يُعدّ سرطان الثدي من أكثر أنواع السرطانات شيوعًا بين النساء في العالم، وتشير الدراسات إلى أنّ الكشف المبكر والعلاج الدقيق يُسهمان في رفع نسب الشفاء بشكلٍ كبير. وهنا يأتي دور الفيزياء الطبية التي تُعدّ الجسر بين العلوم الفيزيائية والعلوم الطبية لتشخيص المرض وعلاجه بأعلى درجات الأمان والدقة.

أبرز مساهمات الفيزياء الطبية تبدأ في مجال التصوير الطبي، حيث يُستخدم التصوير الشعاعي للثدي (Mammography) كأداة رئيسية لاكتشاف الأورام في مراحلها المبكرة. يعمل الفيزيائي الطبي على ضبط أجهزة الأشعة، تحديد الجرعات الإشعاعية المناسبة، والتأكد من جودة الصورة مع أقل تعرّض ممكن للإشعاع.

في حالات التشخيص المتقدم، تُستخدم تقنيات مثل التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) والتصوير المقطعي المحوسب (CT)، إذ يقوم الفيزيائي الطبي بت calibrating الأجهزة وضبط البروتوكولات التقنية لتوفير صور عالية الدقة دون التأثير على سلامة المريضة.

أما في العلاج، فإنّ العلاج الإشعاعي (Radiotherapy) يُعدّ أحد أهم الوسائل المستخدمة لتدمير الخلايا السرطانية. يقوم الفيزيائي الطبي بحساب الجرعة الإشعاعية الدقيقة، وتوزيعها على الورم بطريقة تحافظ على الأنسجة السليمة المحيطة. كما يشارك في استخدام تقنيات متقدمة مثل العلاج بالبروتونات أو العلاج الإشعاعي ثلاثي الأبعاد.

إضافةً إلى ذلك، يسهم الفيزيائيون الطبيون في تطوير أنظمة أمان إشعاعي، ومراقبة الأداء الدوري للأجهزة، لضمان حماية المريض والكادر الطبي على حدٍّ سواء.

باختصار، يُمثل تدخل الفيزياء الطبية في سرطان الثدي مزيجًا من العلم والدقة والتقنية، هدفه النهائي هو رفع نسب الشفاء وتقليل الآثار الجانبية وتحقيق رعاية صحية آمنة ومتكاملة للمرأة


جامعة المستقبل الجامعه الاولى في العراق .

موقع جامعة المستقبل