أشهر التجارب الفيزيائية عبر التاريخ
لطالما كانت التجربة العمود الفقري للفيزياء، فمن خلالها اختُبرت النظريات وتطورت مفاهيمنا عن الكون. عبر التاريخ، برزت تجارب غيرت مجرى العلم وأسست لمفاهيم ما زالت تُدرّس حتى اليوم. دعونا نستعرض بعضًا من هذه التجارب العظيمة:
1. تجربة جاليليو للسقوط الحر (القرن السابع عشر):
وفقًا للرواية الشائعة، قام جاليليو جاليلي بإسقاط كرتين مختلفتي الكتلة من برج بيزا المائل. أثبت من خلال ذلك أن الأجسام تسقط بالتسارع نفسه بغض النظر عن كتلتها، داحضًا اعتقادات أرسطو القديمة.
2. تجربة إسحاق نيوتن والبصريات (1665):
قام نيوتن بتمرير ضوء الشمس عبر منشور زجاجي ولاحظ تحلّله إلى ألوان الطيف السبعة. أكدت هذه التجربة أن الضوء الأبيض يتكوّن من ألوان متعددة، وهو اكتشاف أسّس لعلم البصريات الحديث.
3. تجربة ميكلسون ومورلي (1887):
هدفت هذه التجربة إلى قياس “الأثير” الذي كان يُعتقد أنه الوسط الذي تنتقل فيه الموجات الضوئية. كانت النتيجة صادمة: لم يتمكنوا من رصد أي أثر للأثير. فتح ذلك الباب أمام نظرية النسبية لأينشتاين.
4. تجربة ميلكان لقياس شحنة الإلكترون (1909):
قام روبرت ميلكان بإسقاط قطرات زيت صغيرة في مجال كهربائي، وراقب حركتها. من خلال هذه التجربة، تمكن من قياس شحنة الإلكترون بدقة غير مسبوقة، ما ساعد على فهم طبيعة الشحنات الكهربائية.
5. تجربة شقي يونغ (1801):
أثبت توماس يونغ الطبيعة الموجية للضوء عبر تمريره من خلال شقين دقيقين، ملاحظًا نمط التداخل الناتج على شاشة خلفية. هذه التجربة لم تُظهر فقط الطبيعة الموجية للضوء، بل أصبحت أساسًا لميكانيكا الكم لاحقًا.
6. تجربة رذرفورد لتشتت الجسيمات ألفا (1911):
أطلق رذرفورد جسيمات ألفا على صفيحة رقيقة من الذهب، ولاحظ أن معظمها عبر دون انحراف، لكن بعضها ارتد بزوايا كبيرة. أدى ذلك إلى اكتشاف النواة الذرية، ما غيّر التصور السابق عن بنية الذرة.
7. تجربة قطرة الضوء (التأثير الكهروضوئي) لأينشتاين (1905):
فسّر أينشتاين ظاهرة انبعاث الإلكترونات من سطح معدني عند تعرّضه لضوء معين. أكدت هذه الظاهرة أن الضوء يتصرف كجسيمات (فوتونات) تحمل طاقة محددة، ما مهّد لظهور فيزياء الكم.
8. تجربة الكتلة والزمكان: رصد موجات الجاذبية (2015):
أعلنت مرصد “ليغو” عن أول رصد لموجات الجاذبية الناتجة عن اندماج ثقبين أسودين، مؤكدًا توقعات أينشتاين بعد قرن من الزمن. هذه التجربة فتحت آفاقًا جديدة لدراسة الكون.
خاتمة:
كانت هذه التجارب محطات فارقة في مسيرة العلم. لم تكتفِ بتأكيد أو دحض النظريات فحسب، بل مهدت الطريق أمام اكتشافات غيرت طريقة فهمنا للعالم من حولنا. لا يزال الفضول العلمي مستمرًا، وربما تكون التجربة الكبرى التالية قيد الإعداد الآن، بانتظار أن تُعيد تشكيل معرفتنا مرة أخرى.
جامعة المستقبل الجامعه الاولى في العراق .
موقع جامعة المستقبل