انت الان في كلية الصيدلة

الإدارة الجيدة للوقت تاريخ الخبر: 16/12/2023 | المشاهدات: 239

مشاركة الخبر :

يُعتبَر الوقت مَورداً مُهمّاً في حياة الأفراد، والمجتمعات، حيث يمكن تحقيق الأهداف المرجوّة من خلال إدارته بشكل فعّال.
يعرف الوقت اصطلاحا بأنه مفهوم يرتبط بالزمن، والأعمال التي يمكن إنجازها خلاله، وهو يُشكِّل مادّة الحياة الأصليّة، والمُتاحة للأفراد جميعهم..

تشكِّل الإدارة، والوقت معاً كُلّاً مُتكاملاً؛ إذ إنّ الوقت يُعَدُّ الوسيلة التي تتَّخذها الإدارة؛ بهدف إنجاز أعمالها، وتحقيق أهدافها بشكل مُنظَّم، وفعّال، وحيث إنّه قد تمّ تعريف الوقت، فإنّه لا بُدّ من التطرُّق إلى تعريف إدارة الوقت، إذ ورد تعريفها بصور مُتعدِّدة، إلّا أنّها اتّفقت جميعها على أنّها تهتمّ بإنجاز الأعمال بشكل فعّال، مع ضمان كلفة أقلّ، ووسائل أفضل؛ في سبيل تحقيق الأهداف المنشودة، ومن بين هذه التعريفات حين عرفها (هايل) على أنّها: ( توجيه القدرات الشخصيّة للأفراد، وإعادة صياغتها؛ لاتِّخاذ العمل المطلوب في ضوء القواعد، والنُّظم المعمول بها، وهذا يعني توجيه إدارة الفرد الداخليّة تجاه الأداء المطلوب، وِفقاً للزمن المُحدَّد).
تعدُّ الإدارةُ الجيِّدة للوقت عاملاً أساسياً للتعامل مع ضغوط الحياة الحديثة بالحدِّ الأدنى من الإجهاد النفسي. وإذا لم يكن لدى المرء الوقتُ الكافي لإنهاء مهامه اليومية، فإنَّ مزيداً من الإدارة لوقته ستساعده على التحكُّم بيومه.
تتمثل أهمية إدارة الوقت فى مجال العمل كونه اشبه بعامل الإرتكاز، فهو القادر على الحفاظ على توازن العملية الإنتاجية فى الشركة، والداعم لها في عملية نموها وتحقيقها للأرباح؛ فعملية إدارة الوقت تساهم في:
• خلق بيئة عمل إيجابية يتم فيها تسليم المهام الوظيفية فى جداولها المحددة بدون عراقيل أو مشاحنات جانبية بين الأفراد العاملين.
• تحسين الإنتاجية بشكل يخدم متطلبات الشركة وأهدافها، ويعزز على الجانب الآخر من شعور العامل بقيمته وأهمية دوره في عملية الإنتاج.
• تساعد فى تحديد الأولويات الضرورية للشركة وتقسيمها فى هيئة نقاط محددة تخدم أهداف الشركة ورؤيتها المستقبلية.
• تمنح الموظفين المرونة فى إستغلال وقتهم، مما يساعدهم فى عملية التطوير الذاتى ويدعم فرصهم للترقي الوظيفي السريع..
تتعدد استراتيجيات إدارة الوقت فى العمل، سنركز على أهمها وأكثرها تأثيرًا كما يلى:
1. تحديد الأولويات: تساعد مهارة إدارة الوقت صاحبها فى النظر إلى الأمور بشكل أكثر دقة، فمنها يستطيع معرفة أى الأهداف هى الأولى بالتنفيذ، وأيهم يمكن المخاطرة بتأجيله. أى المهام ضرورية فى العملية الإنتاجية، وأيهم يمثل عبء على العمل؟ أيهم يمكن تقسيمه إلى أهداف رئيسية وأخرى جانبية؟
2. وضع الأهداف: بعد تحديد الأولويات الخاصة بالعمل، يمكنك حينها معرفة المهام الرئيسية التى يتطلبها العمل، وصياغة هذه المهام فى هيئة أهداف تتنوع من حيث : أهميتها، المدة الزمنية المحددة لتحقيقها، قابلية التعديل، ونوع الصلاحيات المقدمة لأصحابها.
3. حدد الوقت: " تستطيع أن تؤجل المهام كما تشاء بعكس الوقت" الوقت لا يتكاثر ذاتيًا نعم، لكنه نسبى كذلك. فعندما تبدأ بأداء مهامك وتشعر بضغط كبير بسبب كثرتها، تذكر جيد أن الوقت يمكن تطويعًا بهدف تحقيق الأهداف المرغوبة فى الوقت المحدد. فإذا رغبت فى السيطرة على وقتك وتنفيذ المهام المطلوبة بجودة عالية، كل ما عليك فعله هو تحديد وقت محدد لكل مهمة مطلوبة، وتنفيذها خلال هذا الوقت.
4. لست بالرجل الخارق: انت لست بالرجل الخارق، تذكر هذا جيدًا عندما تتطوع فى العمل على العديد من المشاريع خلال وقت واحد؛ تعدد المهام مهارة مطلوبة نعم، لكنها فى الوقت ذاته نقمة لصاحبها إذا ما ساء استغلالها. لذلك احرص على تسلم عدد معين من المهام خلال اليوم، وقم بتقسيمها بشكل متتالي مع تحديد الوقت المحدد لتنفيذها بدقة.
5. ابتعد عن التشويش: احرص دائمًا أن تبتعد عن مصادر الضوضاء والتشويش أثناء أداء مهامك الوظيفية، فإذا كان هناك قابلية لإختيار مكان هادئ ومناسب للعمل فيه، قم بالعمل فيه. أما إذا لم يكن هذا خيارًا مناسبًا، فيمكنك أما اللجوء لقسم الموارد البشرية لحل هذه المعضلة، أو عن طريق التدريب الذاتى لتجاهل المثيرات المحيطة.
6. خذ قسطًا من الراحة: الرغبة فى تسليم المهام وسرعة إنجازها -دون الإخلال بجودتها- أمر حميد بالطبع، لكنه لعنة أيضًا إذا كنت من أصحاب البحث عن المثالية؛ فهذا النوع من الشخصيات قد لا يرضيه أبدًا الشعور بالخلل أو عدم القدرة على تنفيذ أكبر قدر من المهام خلال اليوم الواحد، وقد يبحث عن مهام إضافية دون الإهتمام براحته النفسية أو الجسدية. لذلك تذكر جيدًا أن لبدنك عليك حقًا وأن تعمل على تحقيق المعادلة المثالية ما بين الجودة والإنتاجية العالية والصحة النفسية والعقلية الجيدة.
7. انقد خطواتك: أنت لست منزهًا عن الخطأ، تذكر هذا جيدًا وأنت تحدد أهدافك وتصيغ طريقة تحقيقها، لذلك لا مانع من إعادة النظر فى هذه الأساليب أو عرضها على الأخريين بهدف معرفة أساليب أخرى أكثر عملية ومرونة .
في النهاية من الصعب حصر مفهوم الأدارة الجيدة للوقت و كيفيتها و اثارها في مقال واحد. لمن أراد الأستزادة فهناك علم الأدارة الجيدة للوقت؛ العلم الشامل لمن يريد اثارا عملية و إيجابية للتنظيم الفاعل للوقت.