انت الان في كلية الصيدلة

مقالة بعنوان (هورمونات الانكريتين وتأثيراتها) بقلم د. قاسم عبد العباس زكم تاريخ الخبر: 02/04/2024 | المشاهدات: 386

مشاركة الخبر :


هورمونات الانكريتين هي مجموعة من الهرمونات التي تلعب دورًا هامًا في تنظيم مستويات السكر في الدم. تشمل هذه الهورمونات GLP-1 وGLP-2 وGIP وغيرها. تتم إفراز هذه الهورمونات من خلايا خاصة في الأمعاء والبنكرياس وتؤثر على عملية هضم الطعام وإفراز الأنسولين والكلوكاجون.
حيث يستجيب الجسم لتناول الطعام بإفراز هورمونات الانكريتين، وتعمل هذه الهورمونات على تحفيز البنكرياس لإفراز الأنسولين وتثبيط إفراز الكلوكاجون. و كما هو معلوم فأن الأنسولين يعمل على خفض مستويات السكر في الدم، بينما يعمل الكلوكاجون على رفعها. و هنا تلعب هورمونات الانكريتين دوراً رئيسياً في تحقيق توازن مناسب بين إفراز الأنسولين والكلوكاجون للحفاظ على مستويات السكر في الدم المناسبة.
وتنقسم تأثيرات هورمونات الانكريتين الى قسمين اساسين الأول هو تأثيرها المهم جدا على مرضى السكري والثاني هو تأثيراتها الأخرى المتنوعة.
اما فيما يخص تأثيراتها على مرضى السكري الذين يعانون من اضطراب في تنظيم مستويات السكر في الدم. يكون لهورمونات الانكريتين تأثير كبير على تحسين تحكم مرضى السكري وتقليل المضاعفات المرتبطة به وذلك من خلال بعض التأثيرات الرئيسية التالية:
1. زيادة إفراز الأنسولين: يعمل هرمون GLP-1 على زيادة إفراز الأنسولين من البنكرياس مما يساعد على خفض مستويات السكر في الدم وتحسين التحكم فيها.
2. تثبيط إفراز الكلوكاجون: يعمل هرمون GLP-1 أيضًا على تثبيط إفراز الكلوكاجون من البنكرياس مما يساعد في منع ارتفاع مستويات السكر في الدم.
3. تحسين الإحساس بالشبع: يعتقد أن هورمونات الانكريتين تؤثر في منطقة الدماغ المسؤولة عن الشبع، مما يساهم في تحسين الشعور بالشبع بعد تناول الطعام ويمكن أن يكون لهذا تأثير إيجابي على إدارة الوزن والتحكم في السكر في الدم لدى مرضى السكري.
بالإضافة إلى دورها في مرضى السكري، لهورمونات الانكريتين تطبيقات طبية أخرى والأمور التالية هي بعض الاستخدامات الطبية الشائعة:
1. علاج السمنة: تم استخدام هرمون GLP-1 بنجاح في علاج السمنة المفرطة حيث يعمل GLP-1 على تحسين الشبع وتقليل الرغبة في تناول الطعام، مما يساعد على فقدان الوزن.
2. التهاب الأمعاء الدقيقة: هناك بعض الدراسات التي تشير إلى أن هورمون GIP يمكن أن يلعب دورًا في علاج التهاب الأمعاء الدقيقة، وهو اضطراب التهابي في الجهاز الهضمي.

3. التئام الجروح والتجديد الخلوي: هورمون GLP-2 يعتبر مهمًا في عملية التئام الجروح وتجديد الخلايا في الأمعاء مما يتيح فرصة استخدام ال GLP-2 في علاج بعض الحالات التي تتطلب تجديدًا سريعًا للخلايا المعوية.
مما تقدم تبين ان هورمونات الانكريتين تلعب دورًا هامًا في تنظيم مستويات السكر في الدم و خاصة لدى مرضى السكري. حيث تأثيرها على إفراز الأنسولين والكلوكاجون وتحسين الشعور بالشبع يمكن أن يكون له آثار إيجابية على صحة مرضى السكري ومرضى السمنة وغيرهم. بالإضافة إلى ذلك، لهورمونات الانكريتين تطبيقات طبية أخرى في علاج السمنة والتهاب الأمعاء الدقيقة والتئام الجروح. و يستمر البحث في هذا المجال لتوسيع فهمنا لدور هذه الهورمونات وتطبيقاتها العلاجية المحتملة.