمشيمة، وتحديد كمية السائل الأمينوسي، وغيرها من المؤشرات الصحية للأم والجنين.
3- تأثيرات السونار على صحة الجنين والأم:
بالرغم من أن السونار يُعتبر آمنًا بشكل عام في حال استخدامه بشكل معتدل وتحت إشراف طبي، إلا أن هناك بعض المخاوف بشأن التأثيرات المحتملة للاستخدام المفرط أو غير الضروري للسونار.
• التأثيرات المحتملة على الجنين:
o التعرض الحراري: قد تؤدي الموجات فوق الصوتية إلى تسخين الأنسجة في المنطقة المستهدفة، مما يثير بعض المخاوف حول التأثيرات الحرارية على الجنين في حالة الاستخدام المفرط. لكن الدراسات الحالية تشير إلى أن الحرارة الناتجة عن السونار في ظروف الاستخدام المعتدل لا تمثل خطرًا على الجنين.
o التأثيرات الميكانيكية: يمكن أن تسبب الموجات فوق الصوتية نوعًا من الاهتزازات أو الضغط على الأنسجة، مما قد يؤدي إلى تأثيرات غير معروفة على الخلايا في حال الاستخدام المستمر والمفرط. ولكن في حال الاستخدام الصحيح، يتم تقليل هذه التأثيرات إلى حد كبير.
 
• التأثيرات على الأم:
o التأثيرات المحتملة على الأنسجة: بالرغم من أن السونار لا يتم امتصاصه بشكل كامل من قبل الأنسجة البشرية، فإنه يُعتقد أن تعرض الأنسجة للأم في فترات طويلة قد يؤدي إلى بعض التأثيرات غير المباشرة، مثل الشعور بعدم الراحة أو التأثيرات الطفيفة على الأنسجة السطحية.
4- الاحتياطات والتوجيهات الطبية:
• التوجيهات الرسمية: تشدد المنظمات الصحية العالمية مثل منظمة الصحة العالمية (WHO) والجمعية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد(ACOG) على أن السونار يجب أن يُستخدم فقط عندما يكون ذلك ضروريًا من الناحية الطبية. كما يجب أن يتم استخدامه بأقل قدر ممكن لتقليل أي تأثيرات غير مرغوب فيها.
• استخدام السونار فقط في الحالات الطبية المبررة: يُنصح بتجنب استخدام السونار لأغراض غير طبية مثل تصوير الجنين من أجل الترفيه أو لأغراض تجميلية.
• الحد من التعرض: يُفضل استخدام السونار فقط عندما يكون هناك مبرر طبي لذلك، وتجنب الفحوصات المتكررة غير الضرورية.
5- الدراسات والأبحاث حول التأثيرات:
لقد أُجريت العديد من الدراسات العلمية لتقييم تأثيرات السونار على صحة الجنين. تشير معظم الأبحاث إلى أن استخدام السونار بشكل معتدل في الحمل لا يُسبب أي ضرر على الجنين أو الأم. ومع ذلك، تبقى بعض الدراسات قيد البحث لتحديد تأثيرات التعرض الطويل الأمد أو الاستخدام المفرط. حتى الآن، لا توجد أدلة قاطعة تدعم وجود مخاطر صحية كبيرة مرتبطة بالسونار، ولكن يجب إجراء المزيد من الدراسات لمعرفة التأثيرات طويلة المدى.
الخاتمة:
يُعد السونار أداة هامة وآمنة بشكل عام في مراقبة الحمل وتطور الجنين. ومع ذلك، يجب أن يتم استخدامه بحذر وتحت إشراف طبي لتقليل أي مخاطر محتملة. يُنصح بالابتعاد عن الاستخدام المفرط للسونار إلا عندما يكون هناك حاجة طبية ملحة، وذلك لضمان صحة الأم والجنين. ينبغي على الأطباء والحوامل اتباع الإرشادات الطبية بشكل صارم لضمان الاستفادة من هذه التقنية بأمان وفعالية.