انت الان في قسم تقنيات الاشعة

الماركة المستدامة م.م. ريم طعمة يوسف تاريخ الخبر: 13/06/2022 | المشاهدات: 384

مشاركة الخبر :

أدي التطور التكنولوجي والعولمة، والتغير في السلوك الشرائية للمستهلك إلي ظهور أسلوب انتاج سمي بالموضة السريعة للأزياء، وتعتمد ھذا الأسلوب علي سرعة نسخ كل ما تقدمة بیوت الأزياء العالمية الكبرى من تصميمات وتصنيعا بأسرع وقت بأقل تكلفة وتوفير أحدث صيحات الموضة للمستهلك بأعداد كبیرة وبأقل الأسعار؛ ولكن كان لذلك الكثير من الأثار السلبية علي البيئة والمجتمع والعمالة وحتى المستهلك الذي أصبح يتغاضي عن جودة السلعة في سبيل اقتناء الصيحات الحديثة بثمن بخص و هذا الأسلوب من الإنتاج مضاد كليا للاستدامة والتي تعتمد في الأساس علي الالتزام بأخلاقيات التصميم والإنتاج والحفاظ علي البيئة وحقوق العمالة.
تعتبر الموضة المستدامة جزء من الصيحة الواسعة الامتداد للتصميم المستدام حيث يتم صنع المنتج باعتبار تأثيره البيئي والاجتماعي الذي قد يكون خلال اجمالي عمره الافتراضي وتشمل "بصمة الكربون" تبعاً لما أظهرت مجلة فوغ الصادرة في شهر مايو 2007 أنها ليست صيحة قصيرة المدى بل من الممكن استمرارها في مواسم عدة.
ومن أجل تقليل النفايات الناتجة عن صناعة الأزياء، أصبح هناك اتجاها لاستبدال الألياف الصناعية بالألياف الطبيعية الموجودة في الطبيعية، وهي مواد خام قابلة للتحلّل الحيوي لا تتطلب مواد سامة لاستخراجها ومعالجتها، منها ألياف السيليولوز أو الألياف النباتية التي تشمل القطن العضوي الذي يتم مزجه بألياف نباتية أخرى كالكتان، والصويا والقنّب والجوت والحرير والصوف والخيزران الذي يعد أحد الموارد الأكثر استدامة في العالم، وذلك بفضل سرعة نموه وعدم حاجته للمبديات، فضلاً عن ألياف البروتين أو الألياف الحيوانية.
ويعد القطن والنيلون والبوليستر والصوف من ضمن الأنسجة المعاد تدويرها وهي من بين الأنواع الأكثر استخداما في قطاع صناعة النسيج، لكنها ليست صديقة للبيئة، فعلى سبيل المثال: تمثل زراعة القطن 3% فقط من إنتاج النسيج، ويستهلك 25% من مبيدات الحشرات والآفات المستخدمة، كما يحتاج1 الكيلو جرام الواحد من القطن الخام إلى نحو 13 ألف لتر من الماء لزراعته ولمعالجته وصبغه لاحقا.
ويأمل العديد من صناع الموضة إلى توسيع حركة الأزياء المستدامة لتشمل العديد من دور الأزياء العالمية كي تصل قيمة المخلفات الناتجة عن كافة أنشطتها الصناعية الى “صفر نفايات” مع حلول عام 2030.
من هنا جاءت فكرة الموضة المستدامة أو ما يسمى بالأزياء الإيكولوجية أو الأزياء الصديقة للبيئة، وهي جزء من فسلفة جديدة في عالم تصميم الأزياء، تهدف الى ايجاد نهج صديق للبيئة، يمكن دعمه لأجل غير مسمّى.
ويرافق هذا النهج الجديد جميع المراحل التي يمر فيها تصنيع الملابس وإدخال منسوجات قابلة للتدوير، قليلة التلوث، منخفضة الاستهلاك، وقليلة تأثرات الكربون في عملية التصنيع بطريقة مستدامة، وتندمج الموضة المستدامة مع “الموضة الأخلاقية”، حيث ترتكز على مبادئ أخلاقية ضد استغلال العمال في مصانع النسيج وحصولهم على أجور عادلة، وتوفير ظروف عمل صحية وآمنة لهم
وهناك أشكال عديدة لتطبيق مفهوم الموضة المستدامة، فالبعض يراها ممثلة في صنع الملابس بطرق صديقة للبيئة، بينما يرى الآخرون أن تبادل الملابس المستعملة والقديمة وتأجيرها وإعارتها للآخرين أو إعادة تدويرها بدلا من شراء المنتجات الحديثة خطوة أفضل نحو الاستدامة.
وهناك طرقا مختلفة لإنتاج واستهلاك الأزياء الأكثر استدامة، منها تصنيع الأثواب حسب الطلب بجودة عالية تدوم لفترة طويلة وبطريقة صديقة للبيئة مع مراعاة الجوانب الأخلاقية خلال مراحل التصنيع، وبعد أن تصل للمستهلك، يجب أن يتم استخدامها لفترة طويلة عبر العناية الجيدة والإصلاح وإعادة التصميم، وإذا أصبحت قطعة الملابس غير مرغوب بها، يمكن منحها لمتجر لبيع الملابس المستعملة، أو للجمعيات الخيرية، أو منحه للأصدقاء والأقارب، وهناك متاجر على الإنترنت لتبادل الملابس، وبهذا تطول دورة عمر المنتج، الذي قد يتم استخدامه في صناعة ملابس جديدة.
وبالطبع قد لا تناسب هذه الأشكال جميع الأشخاص، فلك إنسان تفضيلاته المختلفة، وفيما يتعلق بالاستهلاك تميل الفئة العمرية الشابة لتجديد خزانة الملابس باستمرار، عكس الفئات الأكبر سنا، خاصة وأن الملابس المستدامة قد تكون أعلى سعرا مقارنة بالملابس المصنعة بالطريقة التقليدية