انت الان في قسم علوم الفيزياء الطبية

مقالة علمية للمعيدة ( حنين هاني ) بعنوان " دور الجينات في تحديد الاستجابة للعلاج الكيميائي " تاريخ الخبر: 03/05/2025 | المشاهدات: 304

مشاركة الخبر :

مقدمة

يُعد العلاج الكيميائي أحد أبرز الوسائل العلاجية المستخدمة في مكافحة السرطان، إلا أن فعاليته تختلف بشكل كبير من مريض لآخر. هذه الفروقات لا تتعلق فقط بنوع الورم أو مرحلته، بل تعود بدرجة كبيرة إلى الاختلافات الجينية بين الأفراد. وهنا يبرز دور الصيدلة الجينومية، وهي العلم الذي يدرس العلاقة بين الجينات واستجابة الجسم للأدوية، مما يُعد حجر الأساس في تطبيقات الطب الشخصي.

الأساس الجيني للاستجابة الدوائية

تلعب الجينات دورًا محوريًا في تحديد كيفية امتصاص الدواء وتوزيعه واستقلابه وإخراجه من الجسم. على سبيل المثال، الجينات المسؤولة عن إنتاج الإنزيمات الكبدية مثل CYP450 يمكن أن تُغير طريقة استقلاب الأدوية الكيميائية. فقد يحمل بعض الأفراد طفرات تؤدي إلى بطء أو سرعة استقلاب الدواء، مما يؤثر على فعاليته أو يزيد من سُمية العلاج.

أمثلة سريرية
• جين TPMT: يتحكم بفعالية استقلاب دواء “6-مرقابتوبورين” (6-MP) المستخدم لعلاج اللوكيميا. وجود طفرات في هذا الجين يزيد من خطر التسمم إذا لم تُخفض الجرعة.
• جين BRCA1/2: وجود طفرات في هذه الجينات يجعل الخلايا السرطانية أكثر حساسية لعقاقير مثل Cisplatin وPARP inhibitors، وخاصة في سرطان الثدي والمبيض.
• جين UGT1A1: يؤثر في استجابة الجسم لدواء Irinotecan، أحد علاجات سرطان القولون.

الفوائد والتحديات

تكمن أهمية هذا المجال في القدرة على تقديم علاج مصمم خصيصًا لكل مريض، ما يرفع من معدلات الشفاء ويقلل من المضاعفات الجانبية. ولكن، تواجه هذه التكنولوجيا تحديات منها ارتفاع التكلفة، الحاجة إلى بنى تحتية متقدمة للفحص الجيني، إضافة إلى قضايا الخصوصية والتأمين الصحي.

خاتمة

يمثل فهم الدور الجيني في استجابة الجسم للعلاج الكيميائي خطوة ثورية في مجال الطب الحديث. ومع تطور تقنيات التحليل الجيني، أصبح من الممكن توقع النتائج العلاجية بدقة أعلى، مما يُمهد الطريق نحو طب شخصي فعّال وآمن




جامعة المستقبل الجامعه الاولى في العراق .

موقع جامعة المستقبل