يُعد الطب النووي من أكثر الفروع الطبية تطورًا في العصر الحديث، إذ يُستخدم في تشخيص وعلاج العديد من الأمراض مثل السرطان، أمراض القلب، واضطرابات الغدة الدرقية، من خلال تقنيات تعتمد على المواد المشعة لتصوير الأعضاء أو علاج الخلايا المصابة. ورغم هذه الفوائد الهائلة، فإن هذا التخصص يتطلب وعيًا متزايدًا بمبادئ الاستدامة لضمان سلامة الإنسان والبيئة في آنٍ واحد.
⸻
التحديات البيئية في الطب النووي
يُنتج الطب النووي نفايات مشعة يجب التعامل معها بحذر شديد، إذ يمكن أن تُسبب ضررًا بيئيًا وصحيًا إن لم تُدار بطريقة سليمة. كما أن إنتاج ونقل المواد المشعة يستهلك طاقة ويولد انبعاثات، ما يفرض تحديًا على المؤسسات الصحية في تقليل أثرها البيئي دون التأثير على جودة الرعاية الطبية.
⸻
مبادئ الاستدامة في الطب النووي
1. الإدارة الآمنة للنفايات المشعة
– من خلال استخدام حاويات مخصصة، وتقنيات متقدمة لعزل المواد المشعة وضمان تفكيكها أو تخزينها بطريقة لا تضر بالبيئة.
2. الكفاءة في استخدام الموارد
– تقليل كمية المواد المشعة المستخدمة إلى الحد الأدنى الذي يحقق التشخيص أو العلاج بكفاءة، لتقليل النفايات.
3. الاعتماد على الطاقة النظيفة
– استخدام مصادر طاقة متجددة في تشغيل الأجهزة والمختبرات يساهم في تقليل البصمة الكربونية.
4. الابتكار في التكنولوجيا
– تطوير أجهزة تصوير ذات دقة أعلى وحساسية أكبر يقلل الحاجة لتكرار الفحوصات، ما يعني تقليل الاستخدام والتلوث.
5. التدريب والتوعية
– تدريب الكوادر الطبية والطلاب على مبادئ الطب النووي الآمن والمستدام، يشكل أساسًا للتغيير طويل الأمد.
⸻
دور الطب النووي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة
الطب النووي المستدام يساهم في تحقيق عدد من أهداف التنمية المستدامة، مثل:
• الهدف 3: الصحة الجيدة والرفاه
• الهدف 12: الاستهلاك والإنتاج المسؤولان
• الهدف 13: العمل المناخي
• الهدف 9: الصناعة والابتكار والبنية التحتية
⸻
الخلاصة
الطب النووي هو علم الحياة الدقيقة، لكنه أيضًا مسؤولية كبيرة تجاه البيئة والمجتمع. عبر دمج مفاهيم الاستدامة في ممارساته، يمكن للطب النووي أن يكون ليس فقط أداة لعلاج الإنسان، بل نموذجًا يُحتذى به في بناء مستقبل صحي وآمن للناس والكوكب على حدٍ سواء.
جامعة المستقبل الجامعه الاولى في العراق .
موقع جامعة المستقبل