تأثير السهر على صحة الإنسان الجسدية والنفسية
المقدمة
يُعَدّ النوم أحد أهم العوامل الحيوية التي تحافظ على توازن الجسم والعقل، فهو يساعد على تجديد الطاقة، وتنظيم الهرمونات، وتعزيز عمل الجهاز المناعي. إلا أن كثيرًا من الناس في العصر الحديث يعانون من السهر المستمر بسبب ضغوط العمل أو الدراسة أو استخدام الأجهزة الإلكترونية لساعات طويلة، مما يؤدي إلى اضطرابات صحية ونفسية متزايدة.
أولاً: مفهوم السهر وأسبابه
السهر هو البقاء مستيقظًا لفترات طويلة من الليل وتأجيل النوم إلى ساعات متأخرة أو حتى الصباح.
ومن أبرز أسباب السهر:
1. استخدام الهواتف والأجهزة الذكية قبل النوم.
2. القلق والتوتر النفسي الذي يمنع الاسترخاء.
3. كثرة المنبهات مثل القهوة ومشروبات الطاقة.
4. العمل الليلي أو الدراسة المتأخرة.
5. الاضطرابات الهرمونية أو أمراض الأرق المزمن.
ثانياً: التأثيرات الجسدية للسهر
السهر المتكرر يسبب سلسلة من التأثيرات السلبية على أجهزة الجسم المختلفة، منها:
1. ضعف الجهاز المناعي: حيث تقل مقاومة الجسم للفيروسات والبكتيريا.
2. زيادة الوزن واضطراب الهرمونات: لأن السهر يؤثر في هرموني الجوع والشبع (اللبتين والغريلين).
3. ارتفاع ضغط الدم وزيادة خطر أمراض القلب: نتيجة ارتفاع هرمون الكورتيزول (هرمون التوتر).
4. ضعف الذاكرة والتركيز: بسبب قلة نشاط الدماغ أثناء السهر.
5. إجهاد العين وضعف النظر نتيجة الاستخدام المفرط للشاشات.
ثالثاً: التأثيرات النفسية للسهر
لا يقتصر تأثير السهر على الجسد فقط، بل يمتد ليشمل الجانب النفسي والعقلي:
1. القلق والاكتئاب: بسبب اضطراب الساعة البيولوجية.
2. تقلب المزاج وسرعة الغضب.
3. ضعف الإنتاجية في العمل أو الدراسة.
4. انخفاض القدرة على اتخاذ القرارات السليمة.
رابعاً: السهر والمراهقون
تُظهر الدراسات أن فئة المراهقين من أكثر الفئات تأثرًا بالسهر، وذلك بسبب الإدمان على الإنترنت والألعاب الإلكترونية.
ويؤدي ذلك إلى:
ضعف الأداء الدراسي.
اضطراب النمو الهرموني.
زيادة احتمالية الإصابة بالاكتئاب في سن مبكرة.
خامساً: طرق التغلب على السهر
للتقليل من أضرار السهر، يُنصح باتباع الخطوات الآتية:
1. تحديد وقت ثابت للنوم والاستيقاظ.
2. إيقاف استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم بساعة.
3. تجنب المنبهات بعد غروب الشمس
4. ممارسة الرياضة الخفيفة نهارًا.
5. خلق بيئة نوم مريحة خالية من الإضاءة والضوضاء.
الخاتمة
إن السهر المفرط لا يُعَدّ مجرد عادة سيئة، بل هو مشكلة صحية حقيقية قد تؤدي إلى أمراض خطيرة إذا استمرت لفترات طويلة.
ولذلك فإن الحفاظ على نظام نوم منتظم هو خطوة أساسية نحو حياة صحية متوازنة، تجمع بين النشاط الجسدي والاستقرار النفسي.
جامعة المستقبل الجامعه الاولى في العراق .
موقع جامعة المستقبل