المقدمة
يُعدّ ألم الرقبة من الحالات الشائعة التي قد تصيب جانبًا واحدًا من الرقبة أو كلا الجانبين، وقد يمتد إلى الكتف أو الذراع أو الرأس. يمكن أن يكون الألم حادًا أو خفيفًا أو حارقًا أو نابضًا، وقد يزداد أو يخفّ تبعًا للحركة أو الوضعية أو درجة الحرارة. في أغلب الحالات، يكون السبب بسيطًا مثل الشدّ العضلي أو الوضعية الخاطئة، ولكن أحيانًا قد يشير إلى مشكلة صحية أكثر خطورة.
الأعراض المصاحبة
• الصداع
• تنميل أو وخز في الذراعين أو اليدين
• ضعف في الكتفين أو الذراعين
• الحمى أو وجود عدوى حديثة
• التعرّض لإصابة أو حادث مؤخرًا
الأسباب الشائعة لألم الرقبة
1. شدّ العضلات: نتيجة الوضعية السيئة، أو الجلوس لفترات طويلة على المكتب، أو النوم بطريقة غير صحيحة، أو حمل حقيبة ثقيلة على كتف واحد.
2. إصابة (Whiplash): تحدث غالبًا بسبب حوادث السيارات أو الحركات المفاجئة للرقبة.
3. الانزلاق الغضروفي العنقي: ألم يمتد إلى الذراع مع احتمال وجود خدر أو ضعف.
4. الفُصال العظمي العنقي (Cervical Spondylosis): تآكل العمود الفقري مع التقدّم في العمر يسبب تيبّسًا وألمًا مزمنًا.
5. العدوى: مثل التهاب السحايا أو الخراج، وغالبًا ما يصاحبها حمى وتيبّس في الرقبة.
6. الصداع التوتري: يبدأ من الرقبة ويمتد إلى الرأس، وغالبًا يرتبط بالتوتر العضلي.
7. الألم المحال (Referred Pain): ألم ناتج من القلب أو الرئتين ويُشعر به في الرقبة.
8. الأورام: نادرة، لكنها قد تسبب ألمًا مستمرًا في الرقبة.
9. الأسباب العصبية: مثل انضغاط الأعصاب (radiculopathy) أو الفيبروميالغيا.
التقييم
عند فحص ألم الرقبة، عادةً ما يسأل الطبيب:
• متى بدأ الألم؟ هل كان مفاجئًا أم تدريجيًا؟
• ما طبيعة الألم؟ (حاد، خفيف، ممتدّ إلى الذراع أو الرأس)
• ما الذي يزيد الألم أو يخففه؟ (الحركة، الوضعية، الدواء، الراحة)
• هل توجد أعراض مصاحبة مثل التنميل أو الحمى أو إصابة سابقة؟
العلاج والتدبير
1. العناية الذاتية (الأيام الأولى)
• الراحة وتجنب رفع الأشياء الثقيلة أو استخدام الهاتف لفترات طويلة.
• تحريك الرقبة بلطف وتجنب تثبيتها تمامًا.
• وضع الثلج خلال أول 24–48 ساعة لتخفيف الالتهاب، ثم الحرارة لارتخاء العضلات.
• تناول مسكنات الألم مثل الإيبوبروفين أو الأسيتامينوفين.
2. تمارين لطيفة
• إمالة الرقبة: ميل الأذن نحو الكتف.
• سحب الذقن: سحب الذقن للخلف لتمديد عضلات الرقبة الخلفية.
• الدوران البطيء: تحريك الرأس من جانب لآخر برفق.
3. الوضعية وأسلوب الجلوس
• إبقاء شاشة الكمبيوتر بمستوى العين.
• الجلوس باستقامة مع دعم جيد للظهر والرقبة.
• تجنب النظر للأسفل عند استخدام الهاتف لفترات طويلة.
4. وضعية النوم والدعم
• استخدام وسادة ثابتة ومريحة.
• النوم على الظهر أو الجانب، وتجنّب النوم على البطن.
• يمكن استخدام طوق رقبة ناعم مؤقتًا عند الحاجة.
5. التحكم في التوتر
• ممارسة تمارين الاسترخاء، والتنفس العميق، والتأمل أو اليوغا الخفيفة.
6. جهاز التحفيز الكهربائي (TENS)
• استخدام تيارات كهربائية خفيفة على المنطقة المؤلمة لتقليل الألم وإرخاء العضلات.
الخاتمة
معظم حالات ألم الرقبة تكون بسيطة وتتحسّن بالعناية الذاتية، وتصحيح الوضعية، وممارسة التمارين اللطيفة. أما الألم المستمر أو المصحوب بضعف أو حمى فيحتاج إلى تقييم طبي لتحديد السبب وعلاجه بالشكل المناسب.
د. طالب جيجان
جامعة المستقبل
الجامعة الاولى في العراق.