الملخص:
يُعد إدمان العمل المتكرر ظاهرة متنامية في المجتمعات الحديثة، خاصة مع تزايد متطلبات الحياة وتسارع وتيرة العمل. يتسم هذا الاضطراب بانشغال مفرط ومفرط بالعمل على حساب الصحة النفسية، الاجتماعية والجسدية. يستعرض هذا المقال مفهوم إدمان العمل، أسبابه، آثاره المختلفة، وطرق الوقاية والعلاج.
---
1. مقدمة:
في عالم تتسارع فيه وتيرة الحياة ويُقاس النجاح غالبًا بكمية الإنتاج والعمل، ظهرت ظاهرة "إدمان العمل" كواحدة من المشكلات النفسية والاجتماعية المعاصرة. وعلى الرغم من أن العمل قيمة إيجابية، إلا أن الإفراط فيه قد يؤدي إلى آثار سلبية تشبه في نمطها الإدمان السلوكي.
---
2. تعريف إدمان العمل:
يُعرف إدمان العمل بأنه الحاجة القهرية للعمل لفترات طويلة وبشكل مفرط، مع عدم القدرة على الانفصال الذهني عن المهام المهنية، حتى في أوقات الراحة أو الإجازة. لا يكون الهدف من العمل الزائد دائمًا تحقيق النجاح، بل في كثير من الأحيان نتيجة اندفاع داخلي يصعب السيطرة عليه.
---
3. الأسباب المحتملة:
عوامل شخصية: كالكمالية، وانخفاض تقدير الذات، والحاجة للإنجاز.
عوامل بيئية ومهنية: مثل ضغط العمل، ثقافة الشركات التي تمجد العمل الزائد، والمكافآت المادية.
عوامل اجتماعية: كالرغبة في الهروب من المشكلات الشخصية أو العائلية.
---
4. الآثار النفسية والاجتماعية:
الآثار النفسية: القلق، الاكتئاب، الإرهاق العقلي، واضطرابات النوم.
الآثار الجسدية: مشاكل في القلب، ارتفاع ضغط الدم، ضعف الجهاز المناعي.
الآثار الاجتماعية: ضعف العلاقات الأسرية والاجتماعية، العزلة، وتراجع جودة الحياة.
---
5. طرق التشخيص:
تتمثل من خلال أدوات تقييم نفسية مثل مقياس "WART" (Work Addiction Risk Test)، ومقابلات نفسية سريرية. المعايير تشمل انشغال دائم بالعمل، فقدان السيطرة على أوقات العمل، واستمرار العمل رغم العواقب السلبية.
---
6. الوقاية والعلاج:
العلاج المعرفي السلوكي: لتعديل الأفكار غير المنطقية المرتبطة بالعمل.
العلاج الجماعي أو الفردي: لتعزيز الوعي الذاتي وتحقيق التوازن.
استراتيجيات تنظيم الوقت: وضع حدود واضحة بين العمل والحياة الشخصية.
دعم الأسرة والعمل: من خلال إنشاء بيئة تشجع على التوازن بين العمل والحياة.
---
7. الخاتمة:
إدمان العمل المتكرر ليس دليلاً على التفاني، بل قد يكون اضطرابًا سلوكيًا يحتاج إلى علاج ووعي. الوقاية تبدأ من الاعتراف بالمشكلة وبناء توازن صحي بين الإنجاز المهني والحياة الشخصية.
---
جامعة المستقبل الجامعه الاولى في العراق .
موقع جامعة المستقبل