تُعد التصبغات الجلدية من المشاكل الشائعة التي تؤثر على المظهر الخارجي للجلد وتسبب الإزعاج للعديد من المرضى، وتشمل هذه التصبغات: الكلف، والنمش، والبقع الناتجة عن حب الشباب، والتصبغات الناتجة عن الالتهابات أو الحروق، بالإضافة إلى التصبغات الناتجة عن التقدم في العمر.
مع تطور التكنولوجيا الطبية، برز الليزر كأحد أكثر العلاجات فعالية ودقة في إزالة هذه التصبغات، وذلك بفضل قدرته على استهداف الميلانين – الصبغة المسؤولة عن لون الجلد – بشكل مباشر دون الإضرار بالخلايا المحيطة.
آلية عمل الليزر تعتمد على إطلاق نبضات ضوئية مركزة يتم امتصاصها بواسطة جزيئات الميلانين، مما يؤدي إلى تحللها وتفتيتها إلى جزيئات صغيرة يتم التخلص منها لاحقًا عن طريق الجهاز المناعي. وكلما كانت النبضات أسرع وأكثر دقة، كانت النتائج أفضل وتقليل الآثار الجانبية.
أنواع الليزر المستخدمة تشمل:
1. Q-switched Nd:YAG laser : يتميز بقدرته على اختراق الجلد ومعالجة التصبغات العميقة مثل الكلف والنمش، ويستخدم على نطاق واسع في العيادات الجلدية.
2. PicoSure و PicoWay : من أكثر التقنيات تطورًا، وتتميز بسرعة نبضاتها (بيكو ثانية) ما يجعلها فعالة جدًا في تكسير الصبغات مع تقليل التأثيرات الحرارية، وهي مناسبة للبشرة الحساسة.
3. Fractional CO2 laser : يجمع بين تقشير الجلد وتجديده، وله تأثير في معالجة التصبغات العميقة وتحفيز إنتاج الكولاجين.
4. Alexandrite laser (755 nm) : فعّال بشكل خاص في إزالة التصبغات السطحية وتوحيد لون البشرة.
قبل البدء بالعلاج، يجب تقييم نوع التصبغات ونوع البشرة، فالبشرة السمراء تتطلب نوعًا خاصًا من الليزر لتجنب فرط التصبغ الناتج عن العلاج. ويتم إجراء اختبار بسيط (اختبار البقعة) لتحديد استجابة الجلد للجلسة.
يُوصى بعدد من الجلسات يتراوح بين 3 إلى 6 جلسات على فترات تتراوح بين 3 إلى 4 أسابيع، حسب نوع الليزر وحالة الجلد. يجب على المرضى الالتزام بالتعليمات قبل وبعد الجلسة، مثل تجنب التعرض للشمس واستخدام واقٍ شمسي مناسب.
من الآثار الجانبية الشائعة بعد جلسات الليزر: احمرار مؤقت، تقشّر خفيف، تورم طفيف، أو تصبغات مؤقتة تزول عادة في غضون أيام. في حالات نادرة، قد تحدث تصبغات دائمة أو ندبات إذا لم يتم اتباع التعليمات بدقة أو تم اختيار نوع خاطئ من الليزر.
الخاتمة : يُعد استخدام الليزر في إزالة التصبغات الجلدية ثورة في مجال طب التجميل، حيث يوفر علاجًا فعالًا ودقيقًا مع فترة نقاهة قصيرة. ومع ذلك، يتطلب نجاح العلاج التشخيص الدقيق، اختيار النوع المناسب من الليزر، وخبرة الطبيب المُعالج في ضبط المعايير التقنية المناسبة لكل حالة.
المتابعة المنتظمة وتوعية المريض بالعناية بالبشرة تُعد جزءًا لا يتجزأ من نجاح العلاج وضمان الحفاظ على النتائج لأطول فترة ممكنة.
إعداد: د. حسين صفاء
احتصاص الجراحة التجميلية والليزر
جامعه المستقبل الجامعه الاولى في العراق