انت الان في قسم تقنيات التخدير

هشاشة العظام والكسور المفاجئة عند الأطفال: الأسباب والتحديات الصحية تاريخ الخبر: 24/07/2025 | المشاهدات: 166

مشاركة الخبر :

• تُعد هشاشة العظام من المشكلات الصحية التي غالباً ما ترتبط بكبار السن، إلا أن الدراسات الحديثة تشير إلى أن هذه الحالة قد تصيب الأطفال أيضاً، مسببةً كسوراً مفاجئة وغير متوقعة حتى عند التعرض لإصابات بسيطة. وتكمن خطورة هشاشة العظام عند الأطفال في أنها قد تمر دون تشخيص مبكر، مما يؤدي إلى تكرار الإصابات وتأثير طويل المدى على النمو الجسدي والصحة العامة. ومع تزايد معدلات الخمول الغذائي ونقص النشاط البدني لدى الأطفال، أصبحت هذه الظاهرة تشكل تحدياً صحياً يستدعي البحث والفهم العميق لأسبابها.

1. هشاشة العظام لدى الأطفال: لمحة عامة
هشاشة العظام (Osteoporosis) عند الأطفال تُعرف بأنها انخفاض في كثافة العظام أو ضعف في بنيتها، مما يزيد من قابلية العظام للكسور. وقد تكون هذه الحالة أولية (ناتجة عن اضطرابات وراثية مثل مرض هشاشة العظام الوراثي – Osteogenesis Imperfecta)، أو ثانوية (ناتجة عن حالات مرضية أو نمط حياة غير صحي).


2. الأسباب المؤدية لهشاشة العظام والكسور المفاجئة

نقص فيتامين "د" والكالسيوم:
يعد فيتامين "د" ضرورياً لامتصاص الكالسيوم وبناء العظام، ونقصه شائع بين الأطفال، خاصة في البيئات التي تقل فيها فرص التعرض لأشعة الشمس. أشارت دراسة نُشرت في مجلة Pediatrics عام 2018 إلى أن ما يقارب 40% من الأطفال في بعض الدول يعانون من مستويات منخفضة من فيتامين "د"، مما يزيد من خطر الإصابة بالكسور.

النشاط البدني المنخفض:
قلة الحركة والاعتماد على الأجهزة الإلكترونية أدى إلى تراجع كبير في القوة العضلية وكثافة العظام عند الأطفال، إذ تُظهر دراسة منشورة في Journal of Bone and Mineral Research عام 2017 أن الأطفال الذين لا يمارسون نشاطاً بدنياً منتظماً لديهم خطر أعلى للإصابة بالكسور بنسبة 20%.




الأمراض المزمنة واستخدام الأدوية:
بعض الأمراض مثل السكري، وأمراض الكلى، وأمراض الجهاز الهضمي (مثل داء كرون) تؤثر على امتصاص العناصر الغذائية الضرورية للعظام. كما أن استخدام أدوية مثل الكورتيزون لفترات طويلة يؤدي إلى ضعف العظام.

العوامل الوراثية:
تلعب الجينات دوراً مهماً في تحديد كثافة العظام، وهناك أمراض وراثية مثل "Osteogenesis Imperfecta" تسبب ضعفاً شديداً في بنية العظم وكسوراً متكررة حتى في سن مبكرة.

3. أهمية التشخيص المبكر والوقاية
إن التشخيص المبكر لهشاشة العظام عند الأطفال يعتمد على الملاحظة الدقيقة من قبل الأهل والطبيب، خاصة في حالات تكرار الكسور أو الكسور الناتجة عن إصابات طفيفة. وتُستخدم تقنيات مثل قياس كثافة العظام (DEXA) لتقييم الحالة. ومن الضروري إدخال تعديلات على نمط الحياة، تشمل تعزيز التغذية السليمة، وزيادة النشاط البدني، وعلاج السبب الأساسي في حال وجود أمراض مزمنة.

• هشاشة العظام والكسور المفاجئة عند الأطفال تمثل تحدياً طبياً يتطلب تعاوناً بين الأسرة والطبيب والمؤسسات الصحية لتشخيصه والحد من مضاعفاته. الوقاية تبدأ بالتغذية الجيدة، والنشاط البدني المنتظم، والمتابعة الطبية الدقيقة خاصة للأطفال المعرضين لعوامل خطر. ومن خلال التوعية المجتمعية والفحوصات المبكرة، يمكن حماية جيل المستقبل من هذه الحالة الصامتة التي قد تؤثر على جودة حياتهم في مراحل متقدمة.

المصادر:

1- Gordon, C.M. et al. (2018). Prevalence of Vitamin D Deficiency in Children. Pediatrics, 141(5).

2- Gabel, L. et al. (2017). Physical activity, bone strength, and fracture risk in youth. Journal of Bone and Mineral Research, 32(5), 1045–1053.

3- Rauch, F., & Glorieux, F.H. (2004). Osteogenesis Imperfecta. The Lancet, 363(9418), 1377–1385.

4- Bachrach, L.K. (2014). Osteoporosis in children: current concepts. Current Osteoporosis Reports, 12(4), 472–478.


الأستاذ : علي رسول حسين المعموري
جامعة المستقبل الجامعة الأولى في العراق